 
					
( في قاعة الاجتماعات بقصر شيخ الخفر ، 
جلس الخفر إلى طاولة مستديرة كبيرة ، 
كل منهم يرتدي ملابسه العسكرية الأنيقة ، وضع كل منهم فوق كتفه رتبته العسكرية ( سبعة نجوم ) ، و على صدر كل منهم عدة نياشين ، 
افترش كل منهم بعض الأوراق أمامه ، 
يقف خلف كل منهم جندي من ذوي البشرة البيضاء ، يحمل ملفا به بعض الأوراق ، 
يدخل شيخ الخفر ، يقف الجميع رافعي أيديهم يؤدون التحية العسكرية ، يصرخون ) 
ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . 
ـ عاش الطاهر ، عاش ، عاش ، عاش . 
( يؤخر أحد الجنود الكرسي الأكبر على الطاولة فيجلس شيخ الخفر ، 
يشير إلى الخفر بالجلوس فيجلسون ، 
يشير إلى التوابتي فيبدأ بالكلام ) 
ـ نبدأ كلامنا كده بالصلاة على النبي . 
( يردد الجميع ) 
ـ اللهم صلي عليك يا نبي . 
ـ دلوقتي إحنا مجتمعين عشان نشوف حل في المصيبة السودة اللي حصلت امبارح بالليل و اللي غرسنا فيها الواد حمو ابن شيخ الغفر .... 
( يتنحنح الزعيم و ينظر إلى التوابتي شذرا فيستدرك ) قصدي فخامة شيخ الغفر الصغنن ...... 
( يحدث بعض الهرج ، و يميل أحد الخفر إلى الجالس بجواره ) 
ـ لا مؤاخذة أصل أنا نمت امبارح بدري و ما أعرفش اللي حصل ، هو فخامة شيخ الغفر الصغنن عمل إيه ؟ 
( يهمس الخفير ) 
ـ أصل فخامته كان بيلعب نشان مع اصحابه ، طلعت طلقة غصب عنه من الرشاش بتاعه فموت الواد ابن عباس التهامي . 
ـ أكيد الواد ابن عباس التهامي هو اللي غلطان ، بالذمة فيه حد عاقل برضه يقف قدام القطر ؟ 
( عندها يرفع شيخ الخفر يده فيصمت الجميع ) 
ـ أنا جمعتكوا النهاردة عشان نشوف حل للمصيبة السودة دي . 
( يرد عليه أحد الخفر ) 
ـ و لا مصيبة و لا حاجة فخامتك . 
( يرد آخر ) 
ـ هو كان حصل إيه يعني ؟ 
( يرد ثالث ) 
ـ أنا شايف سعادتك مكبر المسألة حبتين .. 
( يرد رابع ) 
ـ الموضوع مش مستاهل كل ده . 
( يقاطعهم شيخ الخفر ) 
ـ لا إزاي ؟ ده الموضوع كبير و كبير قوي كمان ، و أنا شايف إن لابد من القصاص . 
ـ قصاص إيه بس فخامتك ؟ 
ـ ده مهما كان برضه شيخ الغفر الصغنن ، و ولاد التهامي و أهل البلد كلاتها فدا البيه الصغنن . 
ـ أهم يا خدوا لهم قرشين حلوين تعويض و تنتهي المسألة ... 
ـ ده أنا سمعت إن أبو الواد و أهله واقفين من امبارح على باب القصر طالبين مقابلة فخامتك . 
( عندها يقاطعهم التوابتي ) 
ـ بعد إذن فخامتك لو تسمح لهم يدخلوا . 
( يشير شيخ الخفر للجندي الواقف على باب القاعة ) 
ـ نادي على أبو المرحوم . 
( ينادي الجندي ) 
ـ أبو المرهوم . 
( يرد الرجل من الخارج ) 
ـ أفندم . 
( يدفعه الجندي بقوة إلى داخل القاعة ، فيجري الرجل من أثر الدفعة إلى شيخ الخفر ، منكبا على كف شيخ الخفر يقبلها و يبكي ) 
ـ أبوس إيد فخامتك تسامح البيه الصغنن . 
( عندها يسحب شيخ الخفر يده ) 
ـ لا يمكن ، و لو حتى بوست رجلي ( يمسك شيخ الخفر الرجل من رقبته و يدفعه ناحية قدمه ) مش ممكن أبدا أسامحه ، ده قتل واحد من ولادي . 
ـ أبوس رجلك ، الواد ابننا هو اللي غلطان ، هو اللي جري و وقف قدام رشاش سعادته . 
( يقاطعه التوابتي ) 
ـ و بعدين الواد عمره كده ، قضاء و قدر ، ها نعترض على قضاء ربنا ؟ 
( يقاطعه شيخ الخفر ) 
ـ استغفر الله العظيم ، أعوذ بالله ، بس برضه لازم يتعاقب عشان ما يعملهاش تاني . 
ـ لو عاوز تعاقبه فخامتك ، ابقى امنعه يلعب (بلاي استيشن) يوم و إلا اتنين و خلاص . 
( يبكي الرجل بين يدي شيخ الخفر ) 
ـ أرجوك تسامحه ، كفاية ان واحد من ولادنا مات ، نقوم نموت التاني بإيدينا ؟ بالذمة ده كلام ؟ 
( يقاطعه التوابتي ) 
ـ على الأقل سيب لهم واحد ، ده ابنهم و ده ابنهم برضه .. 
ـ و ياما بيحصل يا سيدي ، دي مصارين البطن بتتخانق ... 
( يقاطعهم شيخ الخفر مصمما على رأيه ) 
ـ لا يمكن ، لازم يتعاقب يعني لازم يتعاقب . 
( عندها نسمع صوت هدير الجماهير خارج القصر ، يقوم التوابتي و يذهب إلى النافذة ، يسأله شيخ الخفر ) 
ـ فيه إيه ؟ إيه الصوت ده ؟ 
ـ دول أهالي البلد عاملين مظاهرات . 
( يقوم شيخ الخفر إلى النافذة ، يتبعه الخفر ) 
ـ مظاهرات ؟ معقولة أهالي كفر البلاص يعملوا مظاهرات ؟ 
( خارج القصر يقف بعض الخدم يحملون لافتات يهتفون ) 
ـ العفو يا فخامة شيخ الغفر . 
ـ العفو العفو العفو . 
ـ العفو و السماح لأجل ما البلد ترتاح . 
( عندها يتجمع الخفر حول شيخ الخفر ، يحاولون إثناءه ) 
ـ أرجوك تتنازل يا فخامة شيخ الغفر .... 
ـ البلد كلتها بتطلب السماح من فخامتك ... 
ـ أهالي البلد كلها واقعة في عرضك . 
( عندها يعود شيخ الخفر ليجلس على كرسيه ، 
عندها يأخذ التوابتي كبير عائلة التهامي إلى الباب ) 
ـ خلاص روح انته و احنا ها نقنعه ، توكل على الله انته ، و طمن الناس و قول لهم إن الزعيم كل همه إن أهل البلد كلاتهم يبقوا مبسوطين . 
( يخرج الرجل ، بينما يعود التوابتي إلى كرسيه بجوار شيخ الخفر ) 
ـ خلاص بقة قلبك أبيض فخامتك ، تلاتة بالله العظيم ما انته مزعل البيه الصغنن ، هو احنا لينا بركة إلا هوه ؟ 
( يرد جميع الخفرفي صوت واحد ) 
ـ لا طبعا . 
( يقاطعهم شيخ الخفر ) 
ـ مش ممكن ، مستحيــــــــــــــــــــل ... 
ـ أهل البلد كلهم واقعين في عرضك ، و الله ما أنته مزعلهم، خلاص بقى . 
ـ أيوة بس ..... 
ـ و لا بس و لا حاجة ، خلاص بقى .... 
ـ خلاص ، ماشي ، سماح النوبة ، بس و الله العظيم ما هو قاعد على البلاي استيشن خمس تيام بلياليهم ، و أما أشوف بقى ، آني و إلا هوه ؟ 
( عندها يهلل الخفر و يصفقون و يهتفون ) 
ـ الله أكبر ، الله أكبر . 
( يصرخ شيخ الخفر ) 
ـ بس علي الطلاق بالتلاتة لو عملها تاني ما ها أرحمه . 
ـ لو عملها تاني ابقى اعمل فيه ما بدالك ، إن شا الله تحرمه شهر بحاله . 
ـ خلاص خلاص . 
( يهتف التوابتي رافعا يده لأعلى ) 
ـ عاش الطاهر . 
( يرفع الجميع أيديهم ، يرددون ) 
ـ عاش ، عاش ، عاش . 
( عندها نسمع بعض الأغاني يرددها الأهالي هنا و هناك ) 
ـ و سماح النوبة ، النوبة ، 
و سماح النوبة ، النوبة ........... 
( يتبع ) 
 
					
				 
						
 
									 
									 
									 
									 
									 
									 
								 
								 
								 
								 
								 
								 
								 
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية