و لا يصلحها سوى أن يكون الناس أحرارا, كما هو حال الزرع لا يصلحه إلا الماء والتراب والسقاية الحرث.أو كما هو حال الإيمان لا يصلحه إلا العلم والعمل.وأن الناس لا يمكنهم أن يعيشوا أحراراً إلا بوجود دستور لا تكبله أو تقيده قيود طائفية أو مذهبية.وإن اعتقدت أن القوانين لا يعبث فيها طامع أو فاسد أو أبناء ذوات ومتنفذين, أو ممن يملكون الجاه والمال التالد (الموروث) والطارف(المكتسب) والركاز(المدفون) والصامت( الذهب والفضة) والناطق (المواشي) و العقارات والبنوك والشركات والمعامل والمؤسسات الصناعية والتجارية, وأن ظننت أن الحرية لا يمكن لها أن تأخذ مداها الأوسع إلا بوطن ٍحرِ مستقلٍ فإن ما تعلمته يتناقض بالكامل مع قيم الحرية والديمقراطية على الطراز الأميركي ومنطق الكابوي الأميركي. وأن ما تعلمته وما تعتقده أو تظنه سيجر عليك غضب الإدارات الأميركية وحلفائها من قوى الاستعمار والامبريالية والصهيونية. لأن فهمك هذا يتعارض مع مفهوم الحرية التي تُصدره الإدارات الأمريكية بجيوشها الجرارة ووكالة مخابراتها وأجهزتها الأمنية. فالحرية بنظر الإدارة الأمريكية إنما يكون بإتباعك لما قد حددته وأطرته وقررته لك سلفاً لا بما تعلمته أو تحلم فيه أو تطمع في أن يتحقق أو أن يسود في العالم.فالحرية على الطريقة الأمريكية تقوم على معايير عجيبة.وأهمها: إن التزمت بهذه الوصفة أيها القارئ فأنت من رجال الحرية والإصلاح بنظر وإسرائيل وقوى الاستعمار والإدارات الأميركية ,وستحظى بلقاء الرئيس الأمريكي أو نائبه لأخذ الصور التذكارية,وستنعم بالرعاية والتكريم من قبل المحافظين الجدد وصقور الإدارة الأمريكية ومنظمة إيباك وباقي المنظمات الصهيونية وستكون نجم أحد السهرات الحمراء أو المخملية.وإن أبيتها فأنت عنيد تصر على أن تبقى وطني وشريف ومؤمن بالله, وحينها سيتهمانك على أنك إرهابي أو طاغية,أو تُروج وتنشر الشر والكراهية وتناصب العداء للسامية.
ما تعلمته أيها القارئ في مجتمعك ومحيطك عن الحرية يتناقض ويتعارض مع قيم الحرية على الطريقة الأمريكية.
فإن تعلمت أن الحرية هي الحياة, وأثمن ما في الوجود. وأن قوامها الفضيلة واحترام الآخر وتحمل المسؤولية.
1. فالحرية بالمنظور الأميركي تخول الإدارات الأميركية حق التدخل بشؤون باقي الدول.والحرية تعطي الإدارات الأميركية حق غزو واحتلال من تريد من الدول إن كان لها مصلحة في ذلك.
2. والحرية من وجهة النظر الأمريكية تبيح لها أن تقف مع باطل لإزهاق حقوق غيرها وكل حق يتعارض ومصالحها أو مصالح إسرائيل حليفتها الإستراتيجية, أو لا تستغيثه النفوس المريضة لبعض رموزها.
3. والحرية من وجهة النظر الأميركية تعطي كامل الحق للخونة والعملاء والمفسدون في الأرض ممن يهيمون بحب إسرائيل والإدارات الأمريكية التحرك بحرية لمعاداة وإسقاط أنظمة بلادهم الوطنية,ومعاداة قوى التحرر الوطني وفصائل المقاومة الوطنية وحتى التجسس والتآمر عليها.
4. والحرية من وجهة النظر الأميركية تعطي إدارتها كامل الحق في توصيف وتحديد الإرهاب وكثير من الأمور الأخرى. فبنظرها كل من يرضي الله ويسمي الأمور بمسمياتها,أو ينتقد ما تمارسه هي وإسرائيل من عدوان وإرهاب وإجرام وتعدي على حقوق الغير , أو من ينتقد حصار غزة, أو الغزو الأمريكي للعراق,أو يتعرض لمصالحهما عن قصد أو غير قصد,أو يتخذ قرارات تخدم مصالح بلاده والتي قد تتعارض مع مصالحهما ستعتبرها مساً بمصالحها, أو يعادي إسرائيل ولا يراعي مصالحها,أو أن يعلي مصالح بلاده العليا على مصالحهما ستتهمه على أنه إرهابي أو ممول له, أو مارق أو طاغية.
5. والحرية من وجهة النظر الأميركية تبيح لها ولإسرائيل حق ملاحقة ومطاردة ومصادرة ممتلكات كل من يعارض أو يتصدى أو يقاوم أعمالهما الإرهابية والإجرامية والعدوانية. وحتى حرمانه من أن يحظى بفيزا سفر خارج بلاده ولو كانت بهدف زيارة أقاربه أو علاجه أو لحضور مؤتمر.أو حتى إحالته للتحقيق إلى لجنة تحقيق دولية بتهم وذرائع كاذبة ومفبركة المحققين فيها من طراز ديتليف ميليس. أو اعتقاله في سجون لا يعلم سوى الله مجراها ومستقرها ومرساها. وربما شحنه كما تشحن البضاعة إلى معتقلات وسجون وأقبية تعذيب أو معتقل غوانتاموا سيء الصيت والسمعة.
6. والحرية من وجهة النظر الأميركية لها معايير وشروط يجب أن يلتزم بها مواطني باقي الدول. وعدم الالتزام بها معناه أن الحرية مفقودة أو منقوصة ومجتزأة في هذه الدول . وأهم هذه الشروط هي:
كم حمقى وأغبياء ومجرمون وإرهابيون حكام إسرائيل وبعض رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية والمحافظون الجدد حين يعتمدون هذه المعايير لمفهومهم القاصر للحرية!! والتي لن تجلب لهما سوى تحفيز الشعوب لنصرة الحرية ومقاومة أطماعهما الإرهابية و الشريرة والخبيثة, ودفعهم رغم أنوفهم ليحصدوا الهزيمة والذل والعار !!
الخميس:11/3/2009م
البريد الإلكتروني: [email protected]
[email protected]
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية