سوريا تستعين بالفنانين لتشجيع الأطفال على القراءة

يشارك عدد كبير من نجوم الدراما السورية في فعاليات معرض ربيع الكتاب الأول من خلال قراءتهم لمجموعة من القصص الموجهة للأطفال بغية تشجيعهم على القراءة وتمكينهم من تلمس جوهر تلك الأقاصيص وذلك بدعوة من جمعية "قوس قزح لطفولة أفضل".

وتشهد هذه المشاركات تفاعلاً كبيراً من قبل الأطفال الذين يحتشدون مساء كل يوم من أيام المعرض حول الفنان متابعين معه تفاصيل الحكاية ومضامينها الغنية معبرين بعفوية عن رغبتهم بالتمسك بالقيم الإيجابية التي تشير إليها فضلاً عن اصطفافهم من أجل الحصول على مجموعة من القصص عليها توقيع الفنان كذكرى يحكون عنها لأقرانهم لتكون بالتالي وسيلة لتشجيع الأطفال الآخرين على القراءة.

وقالت الفنانة سلمى المصري إنها تشارك دائماً بفعاليات جمعية قوس قزح التي تهتم بثقافة الطفل وتشجعهم على القراءة معتبرةً أن ذلك مهم جداً ولاسيما في الفترة الأخيرة حيث تراجع دور القراءة في حياة الأطفال وحل محلها التلفزيون والكمبيوتر والإنترنت.

وأشارت الفنانة المصري إلى أهمية تفعيل دور الكتاب في حياة الأطفال وترغيبهم به من خلال فعاليات محببة لهم وتعويدهم على ثقافة القراءة منذ الصغر نظرا للدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الكتاب في مستقبلهم ومستقبل المجتمع.

وأوضحت الفنانة جيني إسبر أنها تهتم بكل ما له علاقة بتربية الأطفال وتشجيعهم على القراءة ولاسيما أنها من عائلة تهتم بالجانب الثقافي والمعرفي وتذكر إسبر كيف أسهمت القصص التي روتها لها والدتها في تنمية معارفها ومداركها.

ووجهت الفنانة ديمة بياعة الشكر لجمعية قوس قزح على مبادرتها بهذا النشاط ولاسيما أنها دعت العديد من الجمعيات الأهلية دون الاقتصار على أطفال قوس قزح كما أنها تواصلت مع الفنانين وجعلتهم يشتركون بهذه الفعالية للخروج بفكرة قراءة قصص للأطفال ومساهمتهم بتعميم ثقافة القراءة مبينةً مقدار مفاجأتها بعدد الأطفال الذين التفوا حولها راغبين بسماعها وهي تقص عليهم حكاية.

وقالت بياعة إن الطفل يتأثر بأشخاص معروفين لديه كالفنانين ويتشجع ويتحفز للقراءة حتى إن الكثير من هؤلاء الأطفال يتخذون من بعض الفنانين قدوة لهم موضحةً أنها جعلت الأطفال يشاركون في رواية القصة حيث استمعت إليهم وانتبهت إلى أهم الأفكار التي يركزون عليها في القصص محققة تفاعلاً كبيراً بينها وبينهم.

ولم تقتصر مشاركة الفنانة بياعة المنتسبة إلى جمعيتي قوس قزح و بسمة على قراءة القصص بل اشتملت على الغناء الذي يوصل المعلومة للطفل واللعب الهادف إلى تحقيق تفاعل مع مغزى القصة وأكدت بياعة أن القراءة تنمي خيال الطفل وتقوي لغته وتوسع مداركه وبالتالي تصبح طقساً دائماً لديه.

وبينت الفنانة شكران مرتجى التي قرأت للأطفال قصة "رحلة إلى الغابة" الموجهة للاهتمام بالبيئة ونباتات الغابة والمحافظة على النظافة البيئية أن للقراءة سحراً خاصاً يزداد مع تحولها إلى عادة يومية لافتةً إلى دور القراءة في تنمية الخيال وما سمته متعة الورق وجاذبيته التي علمها إياها والدها منذ طفولتها معتبرة أن ربط القراءة بالمتعة والفائدة أمر ضروري للأطفال.

وقالت الفنانة روعة ياسين إن هذا النشاط يحفز الأطفال على التمسك بالكتاب والمداومة على القراءة.

وأضافت "عندما كنت طفلة كنت أتمسك بأي شيء يقوله من أعتبره قدوة بالنسبة لي".

وقالت المطربة هويدا إنها فوجئت بعشق الأطفال لتلقي المعلومة عن طريق الحكاية فضلاً عن تفاعلهم المميز مع القصة التي قرأتها لهم والتي تحضهم على ترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها.

وتمنت الفنانة رنا شميس تعميم هذا النشاط الذي تقوم به جمعية قوس قزح ونشره في الكثير من الفعاليات ليحظى الأطفال بأكبر قدر من الاهتمام ولاسيما على صعيد المعرفة لأن الفائدة التي يمكن أن نحصدها تتلخص في الاستمرار إذ لا يمكن أن ننشئ جيلاً قارئاً بنشاط واحد ولا بد من تكريسه وزيادته.

وعلى مدار الأيام الأولى من هذه الفعاليات شارك عدد كبير من الأطفال من عدة جمعيات أهلية بينها "ميتم سيد قريش و"إس أو إس" و"زيد بن حارثة" و"المبرة النسائية" وغيرها.

وتقول هلا كناية المشرفة على نشاطات جمعية قوس قزح خلال فترة المعرض "إننا نقوم كل يوم بدعوة جمعية أهلية للمشاركة في هذه الفعاليات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل".

وأوضحت كناية أن الجمعية بادرت بدعوة الفنانين لقراءة القصص للأطفال لأن لهم دوراً إيجابياً وفعالاً في تحفيز الأطفال على القراءة وتعريفهم بالقيم الإيجابية في المجتمع.

وقالت "عندما يرى الطفل شخصية محببة لديه ينصت لها ويتلقى منها كل شيء ويترسخ في ذهنه ما تقوله هذه الشخصية".

ولفتت كناية إلى التجاوب والحرص الكبير الذي أبداه الفنانون السوريون للمشاركة في قراءة القصص للأطفال رغم انشغال أكثرهم بتصوير عدد من الأعمال الدرامية