أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ذكراها التاسعة.. ناشط يروي تفاصيل من مجزرة "الحولة"

من بين الضحايا 49 طفلاً

"مأساة وحشية شهدتها المدينة"، هكذا وصف رئيس بعثة مراقبة الأمم المتحدة الجنرال "روبرت موود" مجزرة "تلدو" بريف حمص الغربي التي تمر ذكراها التاسعة اليوم.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حصيلة هذه المجزرة 107 شهداء بالاسم الثلاثي والصور، موضحة أن بين الضحايا 49 طفلاً دون العاشرة من العمر، و32 امرأة.

وبحسب ناشطين وشهود عيان شارك في المجزرة التي وقعت بتاريخ 25/5/2012 كل من العميد الركن "محمد أنيس بدور" قائد "اللواء 67 دبابات" والمنفذ كل من العقيد أركان "علي خلوف" العقيد "علي حبيب" العقيد "محمد نصر خدام" النقيب "تمام رهيجة" المقدم "علي الجهني" المقدم "أيهم سلامة" والعشرات من قطعان الشبيحة وجيش الأسد.

وكانت قوات النظام قد بدأت قصف المدينة الواقعةعلى بعد 20 كم شمال حمص لمدة 14 ساعة متواصلة تمهيداً للمجزرة وخلّف القصف 11 شهيداً وعشرات الجرحى، تبعه اقتحام عناصر قوات النظام (الجيش والأمن والميليشيات المحلية والشيعية الأجنبية) مدعومة بعناصر من الشبيحة من قرى "فلة" و"القبو" لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف "تلدو".

وروى الناشط "أحمد الخضر" أحد أبناء البلدة المنكوبة لـ"زمان الوصل" أن المجزرة لم تكن وليدة وقتها، بل تم التجهيز لارتكابها من قبل، حيث دخلت أكثر من قوة من مخابرات وشبيحة من أبناء القرى المجاورة إلى بلدة "تلدو" ومنطقة "الحولة" عموما، مسنودين بجيش من "الفرقة 17" الذي كان يقوم بالتغطية النارية بينما كان من اقتحموا من خارج المنطقة.

وكشف محدثنا أن أهل "تلدو" علموا بالمجزرة من أناس خارجها لأن المنطقة التي شهدت بداية المجزرة كانت بعيدة عن البلدة.

وتابع "الخضر" أنه كان مع عدد من اصدقائه في صلاة الجمعة وبعد خروجهم اتجهوا إلى مظاهرة كانت وسط البلدة، وأعقب المظاهرة قصف شديد وعشوائي بدأ من الكلية الحربية في حمص بالصواريخ وقذائف الدبابات وكافة أنواع الأسلحة، وقامت قوات النظام -كما يقول- بالتغطية النارية للمجزرة من الاتجاه الشرقي والاتجاه الجنوبي والغربي الذي حصلت فيه المجزرة لكي لا يُسمع صوت الرصاص في تلك المنطقة.
وأردف المصدر أن المقاومة السورية كانت حينذاك تشتبك مع قوات النظام وحواجزه في "الدوار" و"المفرزة" و"مؤسسة المياه" الذي كان يتمركز فيه جيش النظام، ويقصف مدينة "الحولة" و"تلدو" منه.

وكشف "الخضر" أن القتلة قاموا بتكبيل أيدي الأطفال وتجميع النساء والرجال، ومن ثم ذبحهم بحراب البنادق والسكاكين ورميهم بالرصاص بعد ذبحهم في أفعال تعود في وحشيتها إلى عصور الظلام وشريعة الغاب، مضيفاً أن أغلب ضحايا مجزرة "تلدو" كانوا من عائلتي "عبد الرزاق" و"السيد" وبقية الضحايا استشهدوا نتيجة القصف، ومنهم 4 شبان استشهدوا في لحظة واحدة نتيجة قذيفة دبابة.

وتابع محدثنا أن أهل "الحولة" لم يعرفوا بالمجزرة إلا حوالي الساعة الخامسة عصراً وكانت المجزرة –كما يقول- دموية بامتياز وأظهرت الوجه الطائفي للنظام، وبدا ذلك من الكلمات والعبارات التي كانوا يرددوها وبالأسلحة التي استخدموها في ارتكاب المجزرة ومن لهجتهم الواضحة وسقط جرّاء المجزرة أكثر من 107 من بينهم طفل لم يتجاوز الشهرين من عمره.

وأضاف "الخضر" الذي كان من بين أول الواصلين إلى مكان المجزرة أن بيوت الأهالي كانت تبدو كبحيرة من الدماء، وتم نقل الضحايا باتجاه جامع البلدة الكبير الذي لم يستوعب جثث الضحايا، فتم نقل بقية الجثث إلى بلدة "كفرلاها" المجاورة، ولم يدفن الضحايا في اليوم الأول بانتظار لجنة المراقبين الدوليين التي قام ناشطون بالتواصل معهم للكشف عن المجزرة والضحايا.

وتابع محدثنا "بعد نقل جثث الضحايا كان في منزل أقربائه فاتصلت بهم إحدى السيدات في (تلدو)، وأبلغتهم أنها مصابة بالقرب من المشفى الوطني وتحتاج لمساعدة وحوالي الساعة 3 صباحاً ذهب مع 5 من الشباب لإحضارها، ولدى وصولهم رأوا الشبيحة يعفشون إحدى المدارس ويسرقون الكمبيوترات والمعدات فيها، ولم يشتبكوا معهم لأن عددهم كان قليلاً ومعهم امرأة مصابة".

وروى المصدر أن المرأة المصابة كانت مرمية في شرفة منزلها ومضرجة بالدماء بعد أن تلقت رصاصتين، وأثناء إسعافها قام أحد الشبان المنقذين بقطع الشارع المقابل للمشفى، فرأى أبواب البلدة مفتوحة بكاملها وجثث الأهالي مرمية على الأرض.

ولوحظ -كما يقول- أن إطلاق النار على الضحايا تم عن مسافة قريبة وأغلب الإصابات في الرأس أو طعنا بالأسلحة البيضاء.

وكشف "الخضر" أن الشبيحة سلبوا سيارة لأحد أبناء البلدة في نقل جرحاهم وبعد أن انتهوا قاموا بتصفيته مع عائلته باستثناء طفل نجا من المجزرة بعد أن تظاهر بالموت بين الجثث ولا يزال حياً إلى الآن، وكان هدف الشيحة-حسب قوله- تصفية أهالي "تلدو"، ولذلك لم يعتقلوا أي أحد من أبنائها، وهناك العديد من الناجين من المجزرة ومنهم امرأة وابنتها ومعهما طفلة صغيرة وطفلة أخرى تدعى زهرة استُشهدت والدتها وشقيقتها، ووالدها الذي لم يستطع إكمال الطريق بجراحه، فنال الشهادة أيضاً وأصيبت بدورها برصاصتين في جسدها الغض، ولكن قدر لها أن تنجو من الموت بعد أن تم انتشالها من بين الجثث وتعيش الآن مع جدتها وخالتها في أحد مخيمات النزوح على الحدود السورية التركية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(213)    هل أعجبتك المقالة (236)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي