قررت السلطات الفرنسية ترحيل الشيخ "حسن سعيد مشيمش" إلى لبنان، وهو أحد المنشقين عن ميليشيا حزب الله منذ عام 1998.
يأتي ذلك بعد رفض طلب لجوئه، حيث وجهت له السلطة الإدارية التنفيذية في مدينة "ديجون" طلبا لمغادرة أراضيها.
ونشر الكاتب والناشر "سعد فنصة" في موقع "رتوش" قرار الترحيل الصادر عن القضاء الفرنسي، وفيه تطلب السلطات الفرنسية من "مشيمش" مغادرة المدينة والتوجه إلى القنصلية اللبنانية لاستخراج أي وثيقة أو إخراج قيد يشير إلى جنسيته وحددت له مهلة حتى 4 أيار الحالي، وإلا ستقوم بإجراءات قاسية بحقه.
وتوجه مشيميش عبر المحامي الفرنسي الذي وكله للدفاع عنه ومتابعة طلبه بطلب الطعن للقرار في "المحكمة الدستورية"، وفي "المحكمة الأوروبية" أيضا.
وروى الشيخ "مشيمش" لـ"زمان الوصل" أنه تقدم بطلب لجوء في فرنسا أواخر عام 2017 في المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا)، وجاء الجواب بالرفض.
وأضاف إنَّ القانون الفرنسي يمنحني حقاً بالذهاب إلى "المحكمة الوطنية الفرنسية لحقوق الإنسان واللاجئين السياسيين" للطعن بالقرار، ولجأ إليها مع محامٍ وطعن بقرار "أوفبرا"، فوافقت المحكمة، وقالت إنَّ وجوده على أرض فرنسا قانونيٌ حتى يصدر الحكم من محكمتهم بقضيته، وهذا يعني -كما يقول- أن المحكمة في مدينة "ديجون" التي يسكنها هي التي أصدرت الحكم وهي محكمة إدارية وليست سياسية.
وتابع المصدر أن حكم المحكمة الإدارية عند كافة القانونيين لا قيمة قانونية له مطلقا طالما المحكمة الوطنية الدستورية للاجئين السياسيين قد منحته الشرعية القانونية للبقاء في فرنسا حتى إصدار حكمها بقضيته.
ورجّح المعارض اللبناني أن تكون هناك لعبة مخابراتية في فرنسا بالتعاون مع المحكمة الإدارية في مدينة "ديجون" لترحيله إرضاءً لميليشيا "حزب الله" اللبناني لأن الأخير منذ سنوات يتعاون مع الاستخبارات الفرنسية والأوروبية علانيةً كما صَرَّحَ بذلك "حسن نصر الله" من شاشة تلفزيون "الميادين".
وختم "مشيمش" بنبرة مؤثرة: "أسأل الله تعالى وأتضرع إليه سبحانه برغبة جَامِحَة كي يقتلني أو يُمِيتَني عاجلاً ، عاجلاً ، عاجلاً ، كي لا أقع تحت سياط الجلادين في زنازين حزب الخمينيين في الضاحية الجنوبية".
بدوره قال الكاتب والناشر "سعد فنصة" في تصريح لـ"زمان الوصل" إن لديه إيماناً بالقضاء الفرنسي الذي يقف إلى جانب المضطهدين والحريات وحقوق الإنسان، وحسب اتفاقية عام 1951 في شرعة الأمم المتحدة لا يمكن ترحيل لاجئ إلى بلد فيه نزاعات أو حروب أو تكون فيه حياته مهددة بالخطر وهو أمر يحرج الدولة المضيفة.
ولكن الحكومة الفرنسية -حسب قوله- لم تعامل الشيخ "مشيمش" كلاجئ، بل اعتُبر وضعه غير شرعي على الأراضي الفرنسية، وهناك غموض فيما يتعلق بوضع الشيخ "حسن مشيمش"، خلال السنوات الماضية، وهل كانت له نشاطات أزعجت السلطات الفرنسية أم غير ذلك.
وأردف محدثنا أن مصالح فرنسا مع إيران تاريخياً أقوى من الأشخاص مهما كان شأنهم ومن المعروف أن فرنسا تبنت المشروع النووي الإيراني قبل الثورة الإسلامية في منتصف السبعينات، وبين الدولتين مصالح عميقة جداً وعلاقات استخباراتية معها جرت بالتنسيق مع الغرب، واستمرت هذه العلاقات بعد الثورة رغم تعرضها لهزات سياسية وصراعات كبيرة.
وكان العلامة "محمد حسن الأمين" الذي رحل قبل أيام، قد اعتبر أن الشيخ "مشيمش" ذهب بعيداً في المواجهة الفكرية ضد الرأي المتسيّد في لبنان إلى أن أفضى به الأمر إلى حيث هو اليوم… إما معتقلا ..أو لاجئا.
وولد الشيخ "حسن مشيمش" في بلدة "كفرصير" التابعة لمحافظة النبطية – جنوب لبنان عام 1964، وعاش حياته بين بيروت وجنوب لبنان، وفي عام 1980 سافر إلى إيران بهدف دراسة العلوم الإسلامية، وأقام هناك إلى عام 1987، حيث عاد بعدها إلى لبنان ليتفرغ للدراسة على يد المرجع الشيعي "محمد حسين فضل الله".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية