انهار حزب الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" الوسطي في الانتخابات المحلية التي أجريت نهاية هذا الأسبوع وفشل حزب "مارين لوبان" اليميني المتطرف، ما يتنافى مع توقعات بأن يكون السباق الرئاسي المنتظر خلال 10 أشهر سيكون منافسة بين السياسيين.
ووفقا لتقرير أجرته وكالة "أسيوشيتد برس" الأمريكية فإن نتائج تصويت الأحد عززت الآن من آمال التيار المحافظ المشتت بعد سنوات من الأزمات الداخلية، ليمثل تحديا خطيرا أمام ماكرون ولوبان في انتخابات الرئاسة نيسان/أبريل 2022.
وأوضح التقرير أنه طالما سيطر الاشتراكيون وأنصار ديغول المحافظون على المشهد السياسي في فرنسا، لكن الهزائم الانتخابية وأزمات القيادة أنهكت القوتين.
وخرج حزب الجمهوريين من الحكم منذ خسر الرئيس آنذاك نيكولا ساركوزي إعادة انتخابه في 2012. وهزم الرئيس الاشتراكي الذي لم يتمتع بشعبية، فرنسوا أولاند، والذي لم يسع لفترة رئاسة ثانية، على يد ماكرون، وزير اقتصاده الذي اجتاح جناحي السياسة لخوض السباق في 2017 بحزب حديث وكانت لوبان في مواجهته.
وخلال آخر انتخابات محلية، لم يكن حزب ماكرون قد أنشئ بعد.
وتظل الخارطة المحلية بدون تغيير بعد انتخابات الأحد، فيما تمسك اليمين السائد بسبع أقاليم كانت تحت سيطرته في السابق، ويحتفظ الاشتراكيون بخمسة، مع إعادة انتخاب كل من كان في المنصب بالفعل.
وقال "برايس تينتورير" المدير الإداري لمؤسسة إبسوس لاستطلاعات الرأي عبر الإذاعة الفرنسية "هذا تأكيد على أن الانقسام بين اليمين واليسار لم يمت،" كما كان يظن.
لكن تصويت الأحد أسفر عن أقل نسبة إقبال على الإطلاق، ناخب واحد فقط من ثلاثة ذهب إلى مراكز الاقتراع.
وصرح المحامي "غيلبرت كولار" من حزب التجمع الوطني الذي تقوده لوبان "لقد أفسدناها تماما"، في إشارة للإقبال "السيء".
وكان رفض معظم الناخبين الذهاب لصناديق الاقتراع يعني أن الفائزين "اختيروا بشكل سيء" على حد قول الفرنسيين، بالرغم من هوامش الفوز الكبيرة.
ولم يمنع هذا اليمين المحافظ من الاحتفال والتخطيط لاستراتيجيات العودة للسلطة.
والتقى "خافيير برتران"، المحافظ الذي احتفظ بمنصبه كرئيس إقليم اوت دو فرانس شمال البلاد- وهي قاعدة لليمين المتطرف- اليوم الاثنين بماكرون خلال زيارة رئاسية إلى مصنع رينو في المنطقة.
وهنأ ماكرون برتران ثم قال وهو يغمز "هذه خطوة. كلنا نعلم ما ينتظرنا"، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة.
قال "كريستيان جايكوب" رئيس حزب الجمهوريين اليوم الاثنين إنهم سيعلنون مرشحهم في تشرين الثاني/نوفمبر. وأضاف "أظهرنا أننا راسخون، ولدينا القدرة على الفوز".
من جانبها، قالت "فاليري بيكريس"، مسؤولة اليمين عن إقليم باريس والتي فازت في انتخابات الأحد "لقد قدمنا فريقا بالغ الجمال لفرنسا".
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية