لوح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بإمكانية أن تقوم بلاده بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، مطالباً الولايات المتحدة بتزويده بـ«الأدوات» لتنفيذ المهمة، على حين اعتبر أن وضع «نهاية» للصراع مع سورية هو «أمر استراتيجي لإسرائيل».
وقال باراك: «ليس سراً أنني، وزيراً للأمن حاضراً وسابقاً والمؤسسة الأمنية عموماً، على قناعة بأن وضع نهاية للصراع مع سورية هو أمر إستراتيجي لإسرائيل. كلنا على علم ما الموضوع على الطاولة وأي قرارات يجب اتخاذها لدى الطرفين. هذه فرصة أكثر مما هو تهديد إذا قمنا بتوجيهها بحكمة، وإذا حفظنا احترام الطرف الثاني في جميع المراحل، إلى جانب ذلك نحن أقوياء بما فيه الكفاية لمواجهة أي تدهور في الحدود الشمالية، نحن غير راغبين في ذلك ولن نبادر إليه».
وحول احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران، قال باراك: إن تل أبيب لن تطلب من الأميركيين القتال بدلاً منها، بل إنها بالأساس تمسكت بما سبق أن قاله رئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل: «أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة».
في الوقت نفسه استبعد باراك قيام إيران بمهاجمة إسرائيل بأسلحة نووية، مرجحاً أن تستخدم طهران هذه الأسلحة لتخويف ما سماه «أعداءها» في الشرق الأوسط. إلا أنه حذّر من تطور القدرات الإيرانية، التي قال إن مخاطرها «تمتد لأبعد من إسرائيل» وإن كان قد استبعد أن «تجن إيران» لدرجة توجيه ضربة صاروخية لبلاده.
وقال باراك في كلمة ألقاها الجمعة في معهد الدراسات الإستراتيجية في واشنطن ونقلتها الإذاعة الإسرائيلية: حتى إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، فإنه من المشكوك فيه أن تستخدمها في منطقتنا، معتبراً أن إيران تدرك جيداً عواقب استخدامها مثل هذه الأسلحة في هجوم ما، مضيفاً: إن القادة الإيرانيين متطرفون ولكنهم ليسوا مجانين.
وأثنى باراك الذي يزور واشنطن لإجراء محادثات إستراتيجية على الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتشديد العقوبات على إيران، معتبراً مع ذلك أن هذه الجهود لن توقف المساعي الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية.
وحض باراك الولايات المتحدة والقوى الكبرى على إبقاء «كل الخيارات مطروحة على الطاولة بمواجهة إيران».
في المقابل قالت إيران: إن أول سرب لمقاتلات «الصاعقة» المحلية الصنع بات جاهزاً لمواجهة «أي تهديد جوي محتم»، ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن مساعد العمليات الجوية لسلاح الجو، محمد علوي أن العاملين بسلاح الجو الإيراني وفي وزارة الدفاع «صنعوا المقاتلات ومعداتها في داخل إيران دون الحاجة إلى الآخرين».
واعتبر علوي تدريب الطيارين في داخل إيران «من أهم نقاط القوة للوطن» وذكر أن مقاتلات «الصاعقة» «بإمكانها التحليق فوق سطح الماء واليابسة واستهداف الموقع من بعد، معرباً عن أمله في أن يتم إنتاج الجيلين 4 و5 من هذه المقاتلة أيضاً.
وحدد المسؤول العسكري الإيراني مهمات السرب بالقول إنها «تكمن في اعتراض الطائرات المعتدية والتصدي لها واستهداف المواقع البرية في أي وقت»، بالإضافة إلى قدرتها على حمل القنابل وأنواع من الصواريخ والمدافع الرشاشة.
وتأتي تصريحات علوي بعد يوم واحد من زيارة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى سورية، التي اعتبرتها الصحف الإسرائيلية «أمراً خطيراً» على أمن إسرائيل.
وقالت صحيفة معاريف: إن نجاد تم استقباله في دمشق استقبال الملوك، وهذا أمر خطير على الأمن الإسرائيلي موضحة أنه لو كان هناك مفاوضات مع سورية الآن لما وصل نجاد إلى دمشق، وزال خطر الحرب، ولو بشكل مؤقت. وأنه لو كان هناك نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين لما وقعت المواجهات في الخليل، ولكانت صورة إسرائيل أفضل في العالم، وكان بالإمكان عزل إيران، وتحييد الخطر الماثل من حزب اللـه وحماس، بحسب تعبير صحيفة معاريف الإسرائيلية.

كما استبعد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، وقوع حرب في الصيف المقبل مع لبنان، مشيراً إلى أن فرصة السلام مع سوريا قد تتبدد في ظل وجود حزب الله، بينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إن تل أبيب غير معنية بأي تدهور في المنطقة.
وقال بيريز، خلال جولة أجراها أمس في إصبع الجليل بالقرب من الحدود اللبنانية، إن «ما يقوم به (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله لا يتلاءم والمصلحة اللبنانية، فإسرائيل ليست سوى ذريعة لديه، وهدفه الحقيقي هو مصلحة إيران والنيات الموجودة لديها للسيطرة على المنطقة العربية»، مشيراً إلى أن «نصر الله وزمرته يستمرون في تبذير الأموال على شراء الصواريخ وتهديد إسرائيل، بينما هدفهم الحقيقي هو الهيمنة الإيرانية على الدول العربية في الشرق الأوسط».
ورداً على تلميذة في إحدى مدارس مستوطنة حتسور في الجليل، وسؤالها عن الحرب وإمكان وقوعها مع حزب الله، أكد بيريز أنه «لا نيّة لوقوع حرب على الحدود الشمالية، وإسرائيل تتطلع إلى تحقيق السلام»، مشيراً إلى أن «تل أبيب لا تهدد لبنان، بل تسعى إلى العيش معه في سلام، ولذلك لا حاجة لشراء الأسلحة».
واتهم بيريز حزب الله بأنه هو السبب الذي يحول دون تحقيق السلام، مشيراً إلى أن «موقف هذا التنظيم يمنع تحقيق السلام مع لبنان وسوريا، مع أنه يمكن التوصل في الأساس إلى هذا السلام».
وبحسب بيريز، فإن «حزب الله لا يهدد إسرائيل فقط، بل لبنان أيضاً، إذ يمنع عنه أن يصبح سويسرا الشرق الأوسط، والأمل هو أن يتوقف هذا التنظيم عن السجود لإله الصواريخ، وأن يبدأ بالصلاة لإله السلام، وبالتالي أن تتوقف محاولاته جرّ لبنان إلى المواجهة العسكرية».
إلى ذلك، شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، على أن «إسرائيل غير معنيّة بتدهور أمني في المنطقة»، لكنه قال «إننا نتابع ما يحدث عن كثب، ونحرص على الحفاظ على الجيش مستعداً ورادعاً ومتأهّباً».
وجاء كلام أشكنازي خلال مراسم إنهاء تدريب عسكري لقيادات أركانية في الجيش الإسرائيلي. وبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، فإن «التدريب يهدف إلى فحص جهوزية القيادات والأذرع والشعب العسكرية المختلفة، ويحاكي سيناريوهات متعددة، منها حرب على الحدود الشماليّة تشمل سوريا ولبنان».
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة قد أفادت بأن إسرائيل بعثت برسائل طمأنة إلى الأطراف المعنية في المنطقة بأن المناورات بغرض التدريب ولا نيّات عدوانية من ورائها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية