أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أجل، أنا حزين على عودة سوريا لحظيرة الذل والتغييب والقهر*

وريث رئاسة مريض نفسيا، لم يزل يعتد القهر والتفوّق عبر الاستقواء الأمني ومسك من تبقى من الشعب، من جوعهم وترهيبهم، هكذا كائن خطر دائم على سوريا.

سوّق اليوم معادلة القهر والحقد والانتقام، عبر ثلاثية مباشرة وآلاف الرسائل السرية والتي يمكن استنتاجها تحليلا.

انتخب في دوما التي قتل اكثر من 40 الفا من بنيها، دوما أوائل من ثار وأشرس وأجرأ من تمرد على الذل والحيوانية.

استمر بقهر سوريي الداخل عبر تخويفهم وجرهم مرغمين لصناديق المسرحية.

وحاول قهر كل من خرج وطالب بدولة وحرية وقانون، بتسويق خطاب ومشاهد اليوم.

فقط لنفكر في كائن ثأري مريض، ينظر للحياة فقط، من منظار  قهر الآخر، وشاءت الأقدار والخوف والارادة الدولية والارتباط، أن يرث الحكم عن أبيه، ويستمر لأنه الأنسب، للعالم بأسره، بقتل أي أمل وحلم لتأخذ سوريا والسوريين، ما يوازي حجمهم وقدراتهم وتفوقهم.

فأي أمل للسجناء بالداخل، بواقع ما رأيناه، من انشغال النظام فقط، بإعادة إنتاج العبودية والتغييب والاذلال.

وهل يمكن لمن خرج، أن يفكر يوما بالعودة لسوريا، بعد مشاهد التخلي الدولي وفشل المعارضة وعودة سوريا إلى أبشع من قمع الأب بالثمانينات.
ضاعت سوريا إذا تماما وهذا بالضبط ما يسعى ويخطط له الوريث المعّقد.

بواقع حرص النظام على تسويق الرداءة والذل والغباء، ربما يضطر أي ساع للآدمية، أن يواجههم بمفرداتهم ونهجهم وطريقتهم، لتكون المحصلة، انحطاط عام يتم خلاله الاحتكام للمخاوف والمصالح واللجوء ربما للأقوى...

بمعنى مكثف، العودة إلى سوريا الأسد المنتصرة، من دون العناء والبحث منتصرة على من وكيف وماهي دلائل الانتصار وعقابيله على البشر والدخل والرفاهية والتنمية والمستقبل.

إذ بواقع زخ تلك الحملات، ومع الاستمرار وغياب البديل واستمرار القهر، سيتم تجاهل من قتل ومن سجن ومن نزح وتهجر..

وأيضا، تناسي الديمقراطية وحق العيش بحرية وكرامة وحقوق، ونسيان توريث السلطة والخيانة وبيع كل شيء، للبقاء على كرسي الوارث.

ما تابعته اليوم عبر توزيع الكاميرات والانتشار الأمني ومحاولات تسويق الديمقراطية والقهر، بل وخروج البسطاء عن النص والاملاءات، فواحد يقول اتينا لننتخب حافظ الأسد وآخر يسحب من امامه المايك وتنصرف عنه عين الكاميرا لشذوذه عن المتفق عليه، وعجوز يدفع للرقص ومسنة تستجر من مخاوفها لتردد الشعار، وجوقة محللين واعلاميين عرب، يساهمون بأجر، بتسويق نصر القائد وهزيمة سوريا والإنسانية والحلم.

كل ذلك يدعوا للشعور بالهزيمة وضياع الدم والنضال ومساعي النبلاء لتكون سوريا للسوريين، سوريا الدولة لا المزرعة، سوريا الحرية والكرامة ومنح الفرص.
وهذا، الشعور بالهزيمة، هو مطلب وغاية النظام، ليس على من خرج للحرية وعليه، بل وعلى أقرب مؤيديه والمغيبين، إذ بتفشي الهزيمة والاحباط والقمع والجوع، تستمر الانظمة القمعية وتتوارث.

وأما المنعة من مرض الهزيمة، بواقع الصمت على إعادة إنتاج أنظمة القمع والإبادة وقهر الشعوب، فلا يمتلكها إلا قلة من الاستراتيجيين أصحاب العقول الباردة الموقنين استحالة إنتاج نظام القتل، نفسيا وروحيا وعقليا .وعمليا، ولو اعترف العالم جميعه بشرعية الأسد القانونية والواقعية.

انتخابات اليوم هي عار على الإنسانية ودعاة الديمقراطية، وليس على الشعب السجين المقهور.

مع استثناءات لمًا رأيناه من رجال دين ودبيكة ومهللين، فهؤلاء كانوا شركاء بالقتل والحيؤولة دون الحرية والكرامة، وبالتالي هم شركاء بنصر قهر السوريين.

كل ما كان اليوم، وإن بتسويق رديء وإخراج فاشل، يدفع السوريين للخزن والبكاء والقهر ، على دم ووجع من مات ومن تهجر ومن ضحى.. والأهم على سوريا الكبيرة بتاريخها وناسها وثرواتها، التي يؤثر الحاقدون الصغار، ابقاءها صغيرة ذليلة فاشلة، وأداة بيد القياصرة والفرس لتمرير ماتبقى من اللا أمل والضياع والرضى من الحياة بالهروب والوجع والخيبة.

*عدنان عبد الرزاق - من كتاب "زمان الوصل"
(276)    هل أعجبتك المقالة (289)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي