وكالة / CIA/ بعيون جورج تينيت ولكن رغم هذا النشاط لجورج تينيت في الوكالة والذي كان يلتقي الرئيس جورج بوش كل صباح باعتباره شخصية محورية في مجلس الأمن القومي الأمريكي .إلا أنه شعر بأنهم يريدونه كبش فداء لأخطائهم. فقدم استقالته في شهر أيار عام 2003م, إلا أن الرئيس جورج بوش أقنعنه بالعدول عنها. ولكن بعد 9 أشهر وجد نفسه مجبراَ على الاستقالة من منصبه في صورة استقالة طوعية بعد أن حملوه أوزارهم وأخطائهم وشرورهم. واتخذ منه الرئيس جورج بوش وإدارته ورقة توت لستر ومدارة جميع عوراتهم.ودليله على ذلك أن الرئيس بوش لم يبذل أي جهد للتمسك به كما كان يفعل. وأكثر ما يضحك حين يكشف تينيت البرقع المزيف لحقيقة الحرية والديمقراطية في النظام الأميركي حين يقول : كنت أعرف أن الرئيس المقبل سيكون جورج بوش الابن بمجرد إعادة الكونغرس تسمية وكالة (C.I.A) بمركز جورج بوش للاستخبارات في نهاية حكم كلينتون تكريماً لأبيه. وكذلك حين يقول:إن احد أصعب وأقسى اللحظات التي مررت بها طوال سبع سنوات أمضيتها في منصبي هي تلك اللحظة التي صرخ فيها احد أعضاء الكونغرس في وجهي أثناء جلسة استماع في ربيع عام 2004م قائلاً لي: لقد اعتمدنا عليك .... ولكن أضعتنا.وكان أشد إيلاماً لي حين راح ينهرني سكوت بيللي مقدم برنامج 60 دقيقة وهو يقول: إذن ماذا كنتم تفعلون في اجتماعاتكم اليومية بحق الجحيم؟ البريد الإلكتروني: [email protected]
أولا ـ من هو جورج تينيت: ولد جورج تينيت عام 1953م لأبوين يونانيين مهاجرين. ونال شهادة في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون عام 1976م. ثم حصل على التخصص نفسه من جامعة كولومبيا. أتخذ مهمازه في الحياة حكمة أبيه: قرب أصدقائك منك... وأجعل أعداءك أقرب!!!. يعتبر أبيه عصامي لم تغييره الأيام رغم ما عانه من والده القاسي القلب, الذي ألقى به خارج المنزل وهو في سن الحادية عشرة. حيث سافر إلى فرنسا ليعمل في منجم فحم. ثم رحل على الولايات المتحدة الأميركية حيث وصل إلى جزيرة (أليس) دون أن يحمل في جيبه قطعة نقود معدنية. أفتتح كافتيريا صغيرة كما يفعل المهاجرون اليونانيين من أبناء جلدته. كان رجل رقيق القلب, وأمين , وشديد الاهتمام بالشؤون العالمية. أمه من جنوب ألبانيا حيث كانت تقطن في قرية قريبة من مسقط رأس أبيه , هربت منها بعد أن قتل الشيوعيين أخويها. فأنهار أبوها من فرط حزنه عليهم, ولقي حتفه بأزمة قلبية. وشقت طريقها إلى ساحل الأدرياتيكي ,ومنه إلى روما وأثينا على متن غواصة بريطانية عقب الحرب العالمية الثانية. ولكن عمها لامبروس الذي يعمل في نيويورك حدث والدي جون عن ابنة أخيه, وأوضح له أنها ليست جميلة فقط وإنما هي أيضاً قريبة من قرية مسقط رأس أبي. مما شجع والدي جون إلى العودة للوطن اليونان عام 1952م, وراح يفتش عنها حتى التقاها بعد أسبوعين,حيث تزوجها, وأصطحبها إلى كونيز في الولايات المتحدة الأميركية حيث يوجد جالية يونانية كبيرة ليقطن فيها, ويعمل في مطاعمها. وفي كافتيريا تحمل اسم / تونيث سينشري دنير/ كان أبي جون الشيف وأمي إيفانجليا هي الخباز.ويعتبر نفسه أنه مدين للشجاعة والتصميم اللذين حمله كل من أمه وأبيه إلى موطنهما الجديد. ويعتبرهما زوجين استثنائيين.
ثانيا ـ وكالة المخابرات المركزية الأمريكي ال" سي. آي. إيه": يلخص تينيت عمل الوكالة بالقول:
ثالثا ـ أنطباعته عن الوكالة, وملاحظاته: يقول تينيت أنه رصد سلبيات الوكالة, وقيم عملها, وما تعانيه من معيقات قبل عامين من تعينه مديرا لها. وذلك حين كان نائب المدير, ثم مديرا بالإنابة. والتي هي:
1. أنه بسبب انتهاء الحرب الباردة , ظنت الإدارة الأميركية أن عليها حصد ثمار الانتصار هذه الحرب و جني مكاسب السلام . مما حرم الأجهزة الإستخباراتية بنسبة 25% من الأموال التي تضخ إليها عادة لتمويل نشاطاتها. ولذلك كانت ميزانية الوكالة لا تسمح إلا بتدريب 12 فردا, وحتى أن عملاء / FBI/ في نيويورك وحدها يفوق عدد عملاء / CIA/ في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن برامج تجنيدنا للعملاء كانت تترنح. وأنه في عام 1997م لم يكن للوكالة آلية عمل ذات موارد منتظمة تكفي لأداء مهامها. ولكنه يناقض نفسه حين يقول:كان لدى الوكالة من الموارد ما يجعلها تضطلع بمهامها الخاصة بمواجهة حمى الإرهاب. و لم يتطرق إلى الفضائح التي كشفت تورط الوكالة بصفقات مشبوهة لتمويل عملياتها.
2. تكنولوجيا المعلومات في الوكالة مرت مرور الكرام دون أن تستفيد منها. لأن الوكالة تفتقر إليها. فالأدوات والأجهزة التكنولوجية المستخدمة تعود إلى منتصف القرن العشرون.
3. الوكالة لا يعيش لها مديرون, وليس فيها استقرار. والقاعدة السائدة فيها كانت: لا تنفذ الأوامر فالمدير حتما سيرحل قريبا. وأنه المدير الوحيد الذي استمر في منصبه لأكثر من سبع سنوات. وهنا أيضاً لم يوضح تينيت أو يكشف شيئاً عن أسباب عدم الاستقرار في الوكالة.
4. افتقار الوكالة إلى البنية التحتية اللازمة لضمان تنفيذ التدريب ودعم برامجه, أدى إلى تدهور مستوى التدريب. حيث الدورات تنفذ في مبان تنتمي لزمن الحرب العالمية الثانية. كما أن أماكن إعاشة المدربين وعائلاتهم أسوا مما عليه الحال عندما يتم نشرهم للعمل في دول نامية. وهذا الكلام من تينيت غير صحيح, لأن الحرب الإيديولوجية والمخابراتية التي كانت تشن على دول حاف وارسو طيلة خمسين عاما لم تكن لتنجح لو كان هذا الكلام صحيح.
5. ضعف مستويات التنسيق مع الإدارة والوكالات الأخرى, وحتى عدم وجود تنسيق مع بعضها. وهذه إن كانت صحيحة فهي فضيحة, لأن هذا معناه أن السياسات الأمريكية ترسم بمزاجية وبدون تخطيط,ولا تستند على معلومات إستخباراتية صحيحة أو دقيقة.
6. تآكل قدرة الوكالة على تحليل المعلومات, بحيث وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر. وهذه أيضا فضيحة, وتدل على أن ما لدى الإدارة من معلومات هي معلومات خاطئة ومغلوطة.
7. معنويات العاملين بالوكالة أصبحت في الحضيض, بسبب اكتشاف عمليات تجسس عليها. وخاصة من قبل ضابطين موثوق بهما.هما الدريتش إيمز عام 1994م, وهارولد نيكلسون, والذين باعا أسرارا خطيرة للروس. وكذلك تعرض بعض أفراد الوكالة لاتهام كاذب, من مثل بيعهم الكوكايين للأطفال. إضافة إلى أن مسئولي الوكالة من الصف الأول والثاني باتوا يعيشون حالة الخوف,إزاء احتمالات مثولهم أمام الكونغرس أو المحكمة للدفاع عن أفعالهم. ووضعهم بحالة من التناقض بسبب حث الوكالة لهم على الإقدام والمخاطرة في عملهم, ثم تخليها عنهم لمجرد هفوة أو خطأ, وتتركهم لوحدهم يواجهون الإهانة والازدراء والفصل والعقاب المالي. وهذه فضيحة أخرى تكذبها الوقائع ,حيث تبين أن الوكالة ساهمت بعمليات إجرامية تفوق الوصف في بعض دول أمريكا لجنوبية والوسطى وبعض دول أفريقيا وآسيا.
8. إفتقار الوكالة إلى إستراتيجية واضحة ومتفاهم عليها ومتناغمة ومتماسكة, ومبنية على أسس سليمة, وطويلة الأمد. وهذه أيضا كذبة. لأن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مع الروس في أفغانستان وأمكنة أخرى, وخاضت حرب تحرير الكويت, وتدخلت في الصومال ورومانيا ويوغسلافيا وغيرهم , وهو يقر بأن الأخطار التي تتهدد بلاده معروفة من الجميع.
ولذلك فإنه فور تسلمه زمام القيادة كمدير للوكالة وجد أن أهم شيء عليه عمله كمدير, والبدء بتنفيذه هو:
ولكن الذي لم يتطرق إليه تينيت هو التاريخ الإجرامي للوكالة. وفضائح أعمال التعذيب في السجون السرية و غوانتانامو و أبو غريب. ولكنه يتفاخر باستمراره رئيساً للوكالة طيلة ثمانية أعوام وتحت إدارة رئيسين ديمقراطي وجمهوري. وهي ثاني أطول فترة يمضيها رئيس للوكالة. وأنه شارك بدور دبلوماسي غير معهود لرئيس الوكالة حيث جمع المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1999م. وساهم بمؤتمر كامب ديفيد عام 2000م .وقدم خطة تسوية حملت اسمه وقبل بها الفلسطينيين والإسرائيليين. وأنه أحبط مساعي نتنياهو بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد بعد أن هدد بتقديم استقالته من رئاسة الوكالة.
الجمعة:7 /5/2010م
[email protected]
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية