أحيانا كثيرة تمر على الكاتب ملاحظات أو أفكار متعددة يحب او حتى يتمنى لو يكتبها او يتحدث عنها لكنه مهما حاول فلا يفلح, ليس لأنها من باب الممنوعات وهي كثيرة, بل لأنه يصعب عليه في حينها أن ينسج حولها ما يكفي من حوار ذاتي وحديث عن التبعات لأنها امور صغيرة حجما كبيرة أثرا, ويبقى يؤجلها المرة بعد المرة آملا أن يأتي الوحي بما يكفي من أفكار حقيقية وليست حشوا حول هذه الامور.
وقد لاحقتني لعنة مشابهة منذ مدة حتى مللت انتظار هذا الوحي البخيل وقررت جمع هذه الملاحظات وطرحها على القارئ كما هي, وانا واثق من أن مجرد الطرح سيؤدي الرسالة عند كل ذي لب...
- لاحظت منذ سنوات قليلة ظاهرة بدأت صغيرة ثم نمت وزادت حتى تحولت الى مشكلة كبيرة, وهي ان المدارس ما عادت في طابور الصباح تبث على طلابها النشيد الوطني او السلام الملكي او حتى الأغاني الوطنية الحقيقية, بل أن طلابنا يدخلون الى صفوفهم كل صباح على انغام وائل كفوري او فارس كرم, وفي احسن الحالات دبكات حسين السلمان او عمر العبداللات, وبالنسبة لطالباتنا فأليسا ونانسي هن سيدات موقف طابور الصباح!!
- في اذاعتنا المدرسية او بالاحرى ما بقي منها, لم تعد تبث الاحاديث النبوية ولا الآيات القرآنية ولا حتى الدروس والعبر التاريخية, وكل ما بقي هو بعض نكت سمجة, وامثال شعبية لا تؤدي أي غاية, وأيضا الكثير من الغناء الهابط, والمطالبات الادارية بضرورة الالتزام بدفع الاقساط المدرسية.
- قديما كنا شعبا ذواقا, نمتلك ذوقا مرهفا تجاه تقدير جهود الآخرين ونشاطهم, وايضا كنا نمتلك حسا مرهفا تجاه الفن الراقي والجيد, لذلك كانت الحفلات الفنية والمسرحيات الهادفة كثيرة وتغص بها المسارح, التي أيضا تغص بالرواد فلا تعود تجد مقعدا, وحتى في السينما كان للافلام العالمية الجادة نصيب, بل أن الاردنيين كانوا من الشعوب القليلة التي تتمسك بعادة التصفيق لكابتن الطائرة بعد الهبوط, والتصفيق في السينما بعد انتهاء الفيلم, أما اليوم فالمسارح خاوية الا من الاعمال السخيفة (الا من رحم ربي), والموسيقى الراقية دفنت دون أن يصلى عليها, والسينما يحكمها (اللمبي) بلا منازع, وما عادت دور العرض ولا ممرات الطائرات تشهد أي تصفيق اللهم الا لاستدعاء المضيفة او طلب زجاجة بيبسي من عامل مصري يجوب بين كراسي سينما شعبية!!
- قبل أيام تم (ترفيع) مدير مسلخ عمان السابق الدكتور وليد العجلوني الى رتبة مستشار على الرف!, الترفيع التجميدي هذا جاء على أثر تصريح غير صحيح نقل على لسان العجلوني من صحفي غير أمين اصطاد العجلوني عبر الهاتف أثناء حفل زفاف ابنته وأخذ منه كلمات قليلة فحرفها وصنع منها مصيبة ليس للعجلوني ناقة فيها ولا جمل, ورغم نفي هذا التصريح واعتذار المطبوعة عن النشر المغلوط, فقد استغل اعداء الرجل هذه الفرصة لينعموا عليه برتبة مستشار على الرف, وحتى اللحظة لم ينبر للدفاع عنه أحد كما لم يتحرك أحد لإحقاق الحق!
- وقبل ايام ايضا قامت اسرائيل بالاستيلاء على الحرم الابراهيمي, ومسجد بلال بن رباح وضمهما الى التراث اليهودي المزعوم, ورغم كارثية الموقف وكارثية الرد الرسمي العربي عليه, فإن ما وجدته بذات الحجم من المأساوية أن الصحف الاردنية والاعلام الرسمي الاردني قال: (ضم الحرم الابراهيمي وقبر راحيل الى التراث اليهودي), وهي صيغة اولا اقرت وجود هذا التراث وهو امر لا نقره عربا ومسلمين, واوحت بأن مسجد بلال بن رباح ليس ذا شأن بالأمر, بل المقصود هو (قبر راحيل) وهو المعلم الذي يوحي اسمه باليهودية, ونسي او تناسى اعلامنا الرسمي أن قبر راحيل وهي ام سيدنا يوسف عليه السلام, هو جزء صغير من معلم اسلامي كبير هو مسجد بلال بن رباح!
- اما آخر هذه الملاحظات وأظنها من اخطرها: ان الملكية الاردنية وعلى الخرائط الالكترونية التي تظهرها لخطوط سير الرحلات على شاشات طائراتها, كانت وما زالت تضع اسماء اهم المدن والعواصم التي تظهر على الشاشة سواء مرت بها الطائرة ام لم تمر, لكن وأثناء رحلتي الاخيرة على متن الناقل الوطني رأيت اسماء معظم المدن العربية والعالمية على الخارطة, الا القدس التي ارجو أنها سقطت سهوا فحسب!!.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية