أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التعليقات الإلكترونية: الإلغاء .. التأجيل .. الترشيد

من أهم مزايا النشر الإلكتروني تلك التعليقات التفاعلية على المادة المنشورة في المواقع والمنتديات والمدونات وفي الصحافة الإلكترونية، ومن المفروض أن ترقى هذه التعليقات إلى مستوى الرد الموضوعي أو إضافة معلومة جديدة، أو تحليل قد يغيب عن الكاتب أو مداخلة تضيف جديدا وتثري الحوار. ولكن للأسف نلاحظ في عدد كبير من التعليقات قلة الثقافة وقلة الخبرة وتعدي بعضها إلى مجال الهجوم والسباب والألفاظ البذيئة، وخاصة إذا كان المعلق صاحب اتجاه آخر أو نظرة أخرى ولا يملك الثقافة التي تؤهله للحوار، فيعمد إلى التهكم والسخرية ويبدأ في التجريح الشخصي.

ولما كان الأمر كذلك فقد لجأت أغلب المواقع الإلكترونية إلى ثلاثة أمور، إما إلغاء خاصية التعليقات الفورية وتحويلها إلى تعليقات مؤجلة لا تنشر إلا بعد قراءتها وإقرارها من الشخص المكلف بذلك، أو إلغاء التعليقات تماما ومن يريد أن يعلق أو يستفسر فليلجأ إلى البريد الإلكتروني الخاص بالموقع أو البريد الإلكتروني الخاص بالكاتب، أو ترك أمر التعليقات التفاعلية على ما هو عليه على اعتبار أن شبكة الإنترنت ومواقعها ساحة حرة تماما وليقل من يريد ما يشاء من كلمات وألفاظ وأفكار وصور وأصوات تعبر في النهاية عن صاحبها، وإن كل شيء يجب أن يأخذ وقته حتى يثمر وينضج ولندع التجرية تأخذ مداها.

أنا شخصيا مع ترشيد التعليقات ونشر الصالح منها وحجب التعليق الذي به إساءة وشتائم وعدم استيعاب للموضوع المطروح، فأحيانا نرى من يعلق بعيدا تماما عن الموضوع، ناهيك عن المجاملات السمجة والادعاءات الكاذبة.

ولكن الأمر يتطلب تخصيص أكثر من شخص لقراءة التعليقات واختيار المناسب منها، وبالنسبة للمواقع الكبيرة وخاصة الصحفية منها، يكون الأمر مرهقا جدا لأنه تتوالى التعليقات كل لحظة من كل صوب وحدب، وأحيانا تكون طويلة وغير سليمة من النواحي الكتابية، وهذا يشكل عبئا آخر على المكلف بأمر التعليقات.

حقيقة هذا الموضوع محير جدا، هل نترك التعليقات كما هي، هل نختار منها، هل نلغيها؟ أمور جديدة في عالم النشر الإلكتروني، أعتقد أننا لن نستطيع حسمها على المدى القريب.

أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية
(129)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي