سيؤرق حياتك ويؤلمك أكثر ما تسمعه إضافة للسياسيات الإجرامية الحوادث المأسوية في المجتمعات الإنسانية. معاناة مجتمع من المجتمعات من هذه الأحداث الإجرامية والشاذة أو تناميها, يفرض على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والأخصائيين في علوم التربية والنفس والمجتمع والصحة النفسية ورجال الدين دراسة مثل هذه الظواهر واستنباط الحلول والعبر منها. ووضع الحلول الناجعة لسد الثغرات التي تسبب بروز أو تنامي هذه الآفات الخطرة والإجرامية والشاذة.ومن ثم تعديل قوانين العقوبات أو إضافة قوانين متممة لها. أو تفعيل تربوية قائمة أو إضافة مناهج جديدة تسهم في مكافحة مثل هذه الظواهر الخطرة من خلال رفع وتحصين عتبات القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية والاجتماعية وتمتين عراها. وضرورة التزام كل فرد و مسؤول بتنفيذ كافة مهامه وواجباته على الوجه الأكمل. وحتى الخروج من قوقعة الروتين والبيروقراطية المملتين, وتفجير إمكانياته وقدراته الإبداعية الظاهرة المستترة, وإظهارها في المجالات كافة.
وهذه الحوادث المأساوية تتزايد بصورة مطردة وتقشعر لها الجلود من سلوكها المنحى الإجرامي والإرهابي.
وباتت تشكل خطراً كبيراً لأنها تنخر المجتمعات الإنسانية كما تنخر حشرات السوس قطع الخشب والحطب.
فما تنشره وسائط الإعلام من عمليات اغتصاب وسرقة وقتل تطال الأطفال وكبار السن والعجزة, إلى المحارم من العم والعمة والخال والخالة الأخوة والأخوات وأبنائهم وبناتهم, بحيث لم يعد يسلم من أخطارها أحد.
فبعض وسائط الإعلام تنشر بموضوعية هذه الحوادث بصفحتها للحوادث يومياً. كتورط رجل أو شاب أو طفل أو امرأة بجريمة قتل أو سرقة أو دعارة. أو أن رب أسرة ألقى بدم بارد بأولاده الأربعة في نهر أو بحيرة. أو زوجة حرقت خيمة حفلة عرس زوجها لأنه قرر أن يتزوج عليها ويضيف لها ضرة. أو مكيدة دبرها أحد الزوجين فراح ضحيتها الآخر. أو مراهقاً أستغل طيبة وصدق وإخلاص وبراءة فتاة فخدعها وغرر بها كي ينال منها ويفقدها أعز ما تملك .أو زوج أو زوجة حرقا طفلهما كي ينتقم أحدهما من الآخر. أو عصابة خطفت امرأة أو بنتاً أو طالبة أو طفلة, وبعد اغتصابهم لها خنقوها أو قتلوها أو قطعوها أرباً أرب. أو من راودته نفسه شريرة ليندفع وراء غرائزه البهيمية المتوحشة ليرتكب جرائم القتل أو الاختطاف أو السطو والسرقة.أو مدمن على المخدرات والجريمة تحول إلى وحش راح يعتدي على الغير ويقتله بدم بارد.
إن كانت ضحايا الزلازل والمخدرات والتدخين وحوادث وسائط النقل وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية تحزنك وتقلقك وتؤرق مضجعك, فإن مثل هذه الأحداث المأساوية تفتت كبدك وتزيد في علتك وعللك وأحزانك وتنعكس سلباَ على صحتك وحياتك. وحين ترنوا ببصرك إلى ما دبجه القراء من تعليقاتهم في نهاية الخبر. ترى من يطالب أن يقتص من المجرم بكل شدة وقسوة فيعدم أو يقتل شر قتلة ليكون لغيره عبرة.أو من يحمل المسؤولية في للسلطة أو الحكومة أو لرجال الأمن والشرطة, أو تقرأ من يتهم القوانين على أنها مطاطة و قاصرة. ومنهم من يرجع السبب لغياب الحرية والديمقراطية ولو كان الحادث احتراق طفل صغير أو منزل نتيجة عبثه بعود ثقاب أو بمكواة أو بمدفأة .وهناك من يبدي حزنه وأسفه مستغرباً ما وصلت إليه الحال الاجتماعية في بعض المجتمعات والدول. وهناك من يجزم في تعليقه أن تنامي هذه الظواهر الإجرامية والشاذة في المجتمعات إنما هي أصوات جرس تنذر بأخطار محدقة. وهناك من يضع المسؤولية على نظم التربية في الأسرة أو المدرسة,أو على وسائط الإعلام المنفلتة والغير منضبطة والتي لا تحترم خصوصية أي مجتمع.وكثيراً من التعليقات تتصف بالحكمة والتروي والموضوعية ويجب الأخذ بها,وبعضها فارغة المضمون ولا معنى لها.
ما من شك بأن بروز مثل هذه الظواهر في أي مجتمع قد يصيبه بجرح نازف أو غائر إن لم يعالج بطرق علمية صحيحة وبسرعة كي لا تفلت زمام الأمور و تتجاوز عتبات الخطر. فالمسؤولية هي مسؤولية الجميع بدون استثناء من الفرد إلى الأسرة إلى المدرسة إلى المجتمع والسلطات الأربع. وليست مسؤولية رجال الأمن والدرك والشرطة فقط.فلكل فرد ومسؤول في المجتمع دوره للحد منها والتخلص منها إلى غير ذي رجعة.
لو جادلت شاباً أو شابة في التربية السائدة حالياً في مجتمعه وأسرته,أو في أسلوب تعاملهم معه لوجدت بعضاً منهما يكثر من والتذمر والأنين والشكوى. وينتقد بعض أو معظم أو كل ما هو قائم , وكاشفاً لك بأن لديه العديد من طرق التربية الحضارية المثلى والمتطورة,والتي سيتعامل بها حين يكون له دخلاً يوفر له بعض الاستقلالية في أموره الخاصة والعامة, أو حين يؤسس لنفسه أسرة. ولكن كثيراَ منهم حين يحقق حلمه ويتزوج, أو يعين في وظيفة حكومية أو خاصة,أو يكون رب عمل أو صاحب منشأة,تراه وكأنه قد نسي كل ما بحوزته من طرق وأساليب التربية التي كان يدعي معرفتها, ويعود القهقرى ليتعامل مع أسرته أو رؤسائه أو مرؤوسيه أو مراجعيه بطرق بالية عفا عنها الزمن لجهلها وتخلفها و سوء مردودها. فالازدواجية التي يتقمصها البعض في شبابه ,أو المشكل النفسي أو السلوكي التي يعاني منه نتيجة انطوائيته وإحباطاته, أو عدم قدرته على التكيف مع أسرته ومدرسته ومجتمعه,أو عدم انتفاعه ببعض أسس تربية الأسرة والمدرسة والمجتمع,أو شعوره بالمعانة أو الظلم والجور والفقر المدقع أو الدلال المفرط خلال حياته الطفولية ومرحلة المراهقة , إنما هم السبب وراء انحراف البعض, أو سلوكهم الطرق الإجرامية والشاذة.كما أن قصور أساليب التربية في المدرسة والمجتمع,أو عدم قدرة المعلم والأستاذ والأب والأم في أن يكون كل منهم قدوة لمن يتعاملون معهم من الجيل الجديد من البنون والبنات لهم الأثر الأكبر. وربما كانوا السبب وراء قصور التربية التي فشلت في بعض نواحيها من تشذيب بعض النفوس البشرية الأمارة بالسوء.ثم علينا أن لا ننسى دور الجهل والأمية في تنامي مثل هذه الظواهر الشاذة ( والجهل والأمية ليس المقصود فيهما أمية الكتابة والقراءة. وإنما الجهل بطرق التعامل الصحيحة في بعض الأمور العامة والخاصة, أو الأمية بالحياة الصحية والعلاقات الاجتماعية والفكر والثقافة والعلوم الإنسانية والقيم الأخلاقية, وقواعد الحلال والحرام التي حددتها الأديان السماوية, أو التي تبلورت في مجتمع بطرق سليمة وصحيحة عبر الأجيال المتعاقبة وثبت نجاعتها في مجتمعاتها وباتت أرثاً من أرثها وأرث الشعوب قاطبة . بحيث صارت مثالاً يحتذى, وضرورة لا غنى عنها لتحصين المجتمع والأجيال اللاحقة).
لو حاسب كل إنسان نفسه مهما كان موقعه في الأسرة أو المجتمع أو السلطة أو المصنع والمنشأة والمزرعة, وأجرى نقداَ ذاتياَ لسلوكه وعمله لوجد أن لأخطائه أو جهله أو تقصيره دوراً في تنامي هذه الظواهر المرضية والشاذة. وأنه يتحمل بعض المسؤولية عنها,وقد تصيبه بعض تبعاتها بمآسي محزنة, وتنعكس عليه وعلى أسرته
ومجتمعه ووطنه وعقيدته سلباً. وهذه الأخطاء عديدة ومتعددة . ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الجمعة: 23/4/2010م
البريد الإلكتروني: [email protected]
[email protected]
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية