أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد رفض ضغوطاً إيرانية لفتح جبهات استباقية في لبنان وغزة

عزت مصادر لبنانية رفيعة تجدد السجالات الداخلية والحملات المتبادلة حول سلسلة من الملفات السياسية والامنية في البلاد الى القمة الثلاثية في دمشق بين الرئيسين السوري بشار الاسد والإيراني أحمدي نجاد وبمشاركة زعيم حزب الله حسن نصرالله، وكشفت نقلا عن مسؤولين غربيين كبار" ان الاسد وقف موقفا صارما في القمة رافضا الضغط الإيراني لفتح جبهات استباقية في لبنان على غرار ما حصل العام 2006 وفي غزة العام 2008 وذلك لجس نبض اسرائيل ومعرفة المدى الذي ستذهب اليه وما تخطط له في المنطقة.
ووفقا لمعلومات المسؤولين الغربيين فإن " الاسد رفض ان تتحول سورية من جراء هذا الضغط الى مجرد لاعب احتياطي او حجر شطرنج كلبنان وغزة ".
ووفقا للمصادر نفسها فإن سورية أدركت بعد الرسائل الاسرائيلية العلنية والسرية،انها لن تكون في منأى هذه المرة اذا شاركت في لعبة الحرب الاستباقية،من الرد الاسرائيلي الذي سيتوسع ليشملها،في وقت تكثفت العروض الغربية والاغراءات لاعطائها دورا أكبر في المنطقة إذا توقفت عن اعطاء إيران اوراقا للمساومة في عدد من دول المنطقة " وقالت " ان إيران بدأت قبل قمة دمشق وبعدها تفقد تأثيرها المطلق في الشرق الأوسط من لبنان وغزة الى اليمن والعراق ولو بدرجات مختلفة.
وكشفت المصادر ان التفاهم السعودي - السوري الذي تجلى في القمتين اللتين عقدهما الملك عبد الله والاسد في دمشق والرياض قبل اشهر اسفرتا عن تفاهم أولي تبلور أخيرا بضرورة تقليص نفوذ رئيس الحكومة العراقية، وقد بدا ان هذا النفوذ يتراجع وان الوضع العراقي يذهب باتجاه المنحى الذي رسمه هذا التفاهم الذي انسحب على اليمن.

مفاوضات سرية

وأشارت المصادر الى انه بعد ما ظهرت المؤشرات الايجابية على اكثر من خط، تحركت سورية في اتجاه تعزيز وضعها الاقليمي، فسارعت بعد قمة دمشق الى استقبال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو واعادت تكليف تركيا بالمفاوضات غير المباشرة.
ورأت المصادر ان سورية تستفيد من عاملين اقليميين جوهريين، الاول: القلق المسيطر على مصر وسط تضارب الانباء عن صحة الرئيس حسني مبارك والمرحلة التي تقبل عليها مصر من انشغال بترتيب الخلافة، الامر الذي يعطي حرية الحركة عربيا مستفيدة من غطاء سعودي. والثاني هو المفاوضات التي تجريها واشنطن تحت الطاولة مع اطراف قابضين على السلطة في طهران من اجل ابعاد شبح الصدام العسكري، وقالت ان اخبار هذه المفاوضات بدأت تخرج الى العلن وتتحدث عنها تقارير امنية غربية،وظهرت اولى نتائجها سريعا في انكفاء الاعلام الامريكي تحديدا عن تغطية انشطة المعارضة الإيرانية الداخلية.
وبحسب المصادر نفسها فإن اطرافا عربية لا تخفي عدم ارتياحها من المفاوضات الامريكية مع طهران، فالسعودية تحديدا التي سمع مسؤولون لبنانيون اخيرا من مسؤولين امنيين رفيعي المستوى فيها عبارات قاسية في حقها في معرض تقويم احتمالات الحرب عليها، لا تبدو مطمئنة الى دور إيراني يكبر في السلم خاصة بعد ان نجحت في تقزيمه في الخليج والشرق العربي وقالت انه في ضوء تراجع الحروب الاستباقية في لبنان وغزة، يصبح المشهد الاقليمي معلقا على احتمالات الحرب المفتوحة على إيران سلما او حربا واكدت انه في حال الحروب الكبيرة اذا صدر القرار بها تتغير كل المعطيات،موضحة " ان سورية التي تدافع عن نفسها حاليا بأبعاد شبح الضربة عنها،وتعويم وضعها الاقليمي مجددا تنتظر ايضا بلورة صورة المثلث الإيراني - الامريكي - الاسرائيلي والمنحى الذي ستأخذه،ما يشير الى انها ستسعى الى التكيف مع المعطيات الجديدة بتحصين اكثر لاوراقها الاقليمية ولبنان تبقى الساحة الافضل لترجمة وضعها المستجد".

الوطن السورية
(133)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي