يرصد فيلم "قصص من غزة" للمخرج الفلسطيني السوري "محمد خميس" جوانب من الأحداث التي حصلت في حرب غزة 2012 أثناء سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليها لمدة 8 أيام.
ويروي الفيلم وهو من النوع الوثائقي القصير قصة الصحفي عماد والقصص التي عاشها ووثقها كأرشيف في فترة الحرب، وكيف واجه الصعوبات والمخاطر في الفترة التي صور فيها قصة الطفلين "رهام " و"نادر" اللذين قضيا جراء القصف الإسرائيلي للمدينة المحاصرة.
وروى "خميس" لـ"زمان الوصل" أن فيلمه الجديد كان مهيئاً أن يخرج إلى النور منذ العام 2020 أي قبل فيلمه السابق "تأشيرة خروج"، ولكن تم تأجيله ليستوعب الفيلم أحداثاً وتحولات أخرى في حياة غزة.
وأشار محدثنا إلى أن الفيلم يجسد 3 قصص حصلت في عام 2012 في حرب غزة فإضافة إلى قصة المصور "عماد بدوان" تحكي إحدى القصص عن الطفلة "رهام" 8 سنوات التي كانت تلعب مع رفيقاتها أمام منزل أهلها، فأصيبت بشظايا صاروخ سقط بالقرب منها واستشهدت لأن والدها لم يتمكن من إسعافها بسبب الوضع الذي كان في غزة.
وأضاف مخرج الفيلم بعد نصف ساعة من استشهاد "رهام" استشهد طفل يدعى "نادر" أثناء ذهابه لإحضار طعام لاخوته السبعة بعد بقائهم بلا طعام لثلاثة أيام، فأصيب بقصف صاروخي أمام البقالية.
وتابع "خميس" أنه تواصل مع هذا الصحفي للاتفاق على إنجاز فيلم يحكي عن قصصه التي وثقها أثناء حرب غزة، ولكن إنجاز الفيلم تأخر إلى عام 2020، وكانت فرصة كما يقول لتوثيق ما حصل من تغيير وتحولات خلال السنوات الثماني.
ولفت المخرج الشاب إلى أن فيلمه "قصص من غزة" وهو عمل مشترك بين السويد وفلسطين غزة يعتبر من الأفلام الوثائقية الغريبة نوعاً ما لناحية التناول والتصوير.
وكشف المخرج الذي يعيش في السويد أن الصحفي بدوان كان يعمل في قناة تلفزيونية ويوثق ما يراه ويعايشه وفي العام 2020، وطلب منه -كما يقول- زيارة لوالد الطفل الذي استشهد أثناء ذهابه لتأمين الطعام لأشقائه ومعرفة وضع الأسرة، ومالذي حصل معهم خلال السنوات التي تلت وفاة الطفل، ووجد أن "أبو نادر" أنجب طفلاً آخر سماه على اسم طفله الشهيد وتحسنت أوضاعه المعيشية.
وشرح للصحفي أنه حاول التواصل مع بعض المؤسسات والمنظمات الإنسانية لمساعدته والمطالبة بحق ابنه ولكن دون جدوى فلم يحصل إلا على الوعود الكاذبة.
ونوه "خميس" إلى أن الصحفي "بدوان" تحول إلى بطل من أبطال الفيلم وتعرض للعديد من المخاطر أثناء توثيقه للأحداث، فذات يوم سقطت قذيفة بالقرب منه وأصيب بشظايا، وتم إسعافه إلى المشفى، وتم تصويره فيما بعد وهو يلهو مع أطفال غزة في الشوارع والأزقة لإضفاء أجواء من التفاؤل الأمل قي ظروف الحرب وخصوصاً أننا اعتدنا -كما يقول- على أفلام تبدأ بالحرب وتنتهي بها دون كوة أمل لذلك أريد للفيلم أن يختصر 8 سنوات عاشتها غزة إضافة إلى سيرة حياة الصحفي وكيف تطورت فيما بعد.
ولفت "خميس" إلى أن الفيلم الجديد يختلف عن فيلمه السابق " تأشيرة خروج" لناحية التناول والرؤية الفنية ففي حين يتحدث الثاني عن قصة عائلة فلسطينية تعيش في قطاع غزة، ويتعرض أفرادها لعدة مواقف تعكس فيها واقعهم المعيشي والحرمان من الكثير من حقوقهم.
بينما يرصد " قصص من غزة " حالة الفوضى التي عاشتها المدينة وحياة ناسها وحياة الصحفي عماد بدوان وهو يواجه الصعاب والمخاطر، ولم يكن لدى هذا الصحفي أي وسيلة لإظهار أرشيفه الذي صوره خلال سنوات الحصار و الحرب.
بطاقة فيلم "قصص من غزة"
سيناريو وإخراج: محمد خميس
إعداد وتقديم: عدنان ابو شقرا
انتاج: عماد بدوان
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية