أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحفي سوري يلاحق مجرمي الحرب في سوريا لتقديمهم أمام القضاء الأوروبي

أفردت مجلة "لو بوان" الفرنسية صفحات مطولة لملف كامل حول ملاحقة مجرمي الحرب في أوروبا.

وقالت الصحيفة في تقرير كتبه الصحفي السوري "دحام الأسعد" بمشاركة الصحفي الفرنسي "غيوم بيرييه" إن الأمل بجر مجرمي الحرب إلى المحاكم يمر بأوروبا حيث فتح أكثر من 80 ملفاً وبدأت 11 محاكمة، ثلثا التحقيقات طالت مسؤولي نظام الأسد.

وركز  تقرير "لو بوان" وهو جزء من أجزاء قادمة بشكل خاص على عمل الناشطين والحقوقيين المهتمين بجمع المعلومات ورصد الضحايا، معرجاً على محاكمة "أنور رسلان" وهو ضابط مخابرات سابق متهم بالإشراف على تعذيب ما لا يقل عن 4 آلاف معتقل توفي منهم 58 تحت التعذيب في فرع "الخطيب" سيئ الصيت بدمشق الذي كان مسؤولاً عنه.

وقال الصحفي الاستقصائي "دحام الأسعد" إنه بدأ بالعمل مع زميله الصحفي الفرنسي "Guillaume Perrier" منذ سنتين بالعمل على التحقيق الذي يلاحق مجرمي الحرب من شبيحة النظام ويتناول الجدل حول استخدام الولاية القضائية العالمية من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

وتم التركيز في التحقيق –كما يقول- على أخذ شهادات المنظمات والأشخاص السوريين ممن شاركوا في عمليات التقصي ودأبوا على التعاون مع شرطة مكافحة مجرمي الحرب أو المشتبه بهم في أوروبا ومنها منظمة "الإرشيف السوري" و"المركز السوري للإعلام و حرية التعبير" و"رابطة نساء قيصر" ووحدة مكافحة جرائم الحرب في السويد وألمانيا وفرنسا، إضافة إلى الحقوقي المحامي "أنور البني".

وهي منظمات دأبت على تتبع المجرمين المشتبه بهم، وجمع الأدلة والوثائق لتقديمهم إلى المحاكم الأوروبية باسم مبدأ الاختصاص العالمي كما حصل في الكثير من الحالات المشابهة.

ولفت الصحفي المتحدر من مدينة تدمر شرق حمص 1989 إلى أنه كأي عمل يسعى إلى الحقيقة لم يخل تقريرهم من عقبات وصعوبات ومنها كيفية عرض وثائق على الرأي العام دون عرقلة سير التحقيقات التي لازالت جارية في عدة بلدان أوروبية، وكان هناك سعي للحفاظ على سرية المعلومات والصعوبة الثانية-حسب قوله-هي الوصول إلى الشهود وزرع الطمأنينة في داخلهم والتعامل وإعطاء المعلومات بأريحية، وبالنسبة للوصول إلى مجرمي الحرب فهذه كانت الصعوبة الأكبر ولكنهم تمكنوا من التواصل مع بعض الأشخاص  الذين حاولوا الإنكار أو تغيير عناوينهم أو أسماءهم، وهناك مجرمي حرب لم يتمكنوا من التواصل معهم أو الوصول إليهم لأنهم لازالوا تحت المراقبة في الوقت الحالي.


وشارك "الأسعد" في التحقيق مع الصحفي الفرنسي "غيوم بيرييه" 45 عاما، والذي يعمل منذ 20 عاماً في الشرق الأوسط، غطى الحرب في سوريا وتطوراتها منذ عام 2011 وعمل مراسلاً لصحيفة "لو موند" في اسطنبول بين عامي 2004 و2014، حصل على جائزة "Grand Prix de la Presse internationale" عام 2019 في باريس. له أربعة كتب والعديد من الأفلام الوثائقية عن تركيا والشرق الأوسط.

ونوّه "بيرييه" في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن من أهم الموضوعات التي تطرق لها في التحقيق مع زميله "دحام" جرائم استخدام الكيماوي في سوريا وكيف وثق الأرشيف السوري هذه الجرائم في آلاف من الفيديوهات، وتم تسليم الحكومة الألمانية والفرنسية هذه الفيديوهات مع الملفات الكاملة عن طريق "المركز السوري للإعلام و حرية التعبير"، وكيف أخذت هذه الحكومات دورها بصياغة القضية تمهيداً لفتحها مستقبلاً.

واستدرك المصدر أن التحقيق الذي تم إنجازه الهدف منه الضغط على الحكومات الأوروبية لتسريع تحقيق العدالة وخصوصاً أن أوروبا تعيش حالة من البيروقراطية وبخاصة في الميدان القضائي، والأمر يحتاج لسنوات حتى تفتح أي قضية أو ملف وخصوصاً إذا لم تكن هناك أدلة مادية دامغة حول شخص أيا كان.

وأضاف "حاولنا في تحقيقاتنا إتاحة الفرصة للسوريين المظلومين والشهود وذوي الضحايا أن يوصلوا أصواتهم بهدف تشكيل ضغط على الحكومات الأوروبية لتبادر إلى فتح ملفات مجرمي الحرب كما يجب".

وكان الصحفي الاستقصائي "دحام الأسعد" قد أنجز فيلماً بعنوان "مجرمو الحرب- المطاردة الكبرى"، تعقب فيه عدداً من مجرمي الحرب التابعين لتنظيم "الدولة" ممن فروا من سوريا بعد اندحار التنظيم في آذار /مارس 2019 ليستقروا في أوروبا بصفة لاجئين.

وحقق الفيلم الوثائقي الذي عرض على قناة "M6" الفرنسية خلال أول ساعة من عرضه مليون ونصف مشاهدة، كما حصل على الترند 6 في "تويتر" على مستوى فرنسا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(191)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي