عانى أهالي "صيدنايا" من انتهاكات شبيحة النظام وعناصر ما يُعرف بـ"الدفاع الوطني" مثلهم مثل غيرهم من أبناء الطوائف الأخرى النازحين إليها، ولم يسلم من هذه الانتهاكات أهالي هؤلاء المرتزقة وذووهم، تماما كما حدث على يد مرتزقة البلدات والقرى المجاورة كـ"يبرود" و"النبك" و"قارة" و"رنكوس"، وغيرها من البلدات.
وروى موظف سابق في "صيدنايا" ينحدر من منطقة "العباسين" في دمشق ينتمي للطائفة المسيحية جوانب من هذه الانتهاكات وتجربة اختطافه على يد مجموعة من هؤلاء الشبيحة واعتقاله في أحد الفروع الأمنية فيما بعد كان الشاب "رامي مارون" يعمل كموظف في قسم الموارد بمعمل "ترامیدیكا" للصناعات الدوائیة في "صيدنايا" منتصف 2011.
وتولى إدارة القسم فيما بعد -كما يروي لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أن 99% من موظفي المعمل كما أهالي "صيدنايا" كانوا مؤيدين للنظام واعتقدوا في البداية أنه مؤيد للنظام لعلمهم بأنه مسيحي.
وتابع محدثنا بعد نزوح الكثير من أهالي "دوما" إلى "صيدنايا" بدأت مجموعتا "وائل بركات عازر" الملقب بـ "الحوت" و"نبيل كحلا" بإثارة القلاقل في "صيدنايا" ذات الأغلبية المسيحية وبدؤوا بحرق بيوت النازحين وسياراتهم وتعفيش ممتلكاتهم وتهديدهم لإجبارهم على مغادرة البلدة وخاصة من نازحي "دوما".
سامي الأحمر وشقيقه مجد
وورد اسم "كحلا" ضمن أسماء 2861 مرتزقا يخدمون في "مركز الدفاع الوطني" بالقلمون، وأظهرت البيانات الخاصة به انه يدعى "نبيل حنا كحلا" والدته منيرة من مواليد القلمون بريف دمشق 5/6/ 1977 العنوان "صيدنايا- رأس العمود"، وهو مقاتل رقم هويته (16693929).
وكان محدثنا -كما يقول- يكتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" والتي لم تكن متاحة للجميع منشورات ضد شبيحة "صيدنايا"، ويفضح ممارساتهم الإجرامية، وبدأ يتحدث أمام الموظفين في العمل عن قذاراتهم دون ذكر أسمائهم.
ومما كتبه قصة شخص من "صيدنايا" يدعى "الياس توفيق الكبة" كان عسكرياً فاراً من الخدمة الإلزامية قتل نفسه بالخطأ أثناء لعبه بالبندقية، ورأى نعوته أثناء عيد الميلاد في منطقة "القصاع"، وكُتب في النعوة أنه "استشهد في سبيل الوطن أثناء مقاتلته للجماعات الإرهابية".
وكشف المصدر أنه كتب آنذاك منشوراً آخر عن مجموعة من "شبيحة الحوت"، الذين هجموا على منزل موظف في المعمل يدعى "أيمن"، وهو نازح من "دوما"، وسرقوا مجوهرات زوجته وهددوه بأنهم سيقتلونه وعائلته إن لم يرحل خلال 48 ساعة، وحينها تقدم الموظف المذكور باستقالته من العمل بهدف الرحيل عن "صيدنايا".
وأضاف "مارون" أنه كتب على صفحته حينها عن هذه القصة منشوراً بعنوان "حاميها حراميها" اتهم فيه عناصر ما يسمى بـ"الدفاع الوطني" بأنهم يقومون بنهب بيت النازحين الفقراء الذين هربوا من الموت بدل أن يحاربوا "الدواعش" والمجرمين.
وفي بداية العام 2014 كتب رامي آخر منشورين وذات يوم فوجئ -كما يقول- بمجموعة من الشبيحة يقتحمون المعمل بسيارة بيضاء "بيك آب" تستخدم لعمليات التعفيش والقصف وحينها اعتقد أنهم عناصر من الجيش جاؤوا لأخذ أدوية بالمجان كما هي عادتهم وحينما اقترب منهم فوجئ بأحدهم يطلب منه الانبطاح على الأرض، ومن بينهم -كما يقول- "مجد بن جورج الأحمر"، والباقي لم يتعرف إليهم لأنهم قاموا على الفور بتطميش عينيه وتكبيل يديه واقتادوه إلى سيارة ليتم زجه في اسطبل أو مزرعة خيول تابعة لـ"بطرس سرحان".
وكشف "رامي" أن العناصر الذين اختطفوه صادروا جواله وهو الجوال الثاني لديه اذا كان الجوال الشخصي الآخر الذي تركه في المكتب مليئاً بالمقاطع والصور التي تدين الشبيحة لحسن حظه.
توريط الجيش الحر
وروى محدثنا أن أشقاءه جاءوا إلى "صيدنايا" في اليوم التالي للاستدلال على مكان وجوده، ولكن أحداً من أهل "صيدنايا" لم يخبرهم بالحقيقة، بل إن شخصاً كان يستلم مطبخ الشركة التي يعمل بها ويدعى "أبو فراس اندرواس" قال لهم بكل وقاحة إن من أخذ "رامي" هو الجيش الحر.
وتأكد أن من كتبت تقريراً به لدى "الدفاع الوطني" هي موظفة في الشركة تدعى "علا علام" شقيقة الشبيح "علاء علام" من جماعة "نبيل حكلا" اعتادت على شتم النازحين والعمال من أبناء "دوما" والمطالبة بترحيلهم وعندما أوقفها عند حدها قالت له بالحرف الواحد: "رامي ما رح انسالك یاھا!"، وذلك قبل 4 أشهر من اختطافه، وبعد تفتيش الشبيحة الخاطفين لـ"رامي" عثروا على بطاقة صراف لبنك "بيمو السعودي -الفرنسي"، وكان سؤالهم الغبي -كما يقول- "كم تحول لك السعودية من أموال لمعارضة الدولة، ودعم الإرهابيين؟".
الظاهر خلف المجموعة وائل بركات عازار الذي يقود مجموعة شقيقه الحوت والظاهر في المنتصف شحادة عودة.
وسألوه عن سبب زياراته المتكررة لشخص مسلم في "صيدنايا" يدعى "محمد ياسمينة" الذي توفي فيما بعد، وكيف لمسيحي أن يتصادق مع مسلم مع العلم أن ابن شقيقة ياسمينة (صلاح ياسمينة) من جماعة "الحوت" دون أن يكفوا عن شتمه بأمه وشقيقته وضربه بوحشية على البطن والظهر والرأس وخاصة على يد "اليان موسى الخوري" كما يقول.
وتابع أن الخاطفين اقتادوه بعد ذلك في طريق طويل إلى مركز أمني عرف فيما بعد أنه في "السومرية" تابع لـ"الدفاع الوطني"، وكان هذا المركز يحتجز عناصر من الشبيحة والعساكر والمخابرات، كما عرف من كتابات على الجدران لعناصر من الفرقة الرابعة.
وروى "مارون" أنه كان معتقلاً مع أكثر من 10 معتقلين آخر في غرف صغيرة لا تكاد تسع ل5 أشخاص، وكان هناك تواليت مشترك في زاوية الغرفة، وفي اليوم الأول من اعتقاله نام واقفاً دون أن يتمكن من الجلوس، وبعد 4 أيام تم إخراجه إلى مهجع أكبر ونام خلالها بشكل جانبي (تسييف).
إعتقال طفل كرهينة
وأردف محدثنا أن بعض المعتقلين معه اعترفوا بتهم لا علاقة لهم بها وأحدهم طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره تم اعتقاله كرهينة مقابل تسليم شقيقه الذي كان منتمياً لأحد الفصائل المعارضة وأحد المعتقلين كان خادماً لدى الراهبات في دير "مار تقلا" في "معلولا"، وتم إطلاق سراحه من قبل خاطفيه جماعة "النصرة" بعد 3 أشهر وهو قريب "بشارة العيد" اليد اليمنى لـ"نبيل كحلا" الذي قام بتسليمه لتقديم إفادة بخصوص أماكن وجود الراهبات المختطفات وتعرض للتعذيب على يد عناصر الفرع لمعرفة سبب الإفراج عنه من قبل "جبهة النصرة".
بعد 9 أيام من اعتقال "رامي" نودي على اسمه ليعرض على المحقق مكبل اليدين والقدمين ومطمش العينين ليتم الإفراج عنه بعد أن تم تحذيره من الكلام عن أي معتقل أو نقل أي معلومة عن الوضع داخل المعتقل.
وأصيب جراء الاعتقال -كما يقول- بجرثومة والتهاب كبد فيروسي نتيجة الظروف الصحية السيئة داخل الفرع عدا إصابته بالجرب وذهاب صوته، ولكن هذا لم يكن شيئاً أمام لحظات الرعب وحالات التعذيب والإذلال التي عاشها.
ووثقت "زمان الوصل" في أيار مايو/2015 أسماء 2861 شبيحا من مرتزقة النظام في القلمون بالأسماء والعناوين بينهم 15 مرتزقة (شبيحة) يخدمن في مليشيا (الدفاع الوطني) في القلمون وينحدرن من مناطق مختلفة ومن بينهم أيضاً 11 مرتزقاً يتولون مهام رئيس قسم أو رئيس فرع أحدهم "نبيل بن حنا كحلا"، كما وردت أسماء أكثر من 100 مرتزق جرى فصلهم من ميليشيا "الدفاع الوطني" في القلمون.
https://leaks.zamanalwsl.net
https://leaks.zamanalwsl.net
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية