بدا أمس أن ثمة ترتيبات لزيارة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة تحمل في طياتها ما يفوق الاطمئنان إلى صحة الرئيس المصري حسني مبارك، في وقت تبدو فيه القاهرة متحمسة لاستعادة الدفء المفقود في علاقاتها التاريخية مع دمشق.
وقال سفير سوريا في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف أحمد، لجريدة الاخبار، إنه لا مواعيد محددة فعلياً لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة وشيكة لمصر لتهنئة نظيره المصري بسلامة العودة من رحلته العلاجية.
وأوضح أن الزيارة قائمة بعد أن يعود الرئيس مبارك لاستئناف عمله.
وكانت صحيفة «المصري اليوم» قد نقلت عن أحمد قوله إن «هناك زيارة بالفعل سيقوم بها الأسد لمصر في وقت قريب، مع بدء مزاولة مبارك مهماته مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «الزيارة ستكون كفيلة بطي صفحة أي خلافات أو اختلافات في وجهات النظر بين الإخوة».
وتابع قائلاً إن «اللقاء كفيل بإنهاء أي سوء تفاهم بين الجانبين، وأن يحل كل المسائل العالقة من دون الاحتياج إلى آليات، أو مبادرات عربية».
وأشارت الصحيفة المصرية إلى أن «القاهرة ودمشق تضعان اللمسات الأخيرة على زيارة الرئيس السوري للقاء نظيره المصري لإنجاز مصالحة تعيد العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل سنوات، وتطوى صفحة الخلافات».
ولدى سؤاله متى يصل الأسد إلى مصر، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحافية: «ليس لديَّ علم عن موعد وصول الرئيس بشار، لكن أعلم أن الرئيس بشار عبّر عن رغبة في القدوم إلى مصر، وقام بالسؤال عن صحة الرئيس وأبدى الرغبة في الالتقاء به ورحبنا بهذه النيات، لكننا أبلغنا الجانب السوري أن الرئيس سيكون في فترة نقاهة لأسابيع، وأعتقد أن هذه الزيارة واردة، وتقديري أنها ستساهم بقوة في تنشيط علاقة مصرية سورية يجب أن تتسم بالقوة».
وقالت مصادر عربية إنّ من المتوقع أن يلتقي مبارك فور عودته إلى مكتبه وبدء ممارسة برنامجه اليومي المعتاد كلاً من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والعقيد معمر القذافي بالإضافة إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والسوري بشار الأسد.
يذكر أن علاقات مصر مع كل من سوريا وقطر توتّرت في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، والعدوان على غزة في أول العام الماضي، وازدادت تعقيداتها في ملف المصالحة الفلسطينية الذي تحمّل القاهرة دمشق مسؤولية تعثّره.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية