رمي الرُضع.. مشهد يتكرر في ريف حلب الشمالي

تكررت حالات التخلي عن الأطفال حديثي الولادة بشكلٍ ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي، في ظل غياب مؤسسات مختصة بالتعامل مع هذه الحالات.

وفي هذا الصدد قال مراسل "زمان الوصل" في المنطقة، إنّ مشهد رمي الأطفال حديثي الولادة في الشوارع والطرقات لم يعد أمراً مستبعداً في شمال غرب سوريا، حيث عثر أهالٍ من قرية "بزاعة" بريف مدينة "الباب" شرقي حلب، في أول أيام عيد الفطر على طفلة حديثة الولادة عمرها بضعة أيام مرمية على حافة إحدى الأراضي الزراعية الواقعة بالقرب من مفرق قرية "الخليلية" المجاورة.

وأضاف أنّ "هذه الحادثة هي الثانية من نوعها المُسجلة في ريف حلب الشمالي منذ مطلع شهر أيار/ مايو الجاري، إذ سبق وأن عثر بعض الأهالي على طفل آخر حديث الولادة مرمي في سوق (الحميدية) وسط مدينة (مارع) بريف حلب الشمالي".

وأشار مراسلنا إلى أنّ الشمال السوري المحرر يفتقر لوجود مؤسسات اجتماعية مختصة تعنى بمثل هذه الحالات وتوثقها، لذلك فإنّ مصير الأطفال حديثي الولادة الذين يُعثر عليهم في مثل هذه الحالات، مرهون إمّا بوجود إحدى الأسر التي تقبل بكفالتهم وتربيتهم، أو عبر نقلهم إلى أحد مراكز رعاية الأيتام في المنطقة.

ويرجع العديد من الأخصائيين الاجتماعيين أسباب زيادة هذه الظاهرة إلى عوامل عديدة أبرزها: انتشار الفقر والجهل، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسرة السورية، بالإضافة إلى الزواج المبكر والعلاقات غير الشرعية "المُحرمة" مما يدفع بالأم إلى التخلي عن الطفل ورميه.

وخلال العاميين الماضيين انتشرت في مناطق الشمال السوري ومناطق سيطرة نظام "الأسد" على حدٍ سواء، ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة على قارعة الطرق وأمام المساجد والمشافي والأبنية المهجورة، حيث عُثر على العديد من هؤلاء الأطفال الرُضع وقد وُضِعوا ضمن علب كرتونية أو حقائب مخصصة سفر أو في مكبات القمامة.

خالد محمد - زمان الوصل
(259)    هل أعجبتك المقالة (184)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي