أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مقارنات عربية إيرانية‎ .. نضال نعيسة

في خضم وحمأةحالة الاستقطاب الحاد هذه التي تشهدها الساحة ، ولاسيما لجهة "الهمروجة" الإعلامية الأخيرة المثارة حول عروبة الخليج، تلوح للمتابع المقارنات القاسية والمرة، التي لا يمكن إغفالها وتجاوزها، بين العرب وإيران، وهي بنفس الوقت وقائع وحقائق دامغة، قد تزعج البعض، لكن ومهما ستكون تأويلات البوح بها وبصوت عال، ، فإن ذلك لا يغير من طبيعة كونها حقائق ملموسة على الأرض يستدركها ويستشعر بها حتى من فقد كل حس. ومنها على سبيل المثال لا الحصر وفي هذه العجالة.

فإيران مثلاً تطلق صواريخ القاهر، 1، والقاهر 2، وسلسلة "الشهابيات"، والحسين، والظافر، والأقمار الصناعية، وهم يطلقون فتاوى التدويث الشامل، والقنوات الماجنة الراقصة، ويطورون أحدث الأساليب الجهنمية لتزييف وعي الإنسان وتضليله وتشذيذه والقضاء على إنسانيته.

إيران تدعم حماس وحزب الله، بالمال والسلاح، وهم يفرضون الحصار على غزة، ويتآمرون على حركات المقاومة، ويقفون مع المحتل الغاصب الإسرائيلي، ويستقبلون زعمائه، ولا يدينون جرائمه ضد أبرياء غزة وأطفقالها, لا بل إن أحد شيوخهم المعتبرين الموقرين، نهى عن تأييد حماس والقيام بمظاهرات التأييد لها، باعتبار أن ذلك يلهي عن الصلاة، وهو من الفساد في الأرض.

أحمدي نجاد يهدد إسرائيل ويتوعدها بالزوال، ويتحدى المشروع الأمريكي والصفوي، وهم يطلقون المبادرات السلمية ويتوددون لإسرائيل ويتوسلونها لقبول مبادراتهم السلمية التي تطيل في أمد وعمر وبقاء هذا الكيان السرطاني الاستيطاني الإجرامي في المنطقة، ويتباهون بصداقتهم مع مجرمي الحرب الصهاينة. وإيران تطالب بحقوقهم وهم يطالبون بحقوق إسرائيل، إيران تسابق الزمن، وهم يتسابقون بالهجن والبعير.


إيران تقطع علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اللتان تمثلان رأس حربة المشروع الإجرامي في المنطقة، وهم يتهارعون لمد الجسور مع أمريكا وإسرائيل وفتح السفارات، ومكاتب التمثيل، وإيران تغلق السفارة الإسرائيلية، وتفتتح بدلاً عنها، وفي مكانها، في رمزية لا تخفى على لبيب، سفارة إسرائيل، فيما قام أكثر من بلد منهم بطرد زعماء المقاومة من بلدانهم و"التعفف" عن استقبالهم كرمى لإسرائيل.

إيران تحاول أن تنظف الخليج من الوجود العسكري والبحري الأمريكي في الخليج وجعله منطقة خالية من النفوذ العسكري الأمريكي، وهم يفتحون أراضيهم للقواعد العسكرية الأمريكية، وجعلوا من أراضيهم منطلقاً للعدوان على العراق وأفغانستان وغيرها من بلدان العرب والمسلمين، ويتوقع أن تكون "الضربة" الحماقة المقبلة من تلك الأراضي الطاهرة.

إيران تستثمر ثرواتها في بناء قوتها الذاتية وتطوير برامج علمية هائلة وخارقة، وتنضم لنادي الكبار النووي في العالم وتصرف أموالها على دعم المقاومات، وهم ينفقون أموالهم في المواخير وكازينوهات القمار، ويستثمرون ثرواتهم في بناء الفنادق والمنتجعات والرقص والمجون وبناء الأبراج ليسكنها الهنود ويتمتع بها اليهود، ووضعها في البورصات والبنوك الأمريكية التي تعلن إفلاسها فيما بعد، وتفلس معها، مشيخات تعجز عن سداد ديونها، ويعود كل إلى أصله، ويا دار ما دخلك شر.

إيران فتحت من زمان، وتفتح حدودها أمام السوريين، ليصبح التنقل بين هذين البلدين الصديقين من دون تأشيرات وفيزا وإجراءات وتعقيدات أخرى، فيما لا زالوا هم يطبقون على السوريين، وعلى غيرهم من العرب والمسلمين تحديداً، أقسى الإجراءات الإدارية، وفنون الإذلال والمهانة والتنكيل، وتفرض عليهم قانون الكفيل العنصري، الذي تأباه وتأنفه قبائل الأدغال، وتتبرأ منه كافة شعوب الأرض.

إيران تصدر للعالم السجاد العجمي الفاخر المشهور دولياً، والفستق الحلبي، والكافيار، والسيارات، والحافلات، والخضار والفواكه، وهم يصدرون للعالم القتلة والسحرة والمهرجين، والتكفيريين، وفتاوى الإجرام، والفكر العنصري الخبيث، ووعاظ الدجل والموت والتدليس وقطع الرقاب.

إسرائيل تطارد العلماء الإيرانيين في كل مكان من العالم، وتنجح في اصطياد مسعود على محمدي أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران، في بداية هذا العام، نظراً لما يشكلونه من خطر على الأمن القومي الإسرائيلي، فيما لم نسمع ولا مرة عن محاولة اغتيال إسرائيل لشيخ نفطي، أو عالم هجن بدوي وزير نسوان عربي، ورغم أن تلك المشيخات مفتوحة سداحاً مداحاً أمام الموساد الإسرائيليي، كما تبين في فضيحة اغتيال المبحوح.

اتسمت سياسات إيران مع سوريا، بشكل خاص، ومع العالم بشكل عام، بالكثير من الثبات والاستقرار والالتزام والانسجام، واتسمت العلاقات والسياسات العربية فيما بينها، ومع العالم بشيء من الغدر والتلون، والتذبذب والرياء والخبث البدوي المعروف، والاحتيال.

مواطنو إيران وحين زيارتهم للدول الأخرى، وخروجهم من بلدهم، وقد رأيت كثير منهم في غير مكان، يتوجهون إلى المزارات الدينية المقدسة، ويلتزمون بسلوك شخصي فيه شيء من الوقار والاحترام والالتزام، والمواطنون "إياهم" و"اللي بالكم منهم"، يتوجهون إلى الملاهي والكباريهات، وتتميز سلوكياتهم بالمجون والفجور والطيش والتهتك والانحلال.

إيران تخصب اليورانيوم عبر آلاف أجهزة الطرد المركزي للطاقة الكهربائية للأغراض السلمية، وهم يخصبون العقول بالخرافات والأضاليل والأباطيل عبر آلاف الفتاوي والوعاظ الدجالين القتلة التكفيريين، ويصدرون قرارات "الطرد" المركزي التعسفي الجائر واللا إنساني بحق المقيمين الفقراء والمهاجرين.

هذه بعض من الحقائق والمسلمات البسيطة المعروفة للقاصي والداني ولرجل الشارع البسيط والعادي، وسلسلة سريعة من الوقائع والحقائق الدامغة التي نرجو ألا نكون قد حابينا بها أحد، أو نكون، بالوقت ذاته، قد تجنينا بها على أحد، أو على الإطلاق. وما ظلمناهم وكانوا أنفسهم يظلمون.

(113)    هل أعجبتك المقالة (90)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي