أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نزاع حول اسم ( الله ) ..... أيوب الغنيمات

في خضم حياتنا الرتيبة  تمر علينا بعض الأحداث مرور الكرام دونما نعيها أن نعيرها أي اهتمام فقبل فتره بسيطة نقلت لنا محطات التلفزه صور أحداث العنف في ماليزيا من اعتداء والتعرض لبعض الكنائس و جاء في سياق الخبر و الذي انقله حرفيا :  أن تلك الأحداث المؤسفة تفجرت  بعد أصدرت محكمة ماليزية مطلع العام الجديد قرارا يسمح للمسيحيين باستخدام لفظ الجلالة (الله) للإشارة إلى رب المسيحيين ، وجاء القرار بعد أن رفعت صحيفة "كاثوليك هيرالد" دعوى العام الماضي ضد الحكومة بسبب الحظر الرسمي المفروض على استخدام الكلمة  من قبل غير المسلمين، وذكرت صحيفة أنها ترغب في استخدام اسم (الله) للإشارة إلى رب المسيحيين بهدف خدمة المسيحيين الناطقين بلغة الملايو(  التي تضم مفردات عربية كثيرة ) في جزيرة بورنيو وهكذا انتهى الخبر .

وفي السياق ذاته نشرت اغلب الصحف العربية والغربية أخبار تلك الأزمة دون أن توضح الأمر و أسباب اعتراض المسلمين في تلك البلاد ثم قرأت نفس الخبر في  إحدى الصحف المحلية أكثر من مره دون إن أدرك  ما هو سبب تلك الأحداث  فعللت الأمر بالخطأ المطبعي و عدم معرفه الصحفي أو نقال الخبر بالموضوع أساسا  .

 بداية نقول أن لفظ الجلالة  ( الله ) كان موجود قبل الإسلام بين المشركين الذين كانوا يعتقدون أنهم على حنفيه إبراهيم الخليل فقد كان موجود في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام، بدليل اسم الرسول الكريم هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم .

غير أن ذلك اللفظ الكريم ( الله)  لم يذكر ولم ينطق  في الكتب المقدسة لدى غير المسلمين باللغات التي كتبت بها , بيد أن  لفظ الجلالة ( الله )  دخل الى تلك الكتب بعد تعريب تلك الكتب و بتأثير من الاغلبيه المسلمة ومن كتابها الكريم ( القران الكريم )  فالمعروف أن العهد القديم (التوراة )  كتبت بالأصل بالعبرية و بعض الأجزاء القليلة منها كتبت بالآرامية , و تمت ترجمتها  الى اللغة العربية في العام 687 ميلادية على يد أبي زيد حنين بن اسحق العبادي حيث قام بترجمة التوراة من اللغات اليونانية
والسريانية  و العبرية. إما الترجمة العربية الحالية للكتاب المقدس فقام بها غالي سميث وساعده بطرس البستاني و ناصف اليازجي وطبعت في العام 1865  و قبل تلك الترجمات العربية السابقة لم ترد إي أشارة إلى وجود ذلك اللفظ.

الديانات السابقة  كانت تستخدم مسميات مثل (الرب ) و  (الإله )  اشاره  إلى الذات الإلهية , فهما كلمتان تتلازمان في جميع الأديان,فكلمة (الرب) تستخدم بمعنى المالك المتصرف و كلمة ( الرب) هي من أسماء الله تبارك وتعالى و تطلق عموما على المربي والمتكفل بالنعمة (الراعي أو ولي الأمر أو الموجه والمرشد) و اشتقت منها كلمه الربوبيةُ المتعلقةٌ بالأمورِ الكونيةِ كالخلقِ  و الحياة والموت و الرزق فيجوز لغويا  أن يقال رب البيت ورب الدار و  رب العمل  و يمكن جمعها   فنقول  (أرباب ) وترجمتها الى اللغات الأخرى .

 أما معنى كلمه (الإله) فهو المعبود... ومن هنا يمكننا القول عن (بوذا) و( كريشنا) وحتى ( شيفا ) مثلا أنهم إلهه...كونهم معبودين -من قبل البوذيين و الهندوس- ولكنهم ليس ربا لأنهم ليسو بالخالق ولا الرازق ولا المنعم... حيث أن الديانات السابقة كان فيها اله للشمس واله للرزق  واله للمطر و ووظائف تلك ألإلهه تختلف باختلاف الديانات و يمكن تجسيدها بإشكال وتماثيل مختلفة , فحقيقة الإله  في تلك الديانات هو الذي تصرف له العبادات والطاعات على اختلاف أوجهها من اجل أن يرسل لعبادة الشمس أو المطر أو الزرق غير أنهم لم يخلقوا غيرها من الأمور و يمكن أيضا جمعها  فيقال ( ألهه )  و يمكن ترجمتها.

 الإلوهية في الإسلام مشتقةٌ من لفظِ " الإِله" وهي متعلقةٌ بالأوامرِ والنواهي من الواجبِ ، والمحرمِ ، والمكروهِ . تعني توحيدُ اللهِ بأفعالِ العبادِ من الصلاةِ، والزكاةِ، والحجِ، والصيامِ، والخشيةِ، والرهبةِ، والخوفِ، والمحبةِ، والرجاءِ ونحو ذلك.

أن لفظ الجلالة (  الله ) لا يجمع ولا يترجم الى أي لغة  و ذلك اللفظ الكريم سوف يبقى حتى بعد الترجمة (Allah)  وهذا من دلائل الوحدانية   بخلاف الأسماء السابقة ,هو اسم شامل و فريد لا يشابه اى اسم أخر وهو يشير الى الذات الإلهية وفي كل تحركات حروفه ف ((الله )) لو حذفنا منها حرف الالف نجدها ((لله))
ولو حذفنا منها حرف الام نجدها (له) ولو أضفنا حرف الالف سنجدها (( اله)) ولو حذفنا منها الالف والام  نجدها ((ه)) بمعنى ((هــو)) و في كل الحالات السابقة يبقى المقصود هو الله تبارك وتعالى .
يقول الدكتور.فاضل السامرائى بهذا الخصوص ان الله هو لفظ الجلالة الأعظم (الأكثرون يقولون هو إسم الله الأعظم). وأهل اللغة يقولون هو من ألِه أي عَبَد وتأتي تحيّر. الإله من المعبود في اللغة، من العبادة. فهي أصلها كما يقول أهل اللغة الإله أي المعبود أُسقِطت الهمزة الوسطية فصار عندنا لامان لام التعريف واللام الثانية أُدغِمت فصارت الله. والذي يدل على ذلك (الله) هو إسم علم. وأسماء الأعلام إذا لم تكن ممنوعة من الصرف تنوّن (محمدٌ، محمداً) والممنوع من الصرف يُجرّ بالفتحة (إبراهيمَ وإسماعيل) الله يُجر بالكسرة (باللهِ ورسوله). الذي لا يُنوّن وهو ليس ممنوعاً من الصرف فمعناها هو معرّف بـ (أل) مثل (الرجل). فلفظ (الله) أصلها معرفة بـ (أل) الإله وأنه يجر بالكسرة معناه ليس ممنوعاً من الصرف إذن الله معناها الإله أي المعبود ثم جعل علماً على الإسم الأعظم (الله) معرّف من حيث اللفظ الإله أصبحت اللام لازمة، لو قلت إله ترجعها إلى أصلها (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) الزخرف) صارت إسم جنس لكن الله إسم علم بهذه الوضعية. والمشركون إستخدموا كلمة إله واستخدموا كلمة الله (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) الزمر) (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (38) الزمر).

خلاصة الأمر أن المسلمون في جزر الهند الشرقية  يرون أن  هناك تسعة وتسعون
اسمًا و صفه لله عز و جل  و هذه الأسماء والصفات موجودة و مشتركه مع بعض الديانات السابقة  غير أن اسم الله والمكون من الأحرف (ALLAH )  هو اسم عربي إسلامي أطلقة الله تعالى على ذاته الإلهية و اختص به المسلمين والعالم عبر كتابه الكريم فلا يطلق ذلك الاسم الكريم على صنم أو على إلهة متعددة أو وثن بل على الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد وهي أول و أخر كلمه ذكرت في القران الكريم  و قد ذكرت 2699 مره .

 

فلا غرابة إذن أن  يرى العلماء في ماليزيا عدم جوز أطلاق اسم  ( الله  ) الكريم على مخلوق أو صنم أو وثن  مما يصنعون  أو أي  اله لا تتطابق و صفاته و أوصافه مع  ما ذكر في القران الكريم  فربما يكون المقصود في استخدام كلمة الله جل جلاله للديانات الأخرى غير الإسلام هو التضليل للمسلمين الضعفاء الفقراء وغير المتمكنين من دينهم لكي يرتدوا أو يتم ألحاقهم بديانات الأخرى, الحكومة
الماليزية من جهتها أشارت إلى  أنها قررت استئناف الحكم  حيث أن استخدام الكلمة العربية لفظ الجلالة " الله " ربما يثير حساسيات المسلمين الذين يمثلون 60 في المائة من تعداد السكان ، وأصرت على أن لفظ الجلالة هي الكلمة الإسلامية التي ينبغي أن يقتصر استخدامها على المسلمين فقط ، وأوضحت أن استخدامها من قبل الديانات الأخرى يمكن أن يكون مضللا  حيث يعتنق 9 في المائة من الماليزيون الديانة المسيحية ، ويعتنق البقية مذاهب وثنيه  والمسلمين في ماليزيا لديهم تاريخ طويل مع حملات التبشير و الاستعمار الذي استطاع تمزيق أوصال تلك البلاد فوجدت على ارضها سنغافورة و تيمور الشرقية والمسلمين الذي تحولوا عن دينهم في الفلبين  ليس عنهم ببعيد و الله أعلى واعلم  .

 

 

 

(326)    هل أعجبتك المقالة (453)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي