سربت مجموعة تطلق على نفسها اسم "عدالت علي" مقاطع فيديو من داخل سجن "إيفين" الإيراني من خلال اختراق الكاميرات الأمنية داخل السجن وتظهر هذه المقاطع التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة جانباً من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق السجناء الإيرانيين، وتقدم أدلة بصرية مروعة على الضرب والتحرش الجنسي والإهمال المتعمد وسوء المعاملة لمن هم بحاجة إلى رعاية طبية، وهو ما وثقته منظمة العفو الدولية لسنوات.
ومن بين مقاطع الفيديو الـ16 التي راجعتها منظمة العفو الدولية، يظهر سبعة حراس سجن يضربون أو يسيئون معاملة السجناء.
ثلاثة غرف سجون مكتظة ثلاث حالات من الاعتداء على النزلاء من قبل نزلاء آخرين، عرضان لإيذاء النفس، وإحداهما تظهر زنزانة انفرادية في ظروف قاسية وغير إنسانية.
وفي أحد مقاطع الفيديو بتاريخ 31 آذار مارس/2021، شوهد مسؤول سجن يضرب ويلكم سجينًا في وجهه في وجود مجموعة من السجناء، ما تسبب على ما يبدو في نزيف من أنف الضحية، وفي تاريخ آخر بتاريخ 21 أيلول ديسمبر 2020، شوهد اثنان من مسؤولي السجن يدفعان ويدفعان ويضربان ويركلان سجينًا مكبل اليدين على رأسه وظهره بحضور عدة مسؤولين آخرين، ثم يجرونه على الأرض.
وبعد الانتشار الواسع لصور التعذيب الوحشي في سجن إيفين أكد مسؤولون إيرانيون كبار صحة اللقطات، في اعتراف نادر بالمسؤولية، وقال رئيس منظمة السجون الإيرانية، "محمد مهدي حاج محمدي"، في تغريدة بتاريخ 24 آب أغسطس، إنه يتحمل المسؤولية عن "السلوكيات غير المقبولة" التي ظهرت في الشريط، ووعد بالعمل من أجل محاسبة المسؤولين ومنع التكرار.
كما أقر رئيس مصلحة السجون الإيرانية "محمد مهدي حاج محمدي" عبر تغريدة على "تويتر" بارتكاب عناصر في أجهزته ما وصفه بـ"ممارسات غير مقبولة"، وقال "أتحمّل مسؤولية هذه الممارسات غير المقبولة وأتعهّد عدم تكرار هذه الأفعال والتعامل بحزم مع المرتكبين"، الملفت في تغريدة رئيس مصلحة السجون -وفق ناشطين- أنه اعتذر من الله ومن القائد (خامنئي) ومن الأمة ومن حراس السجون.

ولم يعتذر من السجناء (الضحايا) عن الممارسات التي وصفها بـ"ممارسات غير المقبولة" - وهذا دليل واضح جداً على صدق تعهده بـ "عدم تكرار هذه الأفعال والتعامل بحزم مع المرتكبين"!
وبدورها قالت "منظمة مجاهدي خلق" المعارضة في تقرير نشر على موقعها الرسمي إن مسؤولي الإيرانيون يخضعون بشكل روتيني الرجال والنساء والأطفال وراء القضبان للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة، لا سيما عند خضوعهم للاستجواب في مراكز الاحتجاز التي تديرها وزارة المخابرات والحرس الثوري ووحدة التحقيق التابعة للشرطة الإيرانية. (آگاهي). بعيدًا عن الرأي العام.
وفي 24 آب/أغسطس، أصدر رئيس القضاء الإيراني، "غلام حسين محسني إیجئي" تعليمات مكتوبة إلى المدعي العام الإيراني يطلب فيها "آن یتم إجراء تحقيق في قضية معاملة السجناء من قبل مسؤولي السجن و/أو السجناء الآخرين [في سجن إيفين] على وجه السرعة وبعناية".
وبدوره قال الناشط والمعارض الإيراني "خالد عبد الرحيم" لـ"زمان الوصل" إن نزلاء السجون الإيرانية يعيشون في عنابر سيئة للغاية ومزدحمة والعديد منهم ليس لديهم أسرة للنوم عليها وينامون على الأرض الملوثة، مضيفاً إن عمليات الإعدام الممنهجة والتعذيب الوحشي بحق المساجين العاديين والسياسيين في إيران ارتفعت خلال الأشهر الماضية إلى جانب عمليات التعذيب التي تتمثل -كما يقول- في الجلد والصدمات الكهربائية والإعدام الوهمي والإيهام بالغرق والعنف الجنسي والتعليق والتغذية القسرية للمواد الكيميائية والحرمان المتعمد من الرعاية الطبية، ما أثار القلق والتحذير لدى المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان ومنها منظمة العفو الدولية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية