كنت أحاول أن أخفف بعض ملابسي عندما دخل ، اقترب مني ، قال دون أن يتطلع في وجهي :
ــ بابا .. هذا ثمن الجهاز .. اشتر واحداً آخر بديلاً عنه ..
فاجأني ، فتطلعت في وجهه مستفسراً ... ولما لم يجب ، بادرته :
ــ لماذا تريدني أن أشتري واحداً آخر ..؟
ــ كنت ... تعطل معي .. لدي مايكفي من النقود لشراء واحد جديد ...
توقع أن أثور في وجهه ، فأشاح به وابتعد قليلاً ..
رجوته أن يقترب ، أحس بدفء العبارة ، فدنا بخطوات أكثر وثوقا ..
احتضنته ، قبلته ، انسابت دموع على وجنتي ، اختنقت كلماتي ..
قال وهو يرفض أن يستعيد نقوده :
ــ لاتخف ياوالدي .. لايزال معي من النقود لشراء هدية لك ولأمي في عيدها ، لقد اتفقت مع أختي على ذلك ، منذ زمن ونحن نلم مصروفنا اليومي لهذا الغرض ، لقد صار معنا ( كومة مصاري ) .. كومة ياأبتي ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية