أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة أبو قنبلة باكستان النووية عبد القدير خان عن 85 عامًا

خان - ارشيف

توفي عبد القدير خان، الشخصية المثيرة للجدل المعروفة باسم أبي القنبلة النووية الباكستانية، الأحد بعد صراع طويل مع المرض، حسبما قال وزير الداخلية الباكستاني. كان عمره 85 عاما.

وضع خان باكستان على طريق التحول إلى قوة نووية في أوائل السبعينيات. قال وزير الداخلية الشيخ رشيد أحمد إنه توفي في مستشفى بإسلام آباد. لم يخض في التفاصيل.

كان خان مثارا للجدل الذي بدأ حتى قبل عودته إلى باكستان من هولندا في السبعينيات، حيث كان يعمل في منشأة للأبحاث النووية.

اتهم لاحقا بسرقة تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي من المنشأة الهولندية التي كان سيستخدمها فيما بعد لتطوير أول سلاح نووي باكستاني، وفقا لبحث أجرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

عرض خان، الحاصل على درجة الدكتوراه في هندسة المعادن من الجامعة الكاثوليكية في لوفين في بلجيكا، إطلاق برنامج الأسلحة النووية الباكستاني في عام 1974 بعد أن أجرت جارتها الهند أول "تفجير نووي سلمي".

تواصل مع رئيس الوزراء آنذاك ذو الفقار علي بوتو لعرض التكنولوجيا لبرنامج الأسلحة النووية الباكستاني. كان بوتو لا يزال يتألم من خسارة عام 1971 لباكستان الشرقية، التي أصبحت بنغلاديش، وكذلك أسر الهند لنحو 90 ألف جندي باكستاني، ليقرر قبول العرض. قال مقولته الشهيرة: "نحن (الباكستانيين) سنأكل العشب، بل ونجوع، لكننا سنمتلك (قنبلة نووية) خاصة بنا".

منذ ذلك الحين، واصلت باكستان بلا هوادة برنامجها للأسلحة النووية جنبا إلى جنب مع الهند. تم إعلان كلتا الدولتين من الدول الحائزة للأسلحة النووية بعد أن أجريا تجارب أسلحة نووية عام 1998.

لطالما كان برنامج باكستان النووي وتورط خان مثار مزاعم وانتقادات.

جرى اتهام خان من قبل الولايات المتحدة بتبادل الأسرار النووية مع الجارة إيران ومع كوريا الشمالية في التسعينيات بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على باكستان بسبب برنامجها للأسلحة النووية.

على مدى 10 سنوات خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان المجاورة، صدق رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون على أن باكستان لا تطور أسلحة نووية.

كان التصديق ضروريا بموجب القانون الأمريكي، للسماح بمساعدة الولايات المتحدة للمتمردين المناهضين للشيوعية عبر باكستان.

لكن في عام 1990، بعد أشهر فقط من انسحاب القوات السوفيتية في عام 1989 من أفغانستان، فرضت واشنطن عقوبات صارمة على باكستان، منهية بذلك جميع المساعدات للبلاد، ومنها المساعدات العسكرية والإنسانية.

جرى اتهام باكستان ببيع تكنولوجيا أسلحة نووية لكوريا الشمالية مقابل صواريخ نو – دونغ القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

قال تقرير لمركز أبحاث الكونغرس لعام 2003 إنه في حين أنه من الصعب تحديد نشأة التعاون النووي الباكستاني مع كوريا الشمالية، فمن المحتمل أن يكون قد بدأ في منتصف التسعينيات.

في وطنه باكستان، تمت الإشارة إلى خان كبطل وأب للقنبلة النووية. ووصفته الأحزاب الدينية الراديكالية بأنه أب للقنبلة النووية الإسلامية الوحيدة.

كان خان مرفوضا من قبل الديكتاتور الباكستاني، الرئيس الجنرال برويز مشرف، بعد عام 2001 عندما تعرضت تفاصيل بيع خان المزعوم لأسرار نووية للتدقيق مجددا.

وندد خان بشدة بمشرف ومحاولته إبعاد الدولة عن أنشطته، ونفى على الدوام تورطه في أي عمليات بيع أو تبادلات سرية لتكنولوجيا الأسلحة النووية.

عاش خان بعيدا عن الأنظار في أغلب الوقت في السنوات الأخيرة، وبدأ تأبينه من قبل زملائه العلماء والسياسيين الباكستانيين سريعا بعد وفاته.

وصفه رئيس الوزراء عمران خان بأنه "رمز قومي"، حيث وفر برنامجه للأسلحة النووية "الأمن ضد جار نووي عدواني أكبربكثير. وكان بالنسبة لشعب باكستان بمثابة الرمز الوطني".

وقال زميله العالم الدكتور سامار مباركمند إن خان كان كنزا وطنيا تحدى المحاولات الغربية لكبح البرنامج النووي الباكستاني.

أضاف "كان من غير المتصور بالنسبة للغرب أن تحقق باكستان أي انجاز، لكن في النهاية اضطروا للاعتراف بإنجاز الدكتور خان في صنع الأسلحة النووية للبلاد".

توفي خان في مستشفى كيه آر إل بالعاصمة إسلام أباد بعد صراع طويل مع المرض.

وكان من المقرر أن يدفن بتكريم رسمي بعد ظهر اليوم الأحد عند مسجد بالعاصمة.

أ.ب
(119)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي