"سندس" شابة سورية من مدينة درعا أصيبت برصاصة قناص في رأسها أثناء الصراع في بلدها، بينما كانت تلعب أمام منزلها في بلدة "جاسم"، ولكنها لم تمت جراء الإصابة بهذه الطلقة النارية، بل تعيش حياتها رغم استقرار الطلقة في جمجمتها الصغيرة في مخيم "الزعتري" بالأردن، فيما آثر الأطباء عدم إجراء عمل جراحي لها لما يمثله ذلك من خطورة على حياتها.
واطلعت "زمان الوصل" على صور أشعة سينية تظهر بوضوح أن طلقة اخترقت جمجمتها واستقرت على بعد أقل من بوصة من غلاف المخ.
وأجمع الأطباء، الذين رأوا "سندس" فور إصابتها، على أن حالتها خطيرة وستموت خلال ساعات. وتدهورت حالتها بالفعل ودخلت في غيبوبة ثم بعد يومين بدأت في استعادة الوعي ولكنها تعرضت لشلل نصفي في الجانب الأيمن.
وتعيش اللاجئة "آلاء سرور" المتحدرة من مدينة حمص في منطقة "الخالدية" بالقرب من المفرق محتفظة برصاصة في أعلى صدرها، بعد أن اخترقت جسد زوجها وهما يقفان على شرفة منزلهما في حمص بعد 10 أيام من زواجهما ليُكتب لهما عمرٌ جديد وحياة مليئة بآلام وجراح لن تشفى.
أما "حسين شتيوي" فهو شاب في الـ26 من عمره من بلدة "علما" التابعة لـ"خربة خزالة" في درعا، كان نائماً في خيمته بمخيم "الزعتري" عندما أصيب بطلق ناري مجهول في رأسه ظل على إثره غائباً عن الوعي لثلاثة أشهر، ورغم مرور قرابة 8 سنوات على هذه الإصابة، إلا أنها لا زالت مستقرة في رأسه، حسب ما يؤكد والده.
مدير العون الطبي د. "يعرب العجلوني" يوضح لـ "زمان الوصل" أن حالة الأشخاص الذين يحملون في أجسادهم رصاصات مستقرة لا تصنف ضمن الحالات الحرجة، وربما كان إجراء عمليات جراحية لهم يشكل خطراً على حياتهم أكثر من استمرار الحال على ما هو عليه، ويقوم الطبيب الجراح عادة بقياس الخطورة ما بين التدخل الجراحي والضرر المتوقع أو الفائدة المرجوة ويقرر عندها ما يجب فعله.
فيما يؤكد الأخصائي النفسي الدكتور "باسل الحمد" للموقع أن التأثيرات التي ترافق حالات الأشخاص الذين يحتفظون بأجسادهم بطلقات نارية تتباين، ومنها الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والأكل وعدم قدرة هؤلاء الأشخاص على التكيف مع الحالة الجديدة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية