أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

«The Actor»..صفر مكعب في الأداء؟!

وصل برنامج ««The Actor إلى مرحلته الاخيرة التي تأهل إليها خمسة عشر مشتركاً قسموا إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة تضم خمسة مشتركين، حيث تختار لجنة التحكيم المؤلفة من (باسل خياط، يارا صبري، د. سامر عمران) مشتركاً واحداً من كل مجموعة ليتأهل إلى النهائيات وذلك بناء على مشاهد تلفزيونية مصورة مسبقاً للمشتركين إضافة إلى أدائهم على خشبة المسرح من خلال تقديم مشهد مسرحي أمام اللجنة مباشرة، وبالتالي يكون عدد المتأهلين ثلاثة مشتركين يضاف لهم ثلاثة آخرون – واحد من كل مجموعة- يختارهم الجمهور بناء على التصويت عبر الهواتف الجوالة ويكون عدد المتأهلين النهائي ستة مشتركين يتابعون مسيرتهم حتى يتم اختيار النجم «The Actor».

وبالفعل كانت أولى حلقات المرحلة الأخيرة يوم الخميس الماضي والتي تم تسجيلها في مجمع دمر الثقافي بحضور عدد من الزملاء الإعلاميين الذين لبوا دعوة قناة الدنيا. ‏

طبعاً، إلى هنا تبدو كل الأمور طبيعية ولا توجد أي مشكلة إلا أن ما حدث خلال تسجيل الحلقة والتي عرضت على الشاشة بمدة لا تتجاوز 45 دقيقة في حين ان تسجيلها استمر لمدة تجاوزت الخمس ساعات بسبب الأعطال الفنية والتقنية وسوء التنظيم والتنسيق والأخطاء وغيرها الكثير؟! ما حدث خلال التسجيل كان مثيراً حقاً ولكن ليس من الناحية الإيجابية وإنما من الناحية السلبية البحتة. ‏

البداية كانت من التأخير والمعاناة من الانتظار الذي استمر لساعات جعلت عدداً كبيراً من الزملاء الإعلاميين يغادرون «الاستديو المفترض» بعد توقفات متكررة وأخطاء فنية وتقنية وإخراجية أشرنا إليها مسبقاً.. ‏

ومع ذلك تابع عدد من الزملاء التسجيل بانتظار النتائج ولمشاهدة المواهب السورية الشابة؟!!!!!! إلا أن ما شاهدناه من المشتركين الخمسة لم يكن تمثيلاً حقيقياً وإنما ظهروا بمظهر أنهم يمثلون التمثيل فبدوا أجساداً بلا روح ينطقون بما حفظوه عن ظهر قلب وبغياب كامل للتمثيل، فالأداء الذي قدمه المشتركون الخمسة كان غاية في السوء ولا يدل على انهم الأفضل، فالأخطاء في اللغة العربية كانت قاتلة ومن الجميع تقريباً في حين ان غياب ردات الفعل والتعامل مع الشخصيات بغياب الروح والاحاسيس كانوا السمة الأبرز لأعضاء هذه المجموعة (مصطفى قر، فرح رمضان، سامر نصر الله، شربل كريم، إيهاب شعبان) ماعدا المشترك شربل كريم الذي كان أفضل نوعاً فقدم مشهده بإحساس مقبول، ولكن الحالة التي ظهر عليها المشتركون والتي تدل على أن ماقدموه لا يدل على موهبة أبداً، أو أن الموهبة لم يتم صقلها بالشكل الجيد من خلال التدريب المركز والتوجيه المستمر وطرق الإعداد الصحيحة وخصوصاً أنهم لا يزالون هواة ولا يعرفون الصح من الخطأ إلا إذا تم توجيههم وتدريبهم بالشكل الصحيح، ومع ذلك فإن التساؤل كيف وصلوا إلى هذه المرحلة كان يداهمنا باستمرار؟! «سؤال يستحق ان نبحث عن جواب له». ‏

أما المشاهد التلفزيونية المصورة والتي تم تحضيرها للمشتركين فهي بحق تستحق أن توضع في برامج طرائف من العالم لأنها بالفعل كذلك فلا يوجد فيها تمثيل على الإطلاق وإنما مجرد شخصين يتكلمان مع بعضهما وبغياب كامل لألف باء التمثيل وبالتأكيد ينطبق عليها كلامنا السابق، أما إخراج وسيناريو هذه المشاهد وأفكارها فكانوا مدعاة للاسغراب فعلاً لأنه بالأساس لا يوجد فكرة ولا إخراج ولا إدارة ممثل. ‏

ما حصل قوبل من لجنة التحكيم (باسل خياط، يارا صبري، د.سامر عمران) إضافة إلى المخرج غسان جبري الذي حل ضيفاً على الحلقة بانتقادات شديدة وشديدة جداً حيث عبروا عن عدم رضاهم على الاداء، وعلى المشاهد التلفزيونية بل إنهم رفضوا تقييم المشاركين على أساسها حيث قال النجم السوري باسل خياط: «إنها لا تمت للمشاهد التلفزيونية بصلة مستغرباً من قام بإخراجها وكتابة السيناريو الخاص بها لأنها بالأساس لا تقدم أي فكرة بل مجرد صور لا طعم لها ولا لون» ولم يخرج رأي د.عمران والفنانة صبري والمخرج جبري عن رأي خياط بل أيدوه بشدة. ‏

وقد قوبل كلام النجم خياط وأعضاء لجنة التحكيم بتصفيق حاد من الجمهور ومن الزملاء النقاد والمحللين الدراميين لأنه –أي كلام خياط وتقييمه- كان حقيقياً وواقعياً واكاديمياً وينم عن خبرة ومسيرة مميزة في عالم الدراما والتمثيل. ‏

وفي نهاية الحلقة ومع ظهور المشتركين الخمسة على المسرح واقتراب لحظة إعلان النتائج كانت الصاعقة للقائمين على البرنامج وللمشتركين أيضاً حيث رفضت اللجنة اختيار مشترك ليكون المترشح للنهائيات لأنها وحسب قول اعضائها، لا تستطيع الاختيار لأن الأسس اللازمة لذلك لم تتوفر كما أن اداء الجميع كان سيئاً، عدا عن ان المشاهد التلفزيونية كانت سيئة للغاية وبالتالي لا يمكن ان يتم التقييم على أساسها. ورغم محاولة مقدمي البرنامج خيام قدور ورنا الصوا انتزاع جواب من لجنة التحكيم إلا أنهم رفضوا وقد برروا قرارهم بشكل واقعي ومنطقي وللأسباب التي تم ذكرها انفاً وتحدث الفنان باسل خياط بإسهاب عن أسباب اتخاذ هذا القرار وختم كلامه بالقول: «دعوا الجمهور يصوت لن نتخذ قراراً» واختتمت الحلقة على هذا الأساس، ولم تنفع محاولات مخرج البرنامج بإقناع اللجنة - التي بدا الاستياء واضحاً على محيا أعضائها - مما حدث باتخاذ قرار وبقي الحال على ما هو عليه، وانتهى التسجيل وأصبحت الحلقة جاهزة للمونتاج ليصار إلى عرضها في ليل اليوم نفسه أي الخميس، وبالفعل عرضت الحلقة والتي لم تستغرق أكثر من 45 دقيقة ولكن اللافت للنظر خلال العرض هو اقتطاع كل كلام أعضاء لجنة التحكيم وانتقاداتهم للمشتركين وللمشاهد التلفزيونية ولأداء المشتركين حيث لم يظهر خياط مثلاً سوى في آخر لقطة مما عرض على الشاشة رغم ان أعضاء اللجنة ومنهم خياط قيموا كل مشترك على حدة كما قدموا تقييماً نهائياً للمشتركين جميعاً، إلا أنه لم يعرض على الشاشة وسقط بقدرة المونتير وبأمر من المخرج؟. والأسباب تبدو واضحة ولاتحتاج إلى تفسير أو تأويل.‏

تشرين
(129)    هل أعجبتك المقالة (178)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي