أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشاب السوري "محمد نجم" يصدر رواية عن الحرب في سوريا

في عام 2018 تصدّر الطفل السوري "محمد نجم" ذو الـ 15 عامًا حينها، عناوين الصحف، ولفت انتباه العالم من خلال تغطياته لما يجري حوله من حرب وحصار ودمار في الغوطة الشرقية، مستخدمًا كاميرا هاتف فقط لتسجيل مقاطع كان يبثها بشكل يومي عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.

ومؤخرا أصدر "نجم" بالتعاون مع الكاتبة "نورا نيوس"، رواية مصورة بعنوان "محمد نجم، مراسل حرب". يسرد فيها يوميات الحرب كما عاشها عندما كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره، وقتل والده في تفجير أثناء الصلاة.

وبعد ذلك بعامين بدأ "محمد" توثيق الحرب والكشف عما كانت تعيشه العائلات المحاصرة في الغوطة الشرقية آنذاك وكان واحداً منهم.

وكان "محمد نجم"، في الثامنة من عمره فقط عندما بدأت الحرب، وفي سن الـ 13 عندما قُتل والده في انفجار أثناء الصلاة، وعندما بلغ 15 عامًا بدأ استخدام هاتفه المزود بكاميرا لتوثيق ما كان يعانيه السوريون في الحرب، بما في ذلك قصف نظام بشار الأسد مخابئ في الملاجئ تحت الأرض. واستحوذت المقابلات مع الأطفال، ومنهم شقيقه الصغير وشقيقته على انتباه العالم.

*يوميات الحرب في دمشق
وروى "محمد" الذي يعيش في اسطنبول اليوم لموقع "Teen Vogue" أن الكاتبة "نورا نيوس" اتصلت به بشأن تأليف الكتاب عام 2019.
وأضاف أنه لم يكن قد ألف كتاباً من قبل ولم يسبق أن قابل كاتباً من قبل وكانت الفكرة مفاجئة وغير متوقعة النسبة له.

وحول أكثر مشهد أثر به من يوميات الحرب في دمشق أشار إلى مقطع فيديو مروّع بشكل خاص وقع عندما سقطت قنبلة خلفه مباشرة. و"كان الأمر مخيفًا نوعًا ما، لكن في الوقت نفسه، لم يشعر حتى بسقوط القنبلة، لأنه كما قال كان منهمكا في التصوير والتوثيق، وكان هذا المقطع أحد مقاطع الفيديو المفضلة لديه".

*نحن شعب كريم ولطيف
وتابع "محمد" أنه كان يأمل أن يظهر جانبًا مختلفًا لسوريا من خلال مقاطع الفيديو الخاصة به.

وأردف: "سوريا جنة بالنسبة لي، والإعلام يظهر القنابل والقتل وهذا الجانب الآخر من سوريا".

واستدرك :"نحن لسنا شعباً عنيفاً، لقد بدأنا الثورة مطالبين بالديمقراطية، وأعتقد أن الديمقراطية حق للجميع وكان علينا أن نصل إلى حريتنا بدون دماء وقتل وتشريد ودمار، ولكن نظام الأسد أرادها كذلك، ويجب أن ينظر الآخرون إلى سوريا بشكل مختلف. نحن شعب كريم ولطيف".

*العمر ليس مهمًا
وأخبر "محمد" Teen Vogue أنه يحلم بمواصلة عمله الصحفي في المستقبل، وأضاف أن "العمر ليس مهمًا"، وإذا نظرت إلى الثورة السورية، فقد بدأت بسبب الأطفال، ويمكن للأطفال القيام بالكثير من الأشياء".

وتشير معلومات تداولها ناشطون إلى أن "محمد نجم" كان يعيش مع والدته وأشقائه بعد أن قضى والده جرّاء تدمير مسجد كان يصلي فيه، واضطر لترك المدرسة قبل ذلك بثلاثة أشهر، حيث كان يدرس في الصف الثامن بعد أن تعرضت مدرسته أيضاً للقصف أكثر من مرة من قبل الطائرات الحربية.

وكانت محطة "CNN" الأمريكية بثت في شباط فبراير/2018 تقريراً عن الفتى "محمد نجم" أصغر ناشط في الغوطة الشرقية الذي دأب على نقل المعاناة اليومية التي يعيشها السكان آنذاك عبر منصات التواصل الاجتماعي وإيصال صوته إلى العالم.

ونقل الأحداث المرعبة التي قتل على إثرها مئات الأشخاص كما جاء في التقرير المصور الذي بدا فيه الفتى وهو يعرّف عن نفسه فيما بدت خلفه سحب من الدخان الأسود: "أنا محمد نجم وعمري 15 عاماً وأعيش في الغوطة الشرقية".

وأضاف، وهو يمشي فوق ركام مبنى مدمر: "نُقتل بصمتكم" وتابع إن "بشار الأسد وبوتين وخامنئي قتلوا طفولتنا".

وفي مشهد تال بدا وهو يقف فوق أنقاض منزل مدمر ويقول إن الناس يجب أن يعلموا بكل شيء حول ما يحدث في سوريا.

وروى "محمد" أنه كان يلهو مع صديق له بالأمس في ملجأ تحت الأرض واليوم قُتل مع عائلته جراء طائرة مقاتلة "لم يتمكن هو وعائلته من البقاء تحت أنقاض مبنى مكون من أربعة طوابق بالقرب من منزله قبل بضع ساعات".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي