ورثت عائلة "حرباوي" في مدينة "الخليل" جنوب الضفة الغربية صناعة الكوفية التي لطالما اعتبرت أيقونة من أيقونات التراث الفلسطيني عبر الأجيال.
وتكاد هذه العائلة أن تكون الوحيدة التي حافظت على التصنيع المحلي لغطاء الرأس هذا الذي يحاول الكيان الصهيوني باستمرار سرقته ونسبته زوراً في المحافل الدولية.
وكانت الكوفية رمز الكفاح ضد الانتداب البريطاني والمهاجرين اليهود وعصاباتهم واستمرت الكوفية رمزاً للثورة حتى يومنا هذا مروراً بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي.
وقال "جود الحرباوي" في فيديو مصور إن عائلته هي الوحيدة التي تصنع الكوفية ومصنعهم هو الوحيد الذي يصنع هذا الزي، مشيراً إلى أنهم يقومون بتصنيعها بقماش بمساحة 125× 125 سم.
وأساس الكوفية، كما يقول، اللونان الأبيض والأسود وهي الكوفية الأصلية التي تمثل التراث الفلسطيني، أما بقية الألوان فهم من قاموا بإدخالها، وهم أول من اشتغل الكوفية الملونة.
وبدأ ارتداء الكوفية في بداية القرن العشرين من قبل ثوار فلسطين للتخفي وتغطية وجوههم وكي لا يتعرف عليهم جنود الاحتلال الصهيوني، كما درج المزارعون على استخدامها لتقيهم من البرد وخاصة في ساعات الصباح الأولى أو للوقاية من حرارة الشمس ظهراً، وارتبطت الكوفية بنضال الشعب الفلسطيني ارتباطاً وثيقاً -كما يقول حرباوي – الذي كشف انه يعمل مع شقيقيه "عبد العظيم وعزات" في المصنع بدأب وحماس ونشؤوا على هذه المهنة التي ورثوها عن والدهم مطلع الستينات، ولم يكن قد تجاوز العاشرة عندما بدأ العمل فيها.
ولفت "حرباوي" إلى أن هناك كوفيات منافسة تأتي من الخارج وبخاصة من الصين، وهذا الأمر أثر بشكل كبير على مصدر رزقهم، ويضيف قبل أن يبدأ الاستيراد من الصين كان لدينا 15 آلة، وكنا نعمل حوالي 20 ساعة في اليوم، أما الآن، فليس لدينا سوى أربع آلات ولا نعمل سوى 6 ساعات او حتى أقل ومع ذلك سنستمر في المحافظة على مهنة والدنا.
ويحاول الإسرائيليون باستمرار سرقة الزي الفلسطيني وتجيّيره لمصالحهم الاقتصادية والثقافية وتسويقه على أنه اسرائيلي، ففي تشرين الأول اكتوبر 2015 ظهرت عارضات أزياء إسرائيليات خلال "أسبوع تل أبيب للموضة" وهن يرتدين الكوفية باللونين الأبيض والأحمر وأخرى بالأسود والأبيض بحجة أنها "خطوة نحو السلام والتعايش" بين الفلسطينيين والإسرائيليين حسبما جاء على لسان المصمم القائم على العمل آنذاك "يارون مينكوفسكي".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية