أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"نمشي من أجل رغيد".. حملة للكشف عن مصير أقدم معتقل في سجون النظام

المعتقل "رغيد الططري" - أرشيف

نظمت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" حملة بعنوان " نمشي من أجل رغيد" للمطالبة بالكشف عن مصير المعتقل "رغيد الططري" أقدم سجين سياسي في سوريا، الذي أمضى 41 عاماً معتقلاً لدى النظام السوري بدون تهمة أو محاكمة حقيقية.

وتمثلت الحملة في دعوة المتضامنين معها للسير في الشوارع والطرقات تضامناً مع "رغيد" ومطالبةً بحريته. ويأمل القائمون عليها بأن يصل عدد الخطوات المتعهد بها إلى 75 مليون خطوة، وهو رقم تقديري لعدد الخطوات التي لم يتمكن "رغيد" من مشيها خلال السنين التي أمضاها في المعتقل.

*رسالة من ابن "رغيد"
ونشر منظمو الحملة رسالة من "وائل الططري" بن "رغيد"، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً قال فيها: "سيكمل والدي هذا الأسبوع عامه الواحد والأربعين في المعتقل. حُرمت من أن يكون لدي أب لكل حياتي وحُرم هو من التعرف على ابنه الوحيد".

وأضاف:"من المشين أن يُجبر أي شخص على قضاء دقيقة واحدة خلف القضبان بسبب معارضة النظام السوري، فما بالكم عن عمر بأكمله؟
وتابع ابن المعتقل الططري: "أثناء معظم سنوات طفولتي، لم يكن لدى عائلتي أي فكرة أو معلومة عن مكان اعتقال أبي، لم نتمكن من معرفة مكانه وزيارته إلا بعد مرور 14 عاماً.

واستدرك: "كنت أجهز نفسي لمقابلته، وأحاول تخيل مدى سوء حالته، ولكن ما إن قابلته وبالرغم من أنه بدا متعباً، إلا أن عينيه كانتا مفعمتين بالقوة وصوته كان واضحاً وحنوناً".

وكشف "الططري" الابن أنه لم يتمكن منذ ذلك اليوم من زيارة والده إلا لمرات معدودة بسبب نقله بين العديد من السجون ومراكز الاعتقال عبر السنين بما فيها سجن "صيدنايا" سي ائلسمعة.

وتابع :"قد يكون والدي هو أقدم سجين سياسي في سوريا، لكن قضيته هي مثال حي عن الظلم الذي يعاني منه آلاف المعتقلين والمعتقلات والمغيبين والمغيبات قسراً على يد نظام يستخدم الاعتقال كسلاح للقمع وسحق أي شكل من أشكال المعارضة.

وختم :"أريد لأبي أن يقضي ما تبقى من عمره حراً. أريده أن يعلم بأنه ليس منسياً وبأن هناك أشخاص حول العالم يطالبون بحريته وحرية كل المعتقلين والمعتقلات في سوريا. لذلك سأمشي من أجل حريته وأدعوكم أن تنضموا لي".

وبحسب معلومات لرابطة معتقلي ومفقودي سجن "صيدنايا"، فإن "رغيد أحمد الططري" من مواليد دمشق في 25/كانون الأول ديسمبر/1954، التحق بالكلية الجوية عام 1972 وتخرج منها في 1975، وخدم في عدة أسراب. ودخل السجن قبل أن يتم عامه الـ 27 وتنقل بين سجون إدارة المخابرات العامة و"المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا المركزي" انتهاء بالسويداء، واعتقل "رغيد الططري" للمرة الأولى في 1980، لأنه رفض ضرب مواقع في محافظة حماة، مع ثلاثة طيارين آخرين، إذ لجأ حينها قائد السرب وطيار آخر إلى الأردن، بينما عاد "رغيد" وصديق له إلى القاعدة الجوية في حلب دون أن تنفذ الغارات الجوية.

ووجهت له تهمة عصيان الأوامر، إلا أن المحكمة برّأته من التهمة، استنادًا إلى كونه ضابطًا صغيرًا نفذ أوامر قائده بعدم تنفيذ عملية الاستهداف.

وتلخصت محاكمة "الططري" الصورية التي لم تتجاوز دقيقة واحدة بجملتين من القاضي، الأولى سأله عن اسمه، والثانية قال له "انقلع"، كما روى زميله له في تقرير سابق لـ"زمان الوصل".

ونقل عنه قوله بعد محاكمته: "عندما رجعت إلى المهجع، وأخبرت زملائي بما حدث، قالوا لي: مبروك لقد حُكمت..وكانت الأحكام حينها إما إعدام أو مؤبد".

المصدر نفسه سبق أن تحدث عن "الططري" ضمن سلسلة "منسيون في الجحيم" قائلا: "الجميع يحب رغيد، فهو على وفاق مع كل المعتقلين، حتى السلفيين والتكفيريين كانوا يحترمونه".

وأضاف "كنا نحن الشباب نتعلم من عزيمته وصلابته" مؤكدا أنه طوال سني اعتقاله، "لم يقدم الططري ولا ورقة طلب واحدة لإدارة السجن، لأن الورقة التي يقدمها المسجون يُكتب على رأسها (سيدي العقيد رئيس السجن..) ورغيد يرفض مناداة أحد بلقب (سيدي)، فبينما قد يحتاج أي معتقل لطلب زيارة أو لطبيب، أو أي شيء آخر كان رغيد يتكيف مع الموجود رفضاً للذل".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (56)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي