قال رئيس البلدية إن أكثر من ألف ومائتي مهاجر وصلوا الأحد إلى جزيرة إيطالية صغيرة في غضون اثنتي عشرة ساعة على متن عدد من قوارب صيد متداعية ومكتظة، حيث استغل المهربون هدوء البحر والطقس الدافئ لإطلاق عدد من القوارب.
وقال سالفاتور مارتيلو رئيس بلدية لامبيدوزا لمحطة "سكاي تي جي 24" التلفزيونية الساعة الخامسة مساء، إن أول المهاجرين وصل الساعة الخامسة صباحا.
كان هذا أكبر عدد من المهاجرين يصل في يوم واحد هذا العام إلى ميناء إيطالي.
وقال مارتيلو " قلت إن كل ما يتطلبه الأمر هو يوم من الطقس الجيد لترى (كل) هذه القوارب".
وناشد مارتيلو رئيس الوزراء ماريو دراغي وضع قضية الهجرة على جدول الأعمال، رغم تركيز الحكومة بقوة على التعافي الاقتصادي والاجتماعي لإيطاليا بعد جائحة كوفيد-19.
وفي وقت متأخر من الظهر، كانت تسعة قوارب مكتظة بالمهاجرين قد أفرغت حمولتها على الجزيرة، التي يوجد بها مركز استقبال للمهاجرين القادمين والراغبين في اللجوء.
وذكرت تقارير إخبارية إيطالية أن زوارق خفر السواحل وشرطة الجمارك الإيطالية رافقت القوارب إلى لامبيدوزا بعد رصدها في البحر الأبيض المتوسط على بعد أميال قليلة من الشاطئ.
الجزيرة، التي تعيش على السياحة وصيد الأسماك، أقرب إلى شمال إفريقيا من بر إيطاليا الرئيسي.
وقالت صحيفة "إل جورنالي دي سيسيليا" التي تصدر في صقلية، إن المهاجرين وصلوا على متن قوارب خشبية أو معدنية، وذكرت أن العديد من المهاجرين قدموا من بنغلاديش وتونس.
معظم من وصول إلى لامبيدوزا كانوا من الرجال، إضافة الى بعض النساء والأطفال وبينهم رضيع حديث الولادة، بحسب الصحيفة.
وتشهد أواخر الربيع- عندما يكون الطقس جيدا بشكل عام- إطلاق عصابات الاتجار بالبشر التي تتمركز في ليبيا، العديد من السفن غير الصالحة للإبحار باتجاه الشواطئ الأوروبية.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد المهاجرين الذين يصلون الى الشواطئ الأوروبية، سواء تم إنقاذهم في البحر أو رافقتهم سفن عسكرية أو أبحروا دون مساعدة مباشرة إلى الشواطئ الإيطالية مستغلين هدوء البحار.
زعيم الجناح اليميني ماتيو سالفيني، الذي يشارك حزبه "رابطة الشمال" المناهض للهجرة، في حكومة دراغي الائتلافية، ضغط على دراغي من أجل اتخاذ إجراء.
وكتب سالفيني عبر تويتر "يجب عقد اجتماع مع دراغي. في ظل وجود ملايين الإيطاليين الذين يواجهون صعوبات لا يمكننا التفكير في أمر آلاف المهاجرين سرا"، مضيفا أن نحو 12 ألف مهاجرا وصلوا حتى الآن هذا العام، وكثير منهم في الأسابيع الأخيرة فقط.
أصرت الحكومات القليلة الأخيرة قبل دراغي- دون طائل- على أن تستقبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المزيد من المهاجرين، الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا.
عدد كبير من المهاجرين- بمن فيهم من تنقذهم قوارب منظمات إغاثية او سفن شحن أو سفن حربية في المياه شمال ليبيا- يهاجرون لأسباب اقتصادية ومن المستبعد أن يحصلوا على حق اللجوء.
إيطاليا لا ترتبط سوى بعدد محدود للغاية من اتفاقيات الترحيل مع الدول التي يطلب مواطنوها اللجوء، ومن ثم ينتهي الأمر ببقاء الكثير من المهاجرين في أوروبا، الذين ينطلق بعضهم شمالا من إيطاليا إلى دول أخرى.
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية