أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشروع " اقرأ " في مدينة حماه عمل تطوعي متميز

جمعية دار العلم والتربية .. هل لازال التعليم في الصغر كالنقش على الحجر..؟

محو الأمية هدف وواجب اجتماعي  ووطني بالنسبة للمجتمع بشكل عام، والتحرر من الأمية العتبة الأولى للارتقاء بالمجتمع معرفيا وثقافيا، من هنا تأتي أهمية التوجه بمحو الأمية للمرأة لتحريرها من الأمية ومنحها الأداة التي من خلالها تطور نفسها وأبنائها وعائلتها  وبالنهاية ينعكس على المجتمع.
جريدة "زمان الوصل" التقى السيدة "لينة الشعار" مديرة مشروع أقرأ لتعليم الكبار والتي حدثتنا قائلة: «محو الأمية من أهداف الجمعية، لكن طرأت ظروف أوقفته، شعرنا بضرورة إعادته للحياة فانطلقنا لإحيائه بين النساء بطرق وأهداف جديدة، ضمن فئات عمرية مختلفة ومستويات اجتماعية مختلفة أيضا، لدينا الجدة والبنت والحفيدة في صف واحد معا، ونحن نركز على دور المرأة بوصفها أساس المجتمع  ومنها يتخرج الآباء والأبناء والبنات ونركز على هذه النقطة التي تجعلنا على تواصل مع الأسرة كاملة، وأعتقد أننا حققنا نتائج جيدة».


وأضافت قائلة: «لايتوقف العمل على محو الأمية، بل نقوم بطرح القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالتربية المنزلية والعلاقة مع الأطفال والنظافة الشخصية والعامة وقانون السير والبيئة وآداب الحديث والطعام والحياة الجماعية  والتعاون لتحقيق بيئة نظيفة».
عن آلية الإعلان للدورة؟ أجابت قائلة: «حملات الإعلام ذاتية قام بها أعضاء الجمعية وعلاقاتهم مع أسرهم وأسر أصدقائهم في الحي ومختار الحي ومكان العمل واللقاءات وسواها، وتم تسجيل 30 طالبة بهذه الطريقة في البداية وخلال عام أصبح لدينا 100 طالبة، نحن لم نقوم بحملة إعلامية للدورة، نتمنى من الجهات الإعلامية المساعدة في هذا الجانب ولهم الشكر سلفا».
وأضافت قائلة: «العمل تطوعي بالمطلق، الخير موجود لدى الناس فقط يحتاج لمن يوقظه ويدفعه باتجاه العمل الخيري الذي يفيد البلد ويعطي ثماره على الصعيد الاجتماعي، ولدينا الآن 27 متطوعة تشرف كل باختصاصه على الطالبات المائة، ويتميز الكادر بطاقات شابة عظيمة، أصغر آنسة متطوعه عمرها 19 سنة».
والتقينا أحد المتطوعات السيدة "فوز عرواني" التحصيل التعليمي "إدارة أعمال" غير موظفة ربة منزل حدثتنا عن مشاركتها في هذا المشروع القائم على العمل التطوعي قائلة: «أحب العمل التطوعي الذي يشعرنا بسعادة غامرة، وأنا نتيجة هذا العمل أحرر إنسانة من الأمية وأجعلها تشعر بقيمتها».
وعن التنسيق بين بيتها وأولادها وزوجها أطلعتنا على آلية عملها بالقول: «لدينا وقت كبير فقط نحتاج إلى ترشيد وتنظيم هذا الوقت وتوزيعه بشكل يحقق لكل طرف، مثلا استطعت تنظيم وقتي وتقسيمه بشكل منطقي بين الأولاد والزوج والبيت والراحة الشخصية، من خلال التعاون في الأسرة والتفهم لطبيعة عملي التطوعي».

كما التقينا الآنسة "بتول فهد عتيق"أصغر المتطوعات.
وعبرت عن فهمها للعمل الطوعي قائلة: «العمل التطوعي نابع من داخل الإنسان الخيّر، والقائم على فعل الخير مساهمة في تحقيق هدف إنساني له بعد اجتماعي وأخلاقي، وقد شجعني على ذلك الوالد والوالدة والأخوة والأسرة بشكل عام والأصدقاء، وهو تعبير عن الذات وكيفية توظيف هذه الطاقة في مجالات تحمل جملة من الأهداف على الصعيد الشخصي والعام».
   الفتاة في مجتمعنا تحاط بالكثير من التحذيرات القائمة على حمايتها من الآخر، كيف استطعت أن تبني جسور الثقة مع الأهل أجابت موضحة: «الثقة جاءت نتيجة التربية التي عشتها بين الأهل والقائمة على الوضوح والثقة، والوالد منحنا الثقة وترك لنا حرية التصرف بشكل موضوعي، لكن بعد أن شعروا بجدية المشروع والمصداقية مني ومن الكادر الذي أعمل معه».
كيف ترى "بتول" تجاوب الطلاب بشكل عام، أجابت قائلة: «ماشاء الله الاستجابة جيدة بالعموم، لكن عند المتقدمات في السن متميزة بالحماس والرغبة في كسب أكبر قدر من العلم، وميزة أخرى عدم التغيب عن الدروس والتقاط المعلومة».

التقينا الطالبة الحاجة "تركية" التي حدثتنا عن مشاركتها بدورة تعليم الكبار قائلة: «أنا كنت أتعلم حفظ القرآن في مسجد "السرجاوي" وكانت معي صديقة تقرأ بشكل جيد، حدثتني عن الدورة، فسجلت كي أتعرف على الحروف وتكون قراءتي" للقرآن" الكريم جيدة، وبعد انقضاء الدورة أصبحت قادرة على القراءة المباشر بالقرآن».
وعن كيفية تنظيم وقتها حدثتنا قائلة: «أنا مطلقة من مواليد عام1945، وأعيش وحيدة في بيت أهلي، عندي فقط ابنتان متزوجتان تقومان بزيارتي بشكل يومي، وأشتغل بالخياطة للسوق، ومن هذا المردود أصرف على حالي، وأنظم وقتي بشكل أتابع فيه حلقة تحفيظ "القرآن"، وأتابع الدورة في مدرسة جمعية دار العلم والتربية يومي الأحد والأربعاء».
وعن العلاقة مع المعلمات حدثتنا قائلة: «العلاقة جدا أسرية، أشعر وكأنني في بيتي ومع بناتي، ولا يقصرون معنا نهائيا في إعطاء المعلومة بمادة العربي والحساب وكذلك المساعدة في بعض القضايا الشخصية، وكنت سعيدة جدا في حفل التخرج الذي تم أمام حشد كبير من الجمهور، حيث تم إعطائنا شهادة محو الأمية وهدية تشجيعية».
كما التقينا الطالبة الحاجة "خديجة عنجاري" الملقبة بأم "أنس" لديها 11 ولد ذكور وإناث، منهم الطبيب والتاجر والمهني والجامعي وكانت تتأثر عند الالتقاء مع صديقاتها والجميع يقرأ ويكتب، هذا الواقع جعلها تتأثر وتصل لمرحلة البكاء حسرة على نفسها، مضى عليها عام وكانت ضمن الخريجات الأوائل بالدورة وتابعت القول: «أنا مستمرة بالتعلم حتى أحصل على شهادة التمكين التي تخولني بالتقدم لنيل الشهادة الإعدادية، وقد تشجعت بعد التكريم وخصوصا وقوفي على المسرح  وارتجلت كلمة أمام الجمهور مباشرة ترك ذلك عندي قوة تحفيز كبيرة، وتشجيع زوجي وأبنائي وأصدقائي، وفرحتي كبيرة عندما أقرأ "القرآن" بصوت مرتفع مع التجويد، وأكتب وأقرأ، بنفسية ومعنويات عالية جدا، وأخي بكى من فرحته عندما شاهدني وسمع تلاوتي "للقرآن" الكريم، وأصبحت مضرب المثل في الحي "روحو شوفو أم أنس لقد تعلمت القراءة والكتابة بعد 11 ولد"، والله فرحتي كبيرة وإنشاء الله أنال  شهادة التاسع وأتابع تحصيلي الدراسي، هذا بفضل رب العالمين والآنسات».
والجدير ذكره أن الجمعية تكفلت بكل المصاريف التي يتطلبها المشروع من وسائط نقل تقوم بإحضار الطالبات من بيوتهن للمدرسة والعكس من كل أطراف وضواحي المدينة، مع تأمين القرطاسية اللازمة والكتب وأحيانا المساعدة المادية لبعض الطالبات اللواتي يعانين من مرض أو مشكلة ما.نقول تعالوا تعلموا والباقي علينا.
وجمعية "دار العالم والتربية"، تأسست عام 1918 وهي أول جمعية أهلية تأسست في "حماة" 
 
 

 


 
 

كنعان البني - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي