أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وصايا لعام سعيد ... سعاد جروس

خلافا لعادة الصحفيين والكتاب بالطق والنق سنحاول مع اقتراب حلول العام الجديد أن نكون أكثر تفاؤلاً، ونبحث عن أفضل السبل لجعل العام المقبل سعيداً رغيداً بلا هم ولا غم، كفرصة قد تكون الأخيرة للاستمتاع بالحياة، بما أن السينما الأميركية بشرتنا في أحدث أفلامها أن العد التنازلي لاقتراب نهاية العالم قد بدأ، والعام 2012 سيشهد دماراً شاملاً، لذلك وقبل أن ينفجر غضب الأرض بحسب تنبؤات المايا ونوسترادامس ننصح بجملة من الوصايا لتأمين الرضا والسعادة .


-1 وصايا وطنية
ـ ينصح بعدم تغيير الحكومة وتطويل أمد بقائها إلى ما شاء الله، لأن تغييرها قد يشكل صدمة تحرض على التفكير وتمنية النفس بتعديل السياسات الاقتصادية بما يتناسب وحال عبد لله المواطن، رغم عدم إمكانية ذلك في ظل ولادة طبقة المستثمرين اللازمة لتحقيق التقدم نحو اقتصاد السوق.
 ولأن للتفكير محاذير بما يعني تشغيل العقل، فهو خطر في أي اتجاه كان، لذا فمن الأسلم ترك الأمور على حالها، وأي حكومة جديدة ستستهلك وقتاً طويلاً لتصل إلى ما حققته هذه الحكومة في ابتكار طرق لتنويم المواطن نومة لا يفيق منها في المدى المنظور.


ـ مع أن إلغاء الدعم عن المازوت جاء على الضد من حملة وزارة الإعلام لتحديد النسل، ننصح وزارة الإعلام بالسماح بزيادة عدد المطبوعات الاجتماعية والفنية قدر الإمكان، وإطلاق إذاعات وتلفزيونات تحض على الرقص بكل أنواعه غربي وشرقي ودبكة، ويفضل الأخيرة، ومنح جوائز مغرية للأكثر هزاً وتدبيكاً، فمن شأن هذا أن يحمّي الأجساد ويخلصها من الدهون فلا تحتاج إلى تدفئة، وفي الوقت ذاته تهد الحيل وتعوق فرص زيادة النسل.


ـ أما المعنيون بشؤون الثقافة، فننصحهم بمضاعفة عدد المهرجانات والمؤتمرات وحفلات التكريم ومنح الدروع البلورية، وخلط تلك الاحتفاليات مع برامج التسويق والترويج السياحي، بما أن وزارة الثقافة والسياحة مصالحهما مشتركة، كما أن هذا أسلم سبيل لقص الألسن الطويلة وتقليم الأقلام السامة، وكما يقال: "أطعم الفم تنكسر العين".


2 ـ نصائح عامة
ـ تجنب التعرض الطويل للقنوات الإخبارية العربية والأجنبية الخاصة.
ـ ترشيد مشاهدة كل البرامج من فصيلة (الاتجاه المعاكس)، فزيادة نسبة مشاهدتها تسبب الجنون، وقد تُدخل متابعها في أقرب حيط وبالأخص في مناطق الاتجاه الواحد. ويفضل متابعة برنامج الدكتور فوز والدكتور فيل وبرامج طب الأعشاب.


ـ عدم تصديق التحليلات السياسية والاقتصادية الدولية والعربية حول الأزمات المالية والبيئية، جميعها دعايات مغرضة تهدف إلى تحطيم النفوس، وتبرير الشفط الدولي للفلوس.


ـ متابعة قنوات التلفزيون ووسائل الإعلام الحكومية بعيون مغمضة، وقلوب مفتوحة، وذهن متبلد، فكل ما يرد في تقاريرها السياسية والاقتصادية صحيح وصحي مائة بالمائة.
ـ يمنع منعاً باتاً التعرض المباشر لصور المسؤولين والوزراء، أو سماع وقراءة تصريحاتهم في التلفزيونات والصحف، بالأخص كل من يُذكر بإلغاء الدعم ودفع الفواتير والضرائب وضيق ذات اليد وكل ما من شأنه رفع ضغط الدم.
ـ المشاركة بفعالية في برامج الترفيه والمسابقات ويفضل القنوات اللبنانية، لارتفاع نسبة الجمال والتزليط فيها وكل ما يبهج النفس، ويحرر الأنفاس، ويقوي الأمل بهبوط مفاجئ لنعمة من السماء.


3 ـ نصائح خاصة
ـ نصيحة لكل سيدة تتابع برامج التجميل وتطويل فترة الشباب وتأخير الشيخوخة، التخلص من المرايا في المنزل والسيارة، والاستعانة بالخيال لإقناع النفس بأن التغيير المنشود حصل، والتصرف على أنها ملكة جمال العالم شاء النصف الآخر ذلك أم أبى، والا تخشى الانفصال، ولتكن قاعدتها في الحياة: "كل فولة مسوسة لها كيال أعمى".


ـ أكثر ما ينصح به الرجال، وبالأخص (الآباء) لتحقيق سعادة دائمة ليس لعام واحد قادم، بل لكل العمر، تركيب نابض يجعل حركة الرأس بالإيجاب تلقائية ودائمة، وإجراء حقن بوتوكس لخطوط العبوس بين الحاجبين، وشرخ الشفاه على شكل ابتسامة رضا لا تزول.

 فمن شأن هذا أن يرضي الداخل (الزوجة والأولاد) والخارج أيضاً، ومعهم كل الأوغاد القادرين على تعكير صفو النهار. وليكن رأس حكمتهم: "إذا بدك تستريح قل عن كل شيء مليح" .


ـ وفيما يخص شباب العصر المعتصرة جيوبهم، التمتع ببرامج مسابقات الجمال، وسباقات الخيل والهجن والقنوات الغنائية، وقنوات السيارات، والفنادق والمولات والعمل على تمنية النفس بأن اليوم الذي سيصبحون فيه ممثلي فيديو كليب ينعمون فيه برؤية مطربيهم المفضلين وجها لوجه وركوب سيارة الأحلام لا بد أنه آت آت آت، وإلى أن يأتي عليكم بالتدريب اليومي في الشارع والمدرسة والجامعة، ولتكن الانترنت ساحتكم للتجريب الافتراضي وعانقوا ما شئتم من الأحباب.


ـ وللصبايا عليكن بالجمال ثم الجمال ثم الجمال، لأنه وحده يجلب المال، وصدقوا أن العلم والثقافة يورثان الفقر. تفرغن أكثر للعناية بأنوثتكن ولا تهملن وصفات الجدات المطبقة في المخادع والحمامات، وليكن مثالكن الأعلى فتيات الإعلان اللبنانيات وتجنبن السوريات والخليجيات لأن تجربتهن الجمالية لم تنضج بعد، وقد تقعن في أخطاء غير محسوبة، التجربة اللبنانية في هذا المجال مكفولة، وإن لم ينقذكن جمالهن عليكن بدلعهن وغنجهن، ولا بأس بنموذج هيفا لكن يخشى أن تنتهي موضته... فجدن وجودن إن استطعتن لذلك سبيلاً.


وعسى أن تكون تلك النصائح مفيدة، والله أعلم.
وكل عام وأنتم بخير.

الكفاح العربي
(97)    هل أعجبتك المقالة (89)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي