سبايدرمان في كل مكان.. العناكب تدب فوق جلودنا وعلى أرواحنا.. عناكب على أصابعنا وعيوننا وألسنتنا..
كل فرد ينصب شباكه على أمل اصطياد ذبابة يضيفها إلى رصيده المظفر في هذي الحياة: عناكب إعلانية, تجارية, آيديولوجية, إعلامية, إلكترونية.. ذكرت الويكيبيديا أنه يوجد أكثر من أربعمئة ألف نوع من العناكب, أشهرها الأرملة السوداء التي تلتهم ذكرها ليلة زفافها.. وما يهمنا هنا هو الحديث عن العناكب الإعلامية التي تنشر شباكها في بلادنا بدءاً من المحطات التلفزيونية والإذاعية مروراً بالصحف الورقية وانتهاء بأخواتها على الشبكة الإلكترونية, حيث لم يعد هناك قوانين ولا تقاليد إعلامية: الكل يسرق الكل والكل يشتم الكل دون وازع أو ضمير!؟
ففيما مضى, أي مع بداية الاستقلال, كان للصحافة دور تنويري في المجتمع, وكانت أدوار الصحفي تتراوح بين معلم وداعية ومبشر تنويري.
- والسؤال: ماذا فعل الإعلام الخاص بعد عشرة أعوام على صدوره؟
- استمرت الصحافة الرسمية ونام معظم الإعلام الخاص في أحضان السماسرة والمستثمرين, وتحول الصحفي إلى صياد أخبار وإعلانات واستهان أغلبهم بالقارئ مقابل إرضاء الممول والمعلن ضعيف الثقافة والمعرفة والديمقراطية, فهبط الخطاب الإعلامي إلى حضيض الإثارة والتلميع.. وباستثناء بضعة أسماء إعلامية أغلبها من النساء, يمكننا تقسيم الإعلاميين إلى الأنواع التالية:
1- صوت سيده.
2- مدير تحرير ثري لا علاقة له بالقراءة والكتابة.
3- صحفي كاسيت.
4- صياد فهلوي يخترع من اللاشيء خبراً.
5- صحفي مختص بتلميع الأثرياء والمتنفذين.
6- صحفي متسول يطرح سؤالاً على مجموعة مختصين ثم يجمع أقوالهم ويذيلها باسمه.
7- صحفي شنطة (جاهز وتفصيل).
8- صحفي غوغل (قص ولصق وتجميع) مع إضافة مقدمة وخاتمة للموضوع.
9- صحفي علاقات عامة يحمل بطاقات صحفية من عدة مؤسسات ودكاكين إعلامية ويستأجر صحفياً يكتب له.
10- صحفي صادق ولا أحد ينشر له إلا إذا كان انتحارياً مثله..
أخيراً قد يتساءل البعض أين هي (الأرملة السوداء) فيما طرحت، وأنا أحيلكم إلى يوجين أونسكو الكاتب المسرحي الشهير ومسرحيته (المغنية الصلعاء) التي أقبل الجمهور عليها ليرى المغنية الصلعاء فشاهد مسرحية جيدة ولكن لم يكن هناك مغنية ولا صلعاء, وأنا بدوري أردت اصطيادكم بالعنوان لأورطكم بالقراءة، ولكي أبرر عدم قدرتي على الإجابة - طوال عشرين عاماً - عن سؤال الآخرين لي: ماذا تعمل؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية