أن الإنسان لا يُعَـدُّ كاملاً إذا خلا من الفضيلة ، فهي الجوهرة التي لا تُقَدَّر بثمن الموجودة في قلوب نفر من أبناء الحياة على هذه الأرض .
لا تحتقر الآخرين لثيابهم الرثّة والبالية لأن الفضيلة لا تختفي وراء الحرير واللباس الفاخر بل كثيراً ما تستتر وراء تلك الثياب البالية .
يكون الإنسان محبوباً ومحترماً من قبل الآخرين لوجود شيء ما في داخله غير منظور وهذا الشيء هو أشعة الفضيلة التي تنبثق من أعماقه وتُبْعِد كل احتقار . إن في الفضيلة سعادة كبرى لأصحابها فتبعدهم عن الرذيلة التي تقودهم إلى الكراهية والعار .
على الإنسان أن يحترم كل صفة حسنة في الآخرين دون أن يهتمّ بالمظاهر الخارجية البرّاقة التي غالباً ما تستر تحتها أخبث الطباع وأسوأ الأخلاق ، فلا ينخدع بالمظاهر الخارجية سوى الجهلاء وضعاف النفوس . إذا كان الإنسان غنياً فإما أن يكون محبوباً ومحترماً من أصدقائه ومعارفه أو محتقراً منهم ، لأن احترامهم له لا لماله وثروته وإنما لحسن أخلاقه وكذلك احتقارهم له يكون لسوء أخلاقه .
أن أعمال الإنسان الحسنة، بإخلاصه وباستقامته وبصدقه وبأخلاقه الجميلة وباحترامه للآخرين كل هذا يجعل الناس يحترمونه ويجلّونه ويذكرون اسمه في أحاديثهم كبقية الألوف الذين سجّل التاريخ اسمهم بأحرف ذهبية .
ما هي الفضيلة ؟ هي أن نصدق في أقوالنا ، ولا نستغيب أحداً . ولا نؤذي أحداً ، ولا نتّخذ سوى السكوت سلاحاً عندما نعلم ضعف من يتّخذ الشتم سلاحه . وذكّرنا هذا بقول الشاعر :
أبو بكر بن سعدون :
سِجْنُ الِلّسانِ هو السَّلامةُ للفتى مِن كلِّ نازِلةٍ لها استئصالُ
إنَّ الِلّسانَ إذا حلَلْتَ عِقــالَهُ ألقاكَ في شَنعَاءَ ليسَ تُقالُ
من أحسن الفضائل أن نسامح أخانا في الإنسانية مرتين على الأقل لأنه قد يكون مدفوعاً إلى عداوتنا عن سذاجة ٍ أو عدو سوء نيّة .
تضيع الفضائل دائماً بارتكابنا جريمة الانتقام فالصفح أعظم عاطفة نبيلة تبين مقدرة الإنسان على مقاومة الشر .
إن كل شيء في هذه الحياة إذا أحسنّا استخدامه أصبح فضيلة وإذا أسأنا استخدامه غدا رذيلة . فالعِلْم الذي هو المُهَذِّب الأكبر للنفوس السقيمة إذا استعمله الإنسان للشر أصبح رذيلة مكروهة . ومثل ذلك المال يمكننا أن نستعمله لإفادة المجموع وللخير العام لتخفيف آلام الإنسانية وإذا خصصناه للفتك والتدمير في سبيل الشر يصبح رذيلة محتقرة .
21/5/2009
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية