ظاهرة (دس الرأس في الرمال ) ... ايوب الغنيمات

قد يثير تضارب التصريحات حاله من عدم الارتياح  ,مؤخرا  تضاربات تصريحات بعض المسؤولين حول إعداد «اللقطاء»  معتبرين أن الأمر لم يصل بعد ليصبح  ( ظاهرة )  تستدعي الهلع وفي نفس الوقت نفى  بعض المسؤولين أيضا أن يكون مستوى جرائم الشرف  وصل  أيضا الى مستوى الظاهرة, ثم خرج علينا  بعدها من يقول أن  انتشار الحبوب والمخدرات بين الطلبة وجيل الشباب لم يرقى بعد الى مستوى الظاهرة  وكذلك مستوى قتلى حوادث السير الذي لم يصل بعد الى مستوى الظاهرة .فا من أين جاءتنا كلمه ( الظاهرة )  و هي بالمناسبة على ذات الوزن لكلمة ( مؤامرة ) ومن سمح  لنا باستخدامها ذات اليمين وذات الشمال دون الرجوع إليه ؟

هل مجرد العثور أسبوعيا على طفل لقيط  أو طفل غير شرعي أو مجهول النسب  (وهي أسماء كثيرة ومتعددة تشير الى  ذلك المخلوق المسكين المظلوم )  أي بمعدل يقارب 35 طفل سنويا يسمى ( ظاهرة )  أم أن الإشاعات و كتاب الجرائد هم من ضخموا  الأمر وسببوا كل هذه الكركبة  ؟

 35 طفل هؤلاء فقط هم من يتم العثور عليهم أحياء ويتم تسليمهم الى دور الرعاية  غير أن الحسبة تختلف لو تم أضافه الأطفال الذين تم إجهاضهم أو إخفاءهم أو هؤلاء معلومي الأم مجهولي الأب أو هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ  فتم التخلص منهم (  قتلهم )  فان الرقم الناتج من تلك العملية  لن يصل  ايضا الى مرحله الظاهرة  .

أن كان ما سبق ليست ظاهره فلماذا قامت الجهات الرسميه بتشكيل لجنة لدراسة تنامي أعداد الأطفال مجهولي النسب و تعمل هذه اللجنة على صياغة توصيات تهدف إلى تعديلات قانونية تلائم حجم المشكله ومساعي الحد منها والسيطرة عليها.

في بلادنا دائما ما نسمع العبارة الجوفاء  و التي تفيد أن بلادنا - والحمد لله - ممر وليست مستقر للمخدرات  مع ذلك ان انتشار التعاطي والاتجار في المخدرات لم يصل ايضا الى مرحله الظاهرة دون ان نحلل او نفهم  أرقام دائرة مكافحة المخدرات من عام 2001م وحتى عام 2008م  حيث بلغ عدد قضايا المخدرات (12675) قضية وبلغ عدد المتعاطين (22099) وكانت كميات الحشيش المضبوطة (11) طنا وكميات الهيروين المضبوطة (651) كغم وكميات الأفيون المضبوطة (79) كغم، وكميات الكوكايين المضبوطة (59) كغم، وعدد الحبوب المخدرة المضبوطة (92) مليون حبة" وتم في عام 2009م ضبط (9) خطوط تهريبية للمخدرات وهم  من يزرعها و يصنعها وينقلها إلى من يتعاطاها وتم ضبط (30)  مليون حبة مخدرة وطنين من الحشيش و(242) كغم من الهيروين و(232) كغم من الكوكايين  و عدد الوفيات (60) شابا نتيجة تعاطي المخدرات منذ 2001  و تم ضبط (688) طالبا  جامعيا متعاطيا .

أما حوادث السير فالأمر لا يختلف عن الدول المتقدمة والنسبة كما يقال من ضمن النسب المعقولة ولم تصل بعد لمرحله ( الظاهرة )  رغم أن إحصاءات حوادث الطرق في العام  2006 تفيد أن عدد القتلى بلغ 899  وعدد الجرحى بلغ  87051 شخص و بلغ عدد الحوادث  98055 حادث  و الخسائر المالية تجاوزت 220 مليون دينار أردني و الأرقام السابقة لعدة سنوات تفوق جميع خسائرنا في جميع الحروب التي خضناها . و مع ذلك فان قانون السير ( الذي اقره نواب الشعب )  يجرم السائق بصوره عامه حتى لوان احدهم حاول الانتحار وألقى بنفسه على السيارة المتوقفة أسفل البناية ؟

أما جرائم الشرف  فقد أصبحنا ( فرجة ) عبر محطات التلفزه العالمية فان الأمر لا يعد كونه خطا بشريا فرديا نتيجة فوره غضب ولم يصل أيضا الى مرحله ( الظاهرة )  رغم أن إلاحصائيات صادرة عن جهات رسمية تشير إلى أن نسب جرائم الشرف  في بلادنا آخذه في التصاعد ويصل المعدل السنوي للجرائم الشرف حوالي 25 جريمة قتل وهو ما يعتبر من اعلى المعدلات في العالم إذا ما قورن بعدد السكان ورفض مجلس النواب الأردني مرتين تغيير قانون العقوبات وإنهاء العقوبة المخففة ضد مرتكبي جرائم الشرف التي تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى عام واحد على رغم ضغوط ودعوات المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان .

 

 

(94)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي