أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حقوق المراة على عيني وعلى راسي ... أيوب الغنيمات

اللبنانيات وما ادراك ما اللبنانيات  فليس لهن عمل سوى الاحتجاج على كل شى و على أي شى واخرها  الاحتجاج  الصاخب والمدوي على بعض الأغاني والإعلانات المسيئة للمرأة و ولم يكن مثار احتجاجات اللبنانيات البرامج الخليعة التي تبثها محطاتهم الفضائية ومسابقات ملكات الجمال والتي تنظر الى جسد المراة كسلعة تباع وتشترى مما يذكرنا بعصر النخاسة الحديث... الخ

 

ولكن كان مثار الاحتجاجات هذه المرة   بعض الاعلانات و الاغاني التي تصور المرأة  (كربة منزل)  و في احسن الاحوال ( ام)  تهتم بصغارها و تسهر على راحتهم  وخصوصا اغنية لمطرب يدعى محمد اسكندر  تحمل اسم ( جمهورية قلبي )  التي أثارت غضب بعض الناشطات اللواتي دعون إلى تجمعات غاضبة  و تتطور الامر و ولعت الامور  على «فايسبوك» بين دعاه حقوق المراة - وجلهم من الرجال و الميثلين - والنساء اللواتي  انقسمن بين معارض ومؤيد.

 

يوم امس واثناء رحلتي اليوميه بين عمان والزرقاء  اتحفنا سائق الحافله الفنان  بأغنية  وجدت فيها الكثير من الافكار التي طمست ومازل الكثير يسعى لطمسها , فشاء القدر ان اسمع لتلك الاغنية رغم موقفي المعروفة والمعلنة من الاغاني اجمالا ,  فربما ترى النساء في كلمات تلك الاغنية  افكار رجعية ومتخلفة بمقايس هذا الزمان غير انها ناسبتي  و للامانة استمعت بأهتمام لتلك الكلمات التي يغنيها المغني  فوجدت فيها ما يرح اعصابي و ينثر الفرح في مساحات صدري وافكاري , ادر السائق  مؤشر الراديو فوجد نفس الاغنية على محطة ثانية وثالثة ,في تلك اللحظة استرقت نظره الى  وجوه الشاب الجالسين في اركان الباص فما وجدت غير الفرح والسرور وابتسامات مكبوتة ذوقا وادبا و كأن لسان حالهم يقول بادب جم :من المستحيل ان تتساوى المرأة بالرجل بأي شكل من الأشكال لاسباب يطول شرحها خلال مدة الرحله ما بين عمان والزرقاء .

 

في تلك العجاله  رجعت كلمات تلك الاغنية - فلست ناقدا فنيا و لا حتى سميع -  وحاولت ان افهم سبب احتجاج النساء على تلك الاغنية ذات شعبية صاروخية، و التي تدعوا التي تغير مقاييس التعاطي في العلاقة ما بين الرجل و زوجتة و التي تعبر عن افكار الرجل الشرقي الغيور على حرائره  و الذي يدعو زوجتة الى الاهتمام بة  وببيتة ,  وهذه الكلمات المغناه تختلف اختلفا جذريا عن الاغاني الحديثة الرائجة  بل والقديمة التي تتحدث عن الحب إلى درجة الموت والغيرة العمياء والخيانة و فعل المعجزات من اجل الحبيب .

 

على كل الاحوال  من خلال هذا الموضوع يظهر امرين اولاهم هو ان  الاغاني في هذا العصر كلها متشابه ومتقاربه و تتحدث عن نفس الامور وفي اعتقادي ان كل الكلمات المغناه حاليا بحاجة الى مراجعة ادبية وبيئية و اخلاقية  و ثانيهما اني احسد الناشطات في مجال حقوق المرأة  على ( فضوه البال  ) فلقد تركن كل حالات الاعتداء على النساء واضطهادهن وقتلهن بدواعي الشرف , ولحقوا بكلمات اغنية او اثنين سوف تنهي  خلال اسبوع او اسبوعين  رغم اعتراف  الشاعر صراحة ان  ( حقوق المرأة على عيني وعلى راسي ) ترى ما هو الخطا او الاهانة الموجودة في هذه القصيدة المغناه حتى تثور النساء  :

 

نحنا ما عنّا بنات تتوظّف بشهادتها

عنّا البنت بتدلّل كل شي بيجي لخدمتها

 

 حقوق المرأة على عيني وعراسي، بس يا ريتك بتراعي إحساسي

 

 وشو هالوظيفة اللي بَدّا تفرّق ما بيني وبينك

 

 يلعن بيّ المصاري بحرقها كرامة عينك

 

 و في المقطع الثاني يضيف المغني قائلا :

 

شيلي الفكرة من بالك أحلالك , ليش بتجيبي المشاكل لحالك

 

بل ان افضل مقطع في الاغنية هو

بكر المدير بيعشق وبيتحرك  احساسو

 

وطبيعى اني انزل هد الشركه ع راسو

 

يعني ان الزلمه حمش  ورح يكسر راسو للمدير الخويثة ثم  بعد نسمع كل الاصوات التي علت والاحتجاجات والاستنكارات على تلك الدعوات الموجهة للمراه للاهتمام ببيتها على حساب عملها  بدا يظهر سئوال برى ,   لماذا تحتلّ هذه الأغاني المراتب الأولى في الإذاعات  الخاصة ؟ وهل  المشكلة في المغني  لوحده... ام في كل من يهز راسة  من المستمعين و خصوصا ركاب الباص , على كل الحال النساء لا يرضيهن ان يكن امهات او ربابات بيوت  , اذن  لم يرفضن رئاسة «جمهورية قلب الرجل » ؟؟؟

 

(103)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي