أضاف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أوّل من أمس، عنصراً جديداً إلى معادلة الردع التي أعلنها في 16 شباط الماضي. ففي الذكرى العاشرة لتحرير الجنوب، وأمام حشد من المحتفلين في مجمّع سيّد الشهداء، جدّد نصر اللّه تحذيره إسرائيل من مغبّة شنّ هجوم على لبنان، قائلاً: «إذا حاصرتم ساحلنا، فإنّ كلّ السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتّجه إلى موانئ فلسطين على امتداد البحر الأبيض المتوسط ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية». وأضاف نصر اللّه: «أنا أتحدّث الآن عن البحر الأبيض المتوسط، ولم نصل بعد إلى البحر الأحمر».
وفي ظلّ هذه المعادلة الجديدة، بلغت أمس التمارين الإسرائيلية لفحص جهوزية الجبهة الداخلية ذروتها، حين انطلقت صفارات الإنذار في الحادية عشرة قبل الظهر في البلدات الإسرائيلية كلها. واستمرّت الصفارات لمدة دقيقة ونصف معطية مئات آلاف الإسرائيليين إشارة التوجه الى الملاجئ والأماكن المحصنة لمدة عشر دقائق. ووفقاً للسيناريو الإسرائيلي المفترض، دخلت إسرائيل اليوم الثامن عشر من الحرب، إذ أُطلقت صفارات الإنذار محذرة من تعرّض الداخل الإسرائيلي لهجمات صاروخية بما فيها صواريخ تحمل رؤوساً غير تقليدية تطلق عليها من سوريا ولبنان وقطاع غزة وإيران، وتطال، من جملة المواقع المستهدفة، مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب (هكرياه)، الذي يتعرض، وفق السيناريو الذي تجري محاكاته، لقصف بالصواريخ الكيماوية يؤدي إلى أضرار فادحة في البنى التحتية.
وفي تقويم أولي لمجريات اليوم الرابع من مناورة «نقطة تحول 4»، تفاوتت التقديرات بين من أعرب عن ارتياحه لمجريات المناورة ومستوى تجاوب المواطنين معها، وبين من تشكك في نجاحها وجدواها في ضوء اللامبالاة التي أظهرها عدد كبير من الإسرائيليين تجاهها، على المستويين الشعبي والرسمي. وتصدّر نائب وزير الدفاع متان فيلناي، معسكر الراضين عن سير المناورة، فقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «جرى كل شيء على ما يرام حتى الآن، وكان تجاوب الناس ممتازاً. لقد تثبّتنا من التنسيق بين مختلف الهيئات المرتبطة بالدفاع المدني من أعلى مستوى الى أدنى مستوى».
في المقابل، ظهرت ذروة الاستخفاف الرسمي والشعبي في خطوات وتصرفات عدة، أهمها إلغاء زيارة كان من المفترض أن يجريها أعضاء المجلس الوزاري المصغر للوقوف عن كثب على المناورات الجارية حالياً، ما دفع المؤسسة الأمنية للإعراب عن استيائها من إلغاء زيارة الوزراء للمناورات والتدريبات على أرض الواقع، وقالت مصادر في الجيش ليديعوت أحرونوت «لا يعقل أن يلبي الجمهور مطالب الحكومة ويستجيب لتعليماتها، ويكون الوزراء في حلّ من أمرهم ولا يشاركوا في الحضور إلى تلك المناورات». وتجلّى الاستخفاف في إعلان 600 مدرسة عدم مشاركتها في المناورة بسبب الامتحانات العامة فيها، وكان المشهد الأبلغ في استخفاف الإسرائيليين بالمناورة ما شهده سوق «محنيه يهوداه» في القدس المحتلة، حيث واصل الجميع حياتهم وأعمالهم كالمعتاد، فيما سخر عدد من زائري السوق من المناورة بالقول إنهم لم يسمعوا صفارة الإنذار.
الثغرة الأهم والأخطر تتمثل في أن إسرائيل غير جاهزة جهوزية تامة لسقوط صواريخ غير تقليدية بسبب قلة الأدوات اللازمة للوقاية والحماية وعدم كفايتها. وفي هذا المجال، قال العقيد في الجبهة الداخلية، حليليك سوفر، إن الجبهة الداخلية غير مجهّزة لسقوط صواريخ غير تقليدية وإن مستوى الجهوزية لمواجهة سقوط هذه الصواريخ متدنّ.
نصر اللّه يطلق مفاجأته البحريّة

الاخبار
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية