أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسرة مسيحية تفقد 6 من أفرادها فى حريق كنيسة مصرية

أ.ب

 سيظل الحزن مخيما على منزل عائلة مريم حبيب، التي فقدت شقيقتها الكبرى واثنتين من بنات شقيقتها وثلاثة أطفال صغار لابنة شقيقتها في حريق ضخم دمر كنيسة في العاصمة المصرية خلال قداس وأسفر عن مقتل 41 شخصا.

قالت مريم عن أقربائها والدموع تنهمر على وجهها "عزاؤنا هو أنهم في الجنة معا كما أرادوا أن يكونوا معا في الحياة".

وكان من بين القتلى في حريق الرابع عشر من أغسطس/ آب 19 طفلا. اندلع الحريق في كنيسة أبو سيفين القبطية الأرثوذكسية في حي إمبابة، وهو أكثر المناطق كثافة سكانية في مصر. كما أصيب 16 شخصا، بينهم بعض من أفراد الشرطة والسكان الذين شاركوا في جهود الإنقاذ. وقالت السلطات الصحية إن الضحايا سقطوا جراء استنشاق الدخان وتدافع أثناء محاولتهم الفرار.

وأرجع بيان النيابة العامة سبب الحريق إلى ماس كهربائي في مولد المبنى، مصدر الطاقة الاحتياطية، الذي تستخدمه الكنيسة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، مشيرا إلى أن النيران اشتعلت في المولد عندما عاد التيار بعد انقطاع التيار الكهربائي في ذلك الصباح.

تعيش مريم في شبرا، وهي منطقة أخرى مكتظة بالسكان والطبقة العاملة في القاهرة. في صباح يوم الحريق، قالت إنها كانت في طريقها إلى العمل عندما تلقت مكالمة هاتفية من شقيقها. وأخبرها أنه سمع بوجود حريق في كنيسة أبو سيفين وأن شقيقتهما الكبرى ماجدة حبيب وبناتها هناك. وسرعان ما علمت أنه تم نقل الضحايا إلى مستشفى قريب.

عقب وصول مريم إلى الكنيسة، وجدت نفسها في مواجهة ما كانت تخشاه خلال نصف ساعة بالسيارة إلى المستشفى. تعرف ابن شقيقها، مينا عاطف، على جثامين والدته ماجدة وشقيقتيه، إيرين وميرنا، وابنتي إيرين التوأم اللتين تبلغان من العمر 5 سنوات، بارسينا ومريم.

جاب مينا ومريم القاعات بحثا عن الطفل البالغ من العمر 3 سنوات الذي لا يزال مفقودا. ثم رأوا عمال المستشفى يحملون جثة صغيرة ملفوفة في ملاءة بيضاء. واتضح أنه جثمان طفل إيرين الصغير، إبرام.

قالت: "كانوا جميعا مستلقين أمام أعيننا بلا حراك. كان الأطفال مفعمين بالحياة، كما لو كانوا يعلمون أن نهايتهم وشيكة."

وكانت مريم وابن شقيقها من بين العشرات من الأقرباء الذين انهاروا من الحزن والبكاء في مشرحة المستشفى.

ورغم استبعاد المسؤولين شبهة التعمد، لكن الحريق - وهو أحد أكثر الحرائق دموية في مصر منذ سنوات عديدة - أثار وابلا من الأسئلة حول نظام الاستجابة للطوارئ وقواعد السلامة من الحرائق والقيود المفروضة على بناء دور العبادة لأحد أكبر المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.

كانت كنيسة الشهيد أبو سيفين عبارة عن مبنى سكني من أربعة طوابق تم تحويله لدار عبادة ويشبه المباني السكنية الأخرى في الحي المزدحم الذي تم تشييده إلى حد كبير دون تخطيط أو تصاريح. كان بالإمكان التعرف عليها كنيسة فقط من خلال لافتة فوق بابها الأمامي وصليب حديدي على سطحها.

قال بابا الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، تواضروس الثاني، إن الكنيسة مثل غيرها من الكنائس كانت ضيقة للغاية وغير قادرة على استيعاب أعداد المصلين. وألقى باللوم على القيود الحكومية على بناء الكنائس الجديدة وطالب السلطات المصرية بنقل الكنائس الصغيرة القائمة إلى مواقع جديدة أو السماح لها بالتوسع لاستيعاب الأعداد المتزايدة.

السبت الماضي، قبل يوم واحد فقط من الحادث، تجمعت الأسرة بأكملها وكانت على بعد خطوات من الكنيسة.

يقول مايكل عياد، زوج نرمين، إحدى ابنتي ماجدة اللتين نجيتا من الحريق، "كان يوما جميلا للغاية، كما لو كانوا يودعون بعضهم البعض."

كما حضر خطيب ابنة ماجدة الصغرى، ميرنا، 22 عاما، وهي طالبة جامعية.

وكان من المفترض أن يتزوجا هذا العام.

وبعد أيام، كان مينا، نجل ماجدة، يستقبل مئات المعزين في نفس المنزل الذي شهد فرحة أسرته قبل أيام.

جاء العشرات من الجيران والأقارب لتقديم واجب العزاء، وتحدث كثيرون منهم وهم يبكون.

تتذكر أم عزة، إحدى جارات ماجدة، كيف كانت الفقيدة محبوبة لدى الجميع، وتسعى لحل الخلافات بين الجيران بغض النظر عن دينهم، بل وتتدخل لحل مشكلات زوجية.

وقالت وهي تغالب دموعها، "كل سكان هذا الشارع مدينون لها بسبب كرمها".

توفي زوج ماجدة قبل عقد، لكنها استمرت في العيش بنفس الشقة التي سكنتها العائلة لمدة 30 عاما.

عاش معها ابنها وابنتها الصغيرين، مينا وميرنا.

كانت ابنتاها المتزوجتان، نرمين وإيرين، تعيشان في الحي نفسه.

كان زوج إيرين قد توفي العام الماضي بنوبة قلبية، تاركا إياها أما لثلاثة أطفال.

مكثت إيرين وأطفالها مساء السبت للذهاب إلى الكنيسة مع والدتها في صباح اليوم التالي.

أ.ب
(135)    هل أعجبتك المقالة (185)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي