أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مؤتمر دولى ... شوقي حافظ

هدوء منتصف الليل هتكه مواء وحشي لبعض القطط في الشارع بشكل يصعب تفسيره.. كنت أنصت بوجوم للنبرة الحزينة في صوت محمد عبدالوهاب وهو يغني: أخي بلغ الظالمون المدى، فحق الجهاد وحق الفدا.. أي جهاد وفداء والملأ يأتمرون الآن لعقد مؤتمر دولي حول ما أطلقوا عليه اسم: القضية اليمنية؟ هل يشتهي المارينز المشاركة في جلسات تخزين القات وحسو القهوة المرّة، أم ان باراك أوباما يريد تحسين وضعه الانتخابي وتعزيز الأصوات التي تودع في صندوقه لفترة رئاسية قادمة؟ الدوافع الخفيّة للحلفاء مفضوحة، والمصيبة أنهم يعيدون نفس السيناريو كلما سال لعابهم لثروات عربية مدفونة.. ألا يعتبر هذا غباء منقطع النظير؟
الأجدى ـ من وجهة نظري ـ عقد مؤتمر دولي لبحث هذا المواء الوحشي الصاخب الذي تطلقه القطط، وبالمنطق الشرقي في تفسير مثل هذا الصراع من خلال البحث عن الأنثى، ربما يكون اثنان من ذكور القطط يتنافسان على الفوز بقطة تمنح الفائز فرصة لتنشيط دورته الدموية واكتساب قدر من التدفئة الطبيعية في هذا المناخ شديد البرودة، أما التفسير الغربي لأسباب الصراع بالبحث عن الفلوس والمصالح المادية فلا أظنه ينفع في هذه الحالة، وعموما هذه إضاءات لبعض جوانب الحرب الضروس بين قطط شارعنا، يمكن أن يتضمنها جدول أعمال المؤتمر الدولي حول قضية القطط.. إذا إلتأم في سوق السمك!
ما زال محمد بك عبد الوهاب ينادي بالجهاد وبالفداء، وهي دعوة مشبوهة قد تدرج صوته ضمن قوائم المحرضين على الارهاب، في أجواء يبول فيها بعضهم في سرواله لقارورة عسل يحملها راكب بأحد المطارات، ويتعرض ركاب آخرون ـ إناثا وذكرانا ـ لتفتيش مناطقهم الحساسة خشية أن تكون محشوّة ببعض المتفجرات، وتتصاعد حملة صناعة فوبيا الخوف لدرجة قد تنسف فكرة المؤتمر الدولي حول القطط واعتبارها عناصر ارهابية تستحق شن حرب استباقية وحملة تطهير عرقي ضد السنانير مثل أسماك الشبوط. ارتعبت من مواصلة الاستماع لتحريض محمد عبدالوهاب الارهابي فأغلقت المذياع وسبحت في قنوات الفضاء إلى أن رسوت بمرفأ آمن، فمن الأحوط والأسلم أن تضبطني اقمار التجسس الاصطناعية في حالة تلبس بمتابعة استعراض جنسي مثير تقدمه القطّة مادونا!

جريدة الوطن العمانية

(98)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي