أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مدرّس "كفرنبل".. عانق ببصره مدينته التي حٌرم منها وتوفي بعد ساعات

مصطفى الجلل

لم يتحمل قلب المدرس الخمسيني "مصطفى الجلل" ألم البعاد عن مدينته "كفرنبل"، وهو يراقبها من بعيد، دون أن يتمكن من دخولها فرحل أمس

الجمعة بعد ساعات قليلة من زيارته لتخوم بلدته الواقعة تحت سيطرة النظام من "كنصفرة" بجبل الزاوية، ليلقي النظرة الأخيرة عليها عبر الكاميرا، وشوهد في نفس اللحظة سقوط قذيفة على أطراف "كنصفرة" أدت إلى وفاة مرابط وإصابة أربعة مقاومين.

وروى صديق الراحل "نور الدين اسماعيل" لـ"زمان الوصل" أن "الجلل" من مواليد "كفر نبل" 20/7/1965 عاش ودرس فيها، وتخرج من معهد التربية الرياضية في إدلب، والتحق بإحدى المدارس كمدرس لمادة الرياضة، إلى جانب أنه كان عضواً في نادي "كفر نبل" الرياضي، ولعب معه في سنوات شبابه.

وأشار محدثنا إلى أن الراحل شارك في الثورة السورية منذ بداياتها 2011 مما دفع النظام إلى فصله من التعليم بقرار من وزارة التربية، لكنه بقي يشارك في المظاهرات بصدق وحماس، وخسر كثيراً من أصدقائه بسبب موقفه من النظام ونتيجة مواقفهم السياسية، وبعد تهجيره من "كفر نبل" إبان سيطرة النظام عليها عمل "أبو محمود" في مديرية إدلب الحرة، وأدار مدرسة إعدادية في "الفوعة".

وأضاف المصدر أن الراحل فعّل نادي "كفر نبل" الرياضي خارج المدينة نظراً لوقوعها تحت سيطرة النظام.

وعاش -كما يقول- كريماً، ثائراً، متواضعاً، لا يبحث عن المال أو الجاه أو المناصب، وكان صاحب مبدأ ومحبوباً من كل أهالي بلدته.

وكشف محدثنا أن عدداً من أصدقاء الجلل نظموا زيارة أول أمس الخميس إلى جبل الزاوية في قرية "أرنبة"، وعرض عليه أصدقاؤه أن يصعد إلى سطح لمنزل أحدهم، فرفض مصراً على الذهاب إلى خط الجبهة "النقطة صفر" ورؤية "كفر نبل" عن قرب، لأنه مهووس بحب بلدته التي تم تهجيره منها قبل سنتين ونصف، وكتب منشوراً ليلاً حول هذه الزيارة، وفي اليوم التالي أثناء صلاة الجمعة أصيب بجلطة، وتم إسعافه إلى المشفى وهناك فارق الحياة مخلفاً 5 أولاد ثلاثة ذكور واثنان اناث، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

واستعاد محدثنا موقفاً لصديقه الراحل حيث كانا يتحدثان ذات مرة عن فوائد الثورة وثمارها فقال له: "رغم كل الضيق والألم والتهجير الذي واجهته فإني أشعر بسعادة كبيرة لأن الناس -كما قال– كسروا حاجز الخوف، مضيفاً أن الزمن لو عاد به إلى الوراء لشارك في المظاهرات في كل مرة حتى يسقط نظام الأسد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(151)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي