اندلع حريق في كنيسة بحي مكتظ بالسكان في العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 41 شخصا - من بينهم 15 طفلا- وإصابة 14 آخرين، حسبما أفادت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في البلاد.
قال شهود عيان إن الكثير من المصلين المحاصرين قفزوا من الطوابق العليا لكنيسة الشهيد أبو سيفين في محاولة للفرار من ألسنة اللهب الشديدة.
قال شاهد، لم يذكر سوى كنيته، أبو بيشوي، "لقد اختنقوا، اختنقوا، كلهم ماتوا".
لم يعرف حتى اللحظة سبب اندلاع الحريق في كنيسة أبو سيفين بحي إمبابة الذي تسكنه الطبقة العاملة. وأرجعت التحقيقات الأولية سبب الحريق إلى تماس كهربائي، بحسب بيان الشرطة.
قال شهود عيان إن عددا كبيرا من الأطفال كانوا داخل المبنى المكون من أربعة طوابق عندما اندلع الحريق.
قال أبو بيشوي "كان هناك أطفال، لم نكن نعرف كيف نصل إليهم، ولا نعرف من آباءهم. هل هذا ممكن؟"
قُتل 15 طفلاً في الحريق، وفقًا لموقع الأقباط متحدون، وهو موقع إخباري يركز على الأخبار المسيحية.
أفادت وثيقة مستشفى - حصلت عليها الأسوشيتدبرس أن مستشفى إمبابة العام استقبل 20 جثة، من بينهم عشرة أطفال.
وأضافت أن ثلاثة من الأشقاء كانوا بين القتلى، توأمان، 5 سنوات، وشقيقهم الاصغر، 3 أعوام.
كان كاهن الكنيسة عبد المسيح بخيت من بين الموجودين في مشرحة المستشفى.
نقل 21 جثة إلى مستشفيات أخرى، ولم يعرف ما إذا كان من بينهم أطفال أم لا.
قال وزير الصحة المصري إن الدخان والتدافع خلال محاولة المتواجدين الفرار من النيران هو السبب في سقوط قتلى.
قال الشاهد عماد حنا إن الكنيسة تضم حضانتين للأطفال خلال فترة النهار، وأن أحد العاملين بالكنيسة تمكن من إخراج بعض الأطفال.
وأضاف "صعدنا إلى الطابق العلوي ووجدنا قتلى وبدأنا نرى من الخارج ازدياد الدخان ويريد من بالداخل القفز من الطابق العلوي. وجدنا الأطفال بعضهم موتى وبعضهم على قيد الحياة."
تقع الكنيسة في شارع ضيق بأحد أكثر أحياء القاهرة كثافة سكانية.
الأحد هو أول يوم عمل رسمي بالبلاد، وتسد الاختناقات المرورية في شوارع امبابة والمناطق المحيطة بها في الصباح.
انتقد بعض اقارب الضحايا ما قالوا إنه تأخير في وصول سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء.
وقالت امرأة تقف خارج الكنيسة المحترقة: "لقد جاؤوا بعد أن مات الناس .. جاؤوا بعد أن احترقت الكنيسة".
ورد وزير الصحة خالد عبد الغفار بأن أول سيارة إسعاف وصلت إلى الموقع بعد دقيقتين من الإبلاغ عن الحريق.
وقال مسؤولون إنه تم إرسال 15 عربة إطفاء إلى مكان الحادث لإخماد النيران بينما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات القريبة.
هذه واحدة من أسوأ الحرائق التي تشهدها مصر في السنوات الماضية.
أظهرت لقطات انتشرت على الانترنت أثاثا محترقا، بما في ذلك طاولات وكراس خشبية.
وشوهد رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على النيران بينما نقل آخرون الضحايا إلى سيارات الإسعاف.
أفادت الكنيسة القبطية بحصيلة الضحايا نقلا عن مسؤولي الصحة. وقالت إن الحريق اندلع أثناء قداس صباح الأحد.
تم إرسال 15 عربة إطفاء إلى مكان الحادث لإخماد النيران فيما نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفيات قريبة.
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي هاتفيا إلى رأس الكنسية الأرثوذوكسية في مصر، تواضروس الثاني، لتقديم تعازيه، وفقا لما أعلنه مكتب الرئاسة.
كتب السيسي على فيسبوك قائلا: "أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الاجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره".
قالت وزارة الصحة إن سيارات الإسعاف نقلت 55 مصابا في الأقل إلى المستشفيات المحلية. ولم تذكر حصيلة القتلى.
من جانبها، أفادت وزارة الداخلية بأنها تلقت بلاغا عن الحريق الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، ووجدت أن الحريق اندلع في مكيف بالطابق الثاني من المبنى.
ألقت الوزارة باللوم على تماس كهربائي في اندلاع الحريق الذي تسبب في انتشار كميات هائلة من الدخان.
أمر المدعي العام المصري، حمادة الصاوي، بإجراء تحقيق، وتم إرسال فريق من ممثلي الادعاء إلى الكنيسة.
في مارس / آذار من العام الماضي، تسبب حريق بمصنع ملابس قرب القاهرة في مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا وإصابة 24 آخرين.
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية