أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حملة كرامة ليست بديلا لأحد والترهيب المبطن مرفوض .. رشيد شاهين

عندما انطلقت حملة السفر بكرامة خلال الصيف الماضي فإنها كانت تهدف فقط إلى تخفيف الأعباء النفسية والمالية وإهدار الكرامة التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني خلال سفره عبر كافة المعابر الحدودية التي تربط الأراضي الفلسطينية مع العالم، هذه الأهداف التي يبدو ان البعض لا زال يجهلها او يعتقد بانها "كثيرة" على أبناء الشعب الفلسطيني، او ان ليس من حقهم السفر والعودة الى أرضهم من دون التعرض الى المهانة وتكاليف السفر الباهظة.
لقد أصبح من المعروف ان من قام على إطلاق هذه الحملة هم مجموعة من الأشخاص - النساء والرجال- الذين لم يكن في الحقيقة ببال أي منهم سوى ما يتعرض له المواطن الفلسطيني في حله وترحاله من "بهدلة"، هذه المجموعة من الأشخاص لم يكن ولم يزل وسيظل جل همهم الإسهام قدر الإمكان وبكل الطرق المشروعة تخفيف المعاناة أثناء السفر على أطفال وشيوخ وحرائر ومرضى ومعوقي وجميع أبناء فلسطين، وهم في الحقيقة لا يرتبطون بأي شكل من الأشكال مع أي جهة سياسية او اقتصادية، ولا تربطهم علاقات من أي نوع مع أية أحزاب او تكتلات او فصائل او مجموعات من أي نوع.
عندما انطلقت الحملة واشتد عودها ولو نسبيا، ولاقت رواجا واهتماما من قبل الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني، واستطاعت أن تجمع آلاف التواقيع التي تؤيد مطالبها فيما يتعلق بضرورة سفر المواطن الفلسطيني بأكبر قدر من الكرامة واقل قدر من التكلفة، لم يكن غريبا ان يولي السيد أبو مازن اهتمامه بتلك المطالب، بحيث أوعز لمن يلزم بضرورة تشكيل لجنة رئاسية للتعامل مع موضوع المعابر وضرورة التنسيق مع الحملة، بحسب ما تمت إفادة الحملة من قبل اللجنة التي تم تشكيلها، وكان ان تم عقد اجتماعين بين اللجنة الرئاسية والحملة، وقد تم الاتفاق خلالهما على ضرورة التنسيق الكامل بين الحملة واللجنة، لان ليس هناك من تعارض او تضاد في الهدف المعلن لكل منهما. وقد كان لذلك أطيب الأثر في نفوس أعضاء الحملة.
كما ان استقبال د. سلام فياض لأعضاء الحملة بعث في النفوس "روحا" أخرى من التفاؤل، وساهم في ان تقوم الحملة بالمزيد من الاتصالات مع كافة القوى والجهات الرسمية وغير الرسمية، الفلسطينية والعربية والأجنبية بما في ذلك سعادة السفير الأردني.
حال التفاؤل تلك في الحقيقة لم تستمر، ذلك ان اللجنة الرئاسية لم تتابع التنسيق مع الحملة، ولم ترد على رسائلها او اتصالاتها، كما ان بعض الجهات التي لا نرغب بتسميتها، أبدت الكثير من الضيق من نشاط الحملة ومحاولة تسليط الضوء على فعاليات الحملة وحركتها الدءوبة، وكأن الحملة ترغب في تسهيل السفر وتخفيف أعباءه عن شخوصها او أفرادا عائلاتها فقط، علما بان الحملة كما اشرنا تدافع عن حق جميع الأمهات والأخوات والآباء والأطفال والمرضى بالسفر بحرية وكرامة، فهي لا تفرق بين احد من هؤلاء، كما ان أعضاء الحملة ما زالوا على قناعة بان هذه الحملة هي جزء لا يتجزأ مما أصبح يطلق عليه النضال السلمي او "اللاعنفي"، او ليس هذا هو الشعار الذي بات مرفوعا من قبل الجميع في هذا الوطن، او ليس هذا ما يرفعه الرئيس ورئيس الوزراء وحركة فتح وغيرها من التنظيمات؟
ان محاولات البعض الترويج لبعض المفاهيم السيئة مثل " الحملة تريد ان تشكل حكومة لوحدها" او " ترغب في أن تقوم بما تقوم به الحكومة" ليست مفيدة، لا للحملة ولا لمن يروج لمثل هذه المقولات، ولن تساعد على تحقيق الأهداف التي نشأت من اجلها الحملة، أو ما تقوم به اللجنة الرئاسية، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فان قيام بعض الجهات الرسمية بالاتصال بهذا الشخص من أعضاء الحملة او ذاك، أو استدعائه لشرب فنجان قهوة من اجل إيصال رسالة بعينها، في محاولة للترهيب، أو محاولات البعض الإيحاء بان أعضاء او بعض أعضاء الحملة يقومون بكذا وكذا، أو انهم يشتمون أصحاب "المقامات"، أو انهم يرتبطون بجهة سياسية معينة، فإننا نعتقد بان هذا الأسلوب أصبح من الماضي ولم يعد متبعا حتى في أكثر بلدان العالمية ظلامية وتخلفا، هذا الأسلوب كان يمكن استخدامه في ستينات القرن الماضي، وعندما لم يكن لدى الناس وخاصة في فلسطين تجارب اعتقالية او نضالية عديدة، أما وقد أصبح كل مواطن فلسطيني صاحب خبرة وتجربة لا بل وتجارب اعتقالية ونضالية عديدة أي انه أصبح مدرسة تمشي على أرجل، فان مثل هذا الأسلوب يصبح عقيما وغير مبرر.
الحملة لمن يعتقد بانها تؤثر على موقعه الوظيفي او تكشف قصوره في اداء عمله، لا تستهدف أحدا، ولا ترغب في التصادم مع أي كان، الحملة تريد من الجميع التعاون من اجل الهدف المعلن من اجل حرية سفر المواطن الفلسطيني بأقل تكلفة ممكنة وبأكبر قدر من الكرامة ممكن، هذه هي رسالة الحملة وهذا هو الهدف لا أكثر ولا اقل.
10-5-2010

(83)    هل أعجبتك المقالة (80)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي