احتجزت السلطات التركية الناشط السياسي والصحفي الجزائري "أنور مالك"، خلال وصوله إلى مطار إسطنبول مساء أول أمس السبت، قبل أن يتم الإفراج عنه ويتوجه إلى العاصمة الفرنسية باريس.
ونشر الناشط والمعارض الجزائري، تغريدة وصورة له عبر حسابه الموثق على منصة "تويتر" يقول فيها إنه "يقضي ليلته في مطار إسطنبول"، وأضاف:"كانت ليلة ليست ككل الليالي التي مررت بها في حياتي ما كانت في الحسبان أبدا".
ولم تتضح أسباب اعتقال "مالك" الذي كان عضوًا في بعثة مراقبين الجامعة العربية في سوريا بدايات الثورة السورية.
وكان المعارض السياسي لـ"النظام الجزائري" قد لجأ إلى فرنسا عام 2006، بعدما تعرض للسجن والتعذيب، وكانت قصة سجنه وتعذيبه من أشهر القضايا الحقوقية في الجزائر.
وتوقع ناشطون تسليمه للنظام العسكري في الجزائر، قصد محاكمته على الفيديوهات التي نشرها والتي يفضح فيها خبايا النظام باعتباره أحد الفارين من جهاز المخابرات سنة 2006، حيث يستقر بفرنسا منذ ذلك الحين.
وبخاصة أن السلطات التركية سبق وأن سلمت معارضين كبار للنظام الجزائري الذي مارس عليهم التعذيب والقتل، تم الإفراج عنه والسماح له بالسفر إلى فرنسا حيث يستقر هناك.
ونشر "مالك" صورة له من المطار في العاصمة الفرنسية باريس، وعلق على صورته بالقول:"الحمد لله أنا في باريس.. شكرا لكم جميعا على وقفتكم وتضامنكم وعلى نبل مشاعركم".
وكشف الصحفي الجزائري "هشام عبود"، أن "أنور مالك"، اتصل به عبر وسيط، وطلب منه إجراء الاتصالات اللازمة، مع المنظمات الحقوقية، من أجل منع ترحيله الى الجزائر.
وأضاف "عبود" في فيديو بثه على قناته الرسمية في "يوتيوب"، أن "أنور مالك" لم يكن موضوع مذكرة بحث دولية، إلا أن سفره إلى تركيا، كان غير محسوب العواقب، بالنظر إلى العلاقات الجيدة التي تربط النظامين التركي والجزائري.
و"أنور مالك" واسمه الحقيقي "نوار عبد المالك" مواليد 18 يوليو 1972م بمدينة "الشريعة"، ولاية "تبسة" ضابط جزائري سابق، كاتب وصحفي حالياً، ورئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، كما شغل منصب الامين العام لمنظمة Human Restart في الاتحاد الأوربي.
وشارك "أنور مالك" أواخر عام 2011 كعضو في بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، لكنه أعلن انسحابه منها لاحقاً وقدَّمَ شهادة عن القمع الذي يُمارسه نظام الأسد ضد المحتجين. وقد أحدث ضجة عالمية منقطعة النظير حيث صار خبر استقالته واحتجاجه على قتل المدنيين تتسابق الفضائيات العالمية والصحف الدولية وكبرى الوكالات عليه.
واعتبر المحللون أن استقالة "مالك" هي أخطر ضربة واجهها نظام بشار الأسد، ومن خلالها انتهت بعثة المراقبين العرب وتم تحويل الملف إلى مجلس الأمن. وتعرض "أنور مالك" لمضايقات كثيرة من قبل المخابرات السورية وهاجمه الإعلام الرسمي وأيضا الموالي في لبنان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية