أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل ستمتد يد "تل أبيب" مجددا لانتشال بشار.. كواليس من لقاء "بوتين" و"بينيت"

لم يعد لدى أي من المتابعين للسياسة الروسية في عهد "بوتين" شك أن ملف حليفه بشار الأسد لا بد أن يكون حاضرا وبقوة، كلما سنحت لقائد الكرملين فرصة للقاء أحد كبار قادة الدولة العبرية، حيث كان الأمر يطرح بطريقة التورية حينا و"صريح العبارة" تارة أخرى.

اللقاء الأخير بين رئيس وزراء الدولة العبرية "نفتالي بينيت" و"بوتين" لم يشذ هن هذه القاعدة، ولكن قائد الكرملين كان أكثر مباشرة مع ضيفه الذي استقبله في منتجع "سوتشي"، حيث طلب الأخير من الأول أن يستفيد من حظوة تل أبيب الاستثنائية لدى واشنطن، في سبيل تخفيف العقوبات عن بشار الأسد.

هذا الطلب الذي نقله "بوتين" إلى بينيت" دون مواربة، كشف عنه واحد من أشد وسائل الإعلام موثوقية واطلاعا على كواليس الإدارة الأمريكية، وهو موقع "أكسيوس".

فيوم الجمعة الماضي، انتهز "بوتين" فرصة اجتماعه مع "بينيت"، ورفع إليه طلبا مفاده ضرورة التوسط لإنقاذ بشار الأسد من حبل العقوبات الملتف حول رقبته، والذي يمكن أن يقوض ما تبقى له من "شرعية" في عيون مواليه، بعدما بات هؤلاء أسرى ظروف معاشية لا تطاق.

تقرير الموقع الأمريكي ذهب إلى أن هدف "بوتين" من توسيط "بينيت" لتخفيف العقوبات، إنما يتمثل في "إتاحة المجال أمام الشركات الروسية من أجل الحصول على معظم الاستثمارات الضخمة في مشروعات إعادة إعمار سوريا، في سبيل تنمية إيرادات روسيا وتعزيز تأثير موسكو على الاقتصاد السوري".

وذكّر "أكسيوس" أن مشروعات إعادة الإعمار في سوريا تعاني من التعثر، بسبب "قانون قيصر، الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أواخر 2019.

ولضمان أكبر تجاوب مع طلبه، لوح "بوتين" بورقة تغول النفوذ الإيراني بوجه ضيفه، محذرا إياه من أن وضع الشركات الروسية في دائرة العقوبات إذا ما نشطت في سوريا، سيعزز حجم نفوذ طهران وسيفتح مزيدا من الأبواب أمام الشركات الإيرانية للاستثمار في سوريا، باعتبار أن هذه الشركات خاضعة في الأساس للعقوبات وليس لديها ما تخشاه.

اللافت أن وسائل محسوبة على الإيرانيين وتابعة لهم، احتفت بخبر طلب وساطة "تل أبيب" لرفع العقوبات عن بشار وأبرزته، ومن بينها جريدة "الأخبار" اللبنانية، وذلك في إطار النزاع الإيراني-الروسي على ما تبقى من الكعكة السورية، وفي إطار تظهير موسكو كحليف أبدي لتل أبيب يمكن أن يبيع كل حلفاءه الآخرين لأجلها، مقابل إيران التي تحالف نظام الأسد على أساس عقائدي لا يتزعزع، كما يزعمون.

ومنذ اندلاع شرارة الثورة السورية، كان نظام الأسد وتل أبيب حريصين على تبادل الرسائل التي تؤكد ترابط مصيريهما ووحدة مسارهما، ولعل رسالة "رامي مخلوف" التي أكدت أن أمن إسرائيل من أمن النظام وأن زواله قد يهدد بزوالها، كانت من أبكر تلك الرسائل وأشدها وضوحا من جانب النظام، أما من جانب تل أبيب فإن التلميحات والتصريحات بضرورة بقاء الأسد أكثر من تخطئها عين.

زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (80)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي