بعد طول انتظار، تبدو الزيارة الثانية لرئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق، اليوم، مجرد محطة في خريطة طريقه إلى واشنطن، التي بدأها في الرياض وسيكملها في القاهرة وعمان وأنقرة، قبل توجّهه إلى العاصمة الأميركية يوم السبت المقبل.
وإذا كان الحريري قد أمضى في الرياض حوالى 24 ساعة التقى خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز وعددا من المسؤولين السعوديين، وبحث معهم، بحسب مكتبه الإعلامي، التطورات في المنطقة وآفاق التعاون بين البلدين، فإن زيارته دمشق لن تتجاوز بضع ساعات، يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، وربما رئيس الوزراء محمد ناجي العطري، ثم يعود إلى بيروت للمشاركة مساءً في مراسم استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وعلم أن رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن زار سوريا أمس، تحضيراً لزيارة الحريري.
وعشية مجيء الصباح من دمشق وتوجّه الحريري إليها، اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع «السوريين» بالعودة «إلى استخدام لبنان في حروبهم الباردة أو الساخنة مع الأفرقاء الآخرين، إقليميين أو دوليين»، مقلّلاً من شأن «ما يُحكى عن مصالحة سعودية ـــــ سورية»، بوصفها «بداية مصالحة لم تؤدّ بعد إلى تفاهم على الملفات الكبرى الدسمة والشائكة في المنطقة». ورأى أن جولة أمير الكويت «تأتي في مرحلة قد تكون ربع الساعة الأخير ما قبل العاصفة في المنطقة»، محدداً «الفرصة الوحيدة لحماية لبنان من العاصفة»، في أن يصبح قرار السلاح «في بيروت لا في طهران أو دمشق».
إلى ذلك، حضرت الذكرى الـ27 لاتفاق 17 أيار في عدد من المواقف والأنشطة، أمس، أبرزها احتفال أقامه تجمّع العلماء المسلمين في مسجد بئر العبد، شدد فيه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن قدرة المقاومة لن تكون سبباً للحرب، بل ستكون سبباً للردع، وأكد التمسك بالمقاومة وعدم الخضوع «للابتزاز المتعدّد الأطراف، مهما كان اتجاهه ومهما كان واقعه».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية