أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجريمة الصهيونية ضد سفينة الحرية , مسؤولية عربية بالدرجة الأولى .. د. عوض السليمان

دكتوراه في الاعلام - فرنسا 

ستمائة وخمسون بطلاً ، خرجوا بلا سلاح ولا عتاد باتجاه غزة يواجهون السرطان الصهيوني بصدورهم العارية، يفعلون ما عجز عن فعله نصف مليار عربي ومليار مسلم. ليس أفضل من أن نهنأ من استشهد منهم بشهادته، وليتنا كنا معهم.


المحزن في هذه الجريمة الصهيونية الجديدة، ليست الجريمة عينها، بل الموقف العربي والإسلامي المخزي من التعليق عليها والرد عليها بكل صرامة.


الصهاينة هذا حالهم، ولن يكون مفاجئاً لأي طفل عربي خبر الاعتداء الإرهابي على سفينة الحرية، فهؤلاء الإرهابيون قد قتلوا النبي يحيى عليه السلام كما حاولوا قتل عيسى ومحمداً عليهما السلام، وتشير الروايات التاريخية أنهم قتلوا أو عذبوا ألف نبي على الأقل. والصهاينة يتصيدون أطفال فلسطين فيوجهون الرصاص إلى قلوبهم الرقيقة وأجسادهم الغضة.


الصهاينة يتصيدون أطفال الابتدائية في فلسطين، ينتظرونهم أمام باب المدرسة ليفرغوا في أجسادهم مخازن بنادقهم الأمريكية المشتراة بأموال عربية.


فلا عتب على الصهاينة، أولئك القوم الذين لا يملكون حساً إنسانيا ولا أخلاقياً ولا وازعا دينياً يردعهم عن جرائمهم على مر العصور. أ ولم يكتبوا في تلمودهم أن دماء الأجنبي وماله وعرضه حلال كالرمال المتروكة في الصحراء من وضع يديه عليها أخذها.


المشاركة الحقيقية في هذه الجريمة جاءت من الحكومات العربية المهانة، التي لا تستطيع أن تحرك ساكناً إلا بأوامر صهيونية، وهل سيأمر الصهاينة أعوانهم بأن يتحركوا ضدهم !

 أيُعتب على الكيان الصهيوني، ومصر نفسها تحاصر فلسطين وتشارك في قتل أبريائها، بل وذهبت أبعد من ذلك بكثير عندما بدأت ببناء جدار فولاذي لتجويع أطفال غزة وقتل نسائها.

 ألم تشارك الحكومة المصرية فعلياً بالاعتداء على المسلمين في غزة عندما تآمرت في وضح النهار على محاصرة مليون ونصف فلسطيني ومنعت عنهم الدواء والغذاء.

ليست مصر فحسب، بل اسألوا دول الاعتدال عن موقفها من اعتداء كانون الأول، وكيف تم تقديم الدعم الضمني، وفي بعض الأحيان، العلني، للصهاينة لتدمير غزة فوق رؤوس ساكنيها. بل هناك من يتحدث عن دعم مادي مباشر قدم للجيش الصهيوني من أطراف عربية للتخلص من حماس، بل لِنقل من فلسطين كلها.


ألم تكتب دعوات القضاء على المقاومة في صحف عربية ، أ لم تنشر دعوات وصلوات لباراك ليبيد الشعب الفلسطيني بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية، ولقد استجاب الإرهابي وفعل.

أين مرت تلك الدعوات ألم تطبع بحبر عربي وتكتب بلغة عربية وتنشر على أرض عربية. فلماذا يا قومنا نأسف لما فعل الكيان الصهيوني الذي لم يأت بجديد منذ دخوله أرض فلسطين قبل سبعين عاماً.
أولا يُستقبل الوزراء الصهاينة في دول عربية عديدة، ويتجولون في الأسواق العربية، أ لا يكفينا أن ليفني قررت الاعتداء على غزة من شرم الشيخ.

إن الدول العربية قادرة، دون أدنى شك، على حرق الكيان الصهيوني اليوم قبل غد لو أرادت، ولكن المشكلة أنهم لا يريدون لأن كثيرا منهم يستمد شرعيته من موافقة القادة الصهاينة على وجوده في كرسي الحكم، ولهذا رأيتم كما رأينا كيف صمت العرب منذ زمن طويل على احتلال فلسطين وتشريد شعبها.

 وفي كل مرحلة تاريخية في قضية فلسطين قام بعض الحكام العرب بخيانة شعوبهم ودينهم لبيع أرض فلسطين، وكذلك فعل العرب عندما تركوا العراق وحيداً، حتى استطاعت أمريكا الإرهابية دخول بغداد واغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين جعله الله في عليين.


اليوم وبفضل القادة العرب، إلا مارحم الله، أصبح الدم العربي والدم الإسلامي رخيصاً لا قيمة له، وكأن الصهاينة ما يقتلون إلا بعض الحشرات.

وفي الاعتداء على سفينة الحرية، أصبح دم المتضامنين مع العرب والمسلمين رخيصاً أيضاً حتى استطاع الجيش الصهيوني مهاجمة السفينة وقتل ستة عشرة بطلاً ممن كانوا على متنها. والعالم كله يتفرج، وأولهم حكامنا الذين لا يحبون تعكير مزاجهم بهذه المناظر.

الجامعة العربية بدورها دعت لاجتماع طارئ، فهل تتوقعون النتيجة؟ نعم اسألوا عنها أطفال الابتدائية في الدول العربية، ستدين الجامعة الحادثة كما أدانت غيرها من قبل وسيصرخ عمر موسى فلنذهب إلى مجلس الأمن، وسيذهب إلى هناك حيث لن يستقبله أحد، فهو لا يغضب أبداً إلا من امرأة رفضت مصافحته باليد، أما لدماء العرب والمسلمين فهو رجل "واقعي عقلاني"، يؤكد أن خيار الحرب لا وجود له وإنما الخيار للحل السلمي.


الجامعة العربية ستقف مع الكيان الصهيوني فيما فعل، ولن يتعدى الأمر ألفاظاً يطلقها هذا الوزير أو ذلك أو هذا المندوب أو ذلك، وسيحضرون الاجتماع الطارئ بملابس مدنية كما هي العادة في كل الاجتماعات الدورية والطارئة.


اليوم أيتها الشعوب العربية، أصبح العالم كله كياناً صهيونياً، فلا قوة لنا إلا بأنفسنا ولو أدّب العرب حكامهم في بعض الدول العربية المتأمركة ما حدث اليوم ماحدث، ولعرف القادة أن شعوبهم أسوداً لا تخشى في الهع لومة لائم.


هذا العالم كله يرى ما حدث لسفينة الحرية، اعتداء وحشي على عزل، جزء من عملية إبادة، لكن الغرب اللواطي وأمريكا لا يلقون لهذا بالاً فدمائنا رخيصة، ولكنهم يدافعون عن الصهاينة وويل لمن يسيء إليهم ولو بكلمة.


ألف تحية لتركيا أردوغان، البلد الذي يحمل مع بعض جيرانه همّ العرب والمسلمين وهمّ القضية الفلسطينية، ولن نتوقع أي ردة فعل من دول الاعتدال العربي، اللهم إلا تلك التي سوف تحمّل قافلة الحرية المسؤولية الكاملة عن الجريمة الصهيونية، وإن سمعنا عن أي موقف عربي أو إسلامي فلن يأتي إلا من بعض الفوارس وما أندرهم هذه الأيام.


لم نعد ندري ما فائدة تشكيل الجيوش العربية وشراء الأسلحة وتكديسها في المخازن ففي كل يوم جريمة صهيونية وفي كل يوم صمت عربي أشد من سابقه.


لن يكون هناك حل أمام دول المقاومة، إلا أن تعلن الحرب الشاملة على الصهاينة، حرب وجود لا حدود، حتى يفنى أحد الطرفين، ونحن نعلم أنهم هم الذين سينتهون لا نحن، فبلادنا عاشت منذ آلاف السنين وتجاوزت المحن كلها، فمن هؤلاء الشذاذ الذين سيصمدون. لا حل إلا قتالهم، "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين".

(100)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي