تشهد مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة "عرسال" شرقي لبنان، وللأسبوع الثاني على التوالي نقصا في الخبز ناتج عن تقليص مخصصات الطحين.
وقال مراسل "زمان الوصل" من داخل مخيمات "عرسال" إن أزمة الخبز غير المسبوقة التي باتت تشهدها أفران البلدة مؤخرا قد أرخت بويلاتها على اللاجئين السوريين، وسكان البلدة المضيفة على حد سواء، وذلك بسبب نقص مخصصات الطحين المعتمدة رسميا لأفران البلدة، وتخفيض كميتها إلى أقل من النصف.
في سياق متصل قال "فريق الناشطين" في مخيمات "عرسال" في منشور على صفحتهم في "فيسبوك": "تسببت الأزمة التي طالت رغيف الخبز في مخيمات عرسال بخلق حالة من الفوضى بين المواطنين (لاجئين ولبنانيين)، ما جعلنا نتحرك كناشطين للعمل على درء الفتنة ومنع ردات الفعل، لذلك قمنا بزيارة مدير "أفران السماح" العاملة في بلدة "عرسال".
وأوضح لنا أن سبب أزمة الخبز يعود إلى تخفيض كمية الطحين المخصصة لأفران "عرسال" من 207 طن شهرياً إلى 95 طنا فقط، ما تسبب بأزمة وضغط كبيرين على الأفران.
وأكد فريق الناشطين في منشورهم على أن عدد العائلات السورية اللاجئة في مخيمات عرسال يقدر بحوالي 12 ألف و100 عائلة، يقابلها 10 آلاف عائلة لبنانية مقيمة في البلدة أي ما مجموعه أكثر من 100 ألف نسمة موزعة على 60 ألف لاجئ سوري، و40 ألف لبناني.
وأضاف "فريق الناشطين" في منشورهم: "إننا من موقع الواجب الإنساني، نناشد كل الجهات المسؤولة الأمنية والمعنيين بالتدخل لمساعدتنا على استمرار الهدوء والأمن في هذه البلدة التي احتوتنا كأهل ومازالت مشكورة.
ورصد مراسل "زمان الوصل" من داخل مخيمات "عرسال" تفاوتا كبيرا في أسعار ربطة الخبز التي دخلت كغيرها من السلع الضرورية ضمن جشع وانتهازية تجار السوق السوداء، مشيرا إلى أن سعر ربطة الخبز 12 رغيفا التي يبيعها الفرن للمستهلك يقارب 15 ألف ليرة لبنانية، ثم يعمل معتمدو بيع الخبز المتواجدون داخل المخيمات، وفي محيطها على رفع سعرها ليصل إلى 25 ألف ليرة سورية لسعر الربطة (6 أرغفة) أي بزيادة 10 آلاف ليرة لبنانية عن السعر الرسمي الذي حددته وزارة الاقتصاد.
ونوه المراسل إلى تعرض أكثر من لاجئ سوري للضرب والاعتداء الجسدي "بينهم أطفال وإمرأة" على خلفية المشاجرات التي باتت تشهدتها أبواب الأفران مؤخرا، والتي تسبب بها التهافت الكبير للحصول على مادة الخبز.
وأضاف المراسل أن عشرات العائلات السورية والعرسالية تفشل في تأمين مادة الخبز لأطفالها يوميا، الأمر الذي يدفعها للاعتماد على مادتي البرغل والرز كبديل غذائي عن مادة الخبز، ما تسبب بنفاذ هاتين المادتين من أغلب خيام اللاجئين السوريين في البلدة.
ويشهد لبنان أزمة خبز خانقة يدلل عليها الزيادة الكبيرة في أعداد الطوابير أمام الأفران على كافة مساحة لبنان.
وأكد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "أمين سلام" في حديث إعلامي أنّ "المشهد مؤسف في الأسبوع الأخير، مع العلم أن الدولة سعت لتأمين الدعم وفتح الاعتمادات، مع أننا في بلد عاجز عن الدعم" بحسب قوله.
وأضاف: "قررنا الاستمرار بدعم الخبز لأنه آخر ما يلجأ له المواطن بسبب نسبة الفقر الكبيرة".
وقال "سلام" بعد اجتماعه مع وفد من أصحاب الأفران، إنّ "تجار المطاحن كان لديهم تخوّف بسبب شحّ الأموال واحتمالية عدم تأمينها، وسنتابع مع مصرف لبنان فتح الاعتمادات".
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية