أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كان يعذب معتقليه بالبلطة والكماشة.. عمر حميدة نهاية قاتل أثار الرعب في حلب 20 عاماً

حميدة

توفي منذ أيام رئيس فرع أمن الدولة في حلب خلال فترة الثمانينات والتسعينات العقيد "عمر حميدة" الذي يعتبره ناشطون أحد رموز الإجرام ومصدر رعب وخوف للكثيرين من أهل المدينة، حيث ارتبط اسمه بجرائم تصفية وأساليب تعذيب لا تخطر على بال بشر بحق معتقلي الفرع مطلع الثمانينات.

عندما تُذكر عائلة "حميدة" في حلب، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن اسم ضابط الأمن الشهير العميد "عمر حميدة"، رئيس فرع أمن الدولة في حلب منذ نهاية السبعينيات حتى بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، والذي شكّل مع العميد "مصطفى التاجر"، رئيس فرع الأمن العسكري ثنائي الرعب في المدينة على مدار عقود ثلاثة.

وقبل تسلم حميدة منصبه، ومنحه صلاحيات واسعة من قبل "حافظ الأسد" في ذلك الوقت، بسبب الخدمات التي قدمها للنظام، وخاصة في محاربة الإخوان المسلمين  كانت عائلة حميدة في حلب مجرد أسرة صغيرة مهمشة وغير معروفة خارج "حي باب النيرب" الذي تقطنه، لكن هذا الحال تغير بعد ذلك. حيث أصبح للعائلة وزنها مع العميد عمر، ودخل العديد من أبنائها سوق التهريب بما في ذلك تجارة المخدرات، وحتى بعد إحالته للتقاعد منتصف التسعينيات، ظل أبناؤها يتمتعون بنفوذ وحظوة إلى درجة أن آل حميدة تمكنوا من مواجهة عشيرة "آل بري" الكبيرة والنافذة في حلب، وأجبروها على عقد صلح مرضٍ للطرفين بعد خلاف ذهب ضحيته شخص من كل طرف عام 2000.

وارتبط اسم "عمر حميدة" بالكثير من قصص التعذيب والتصفية بحق معتقلي الثمانينات من تعذيب للمعتقلين بواسطة "كماشة" (بنسة) بقلع أظافرهم إلى استخدام البلطة في تقطيع أطرافهم وهم أحياء واستخدام الشبح والتنكيل، إلى تعرية النساء وتعذيبهن بوحشية، ومن المعتقلين الذين ذاقوا الويلات على يد حميدة الشيخ "محمد مجاهد شعبان" أحد علماء حلب الأجلاء الذي اعتقل في شباط فبراير/ 1981 بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وروى  الصحفي "محمد سرحيل" لـ"زمان الوصل" أن حميدة أشرف على تعذيب شعبان رغم أنه ابن حيه (باب النيرب) وتربطه به علاقة مصاهرة، وكان حميدة يهدد الشيخ "مجاهد" رحمه الله قائلاً: "ما رح تحكي؟" وقام (حميدة) حينها بضرب أرجُل الشيخ مجاهد بالبلطة حتى كَسَرَها، وبعد حفلة تعذيب مريرة، لم ينتزع المُجرم مُراده من الشيخ قال له :"والله لأجيب مرتك وألبّسها بنطلون وأحطّها على الدولاب!" وبالفعل أرسل دورية لإحضارها! فخاطبه الشيخ مُجاهد: أبو محمد عرضي عرضك (وهناك قرابة نساء بين عائلة الشيخ مجاهد شعبان وعائلة عمر حميدة) فرمى (حميدة) قلم الرصاص من يده، وقال للشيخ: (شتيمة دينية).

وتابع محدثنا أن الضابط الطاغية أُتى بالفعل  بزوجة الشيخ "مُجاهد" إلى الفرع، وأمر بوضعها في غرفة مجاورة دون علمه وكانت تسمع صوته وهو يعذب دون أن يعلم بوجودها ولم يتحمل شعبان التعذيب الشديد فنُقل إلى المستشفى تلك الليلة، وبقي فيها 21 يوماً!

ورأى أحدهم "عمر حميدة" بعينه يُعذّب رجلاً، حتى قطع رجله بضربة واحدة بالبلطة!

ونقل "سرحيل" عن أحد أقارب معتقل سابق وهو الشيخ "سَحْبَانْ طرّاب" أحد أقران وأصدقاء الشيخ "مجاهد شعبان" أن "حميدة" قام بإحماء سيخ حديد ودسّه في "ودج" الشّيخ: (سحبان) فخرّ صريعاً على الأرض وقتل رحمه الله في تشرين الأول أكتوبر/1981 بعد أقل من شـهر من اعتقاله.

وتابع "سرحيل" سارداً جوانب من جرائم "حميدة" ومنها ما فعله مع الشيخ "محمد حجّار" الذي اعتُقل ولدهُ أسامة، فقال له المُجرم عمر بعد أن أقسم بالله: أحضر ولدك يمان لأحقّق معه عشر دقائق فقط، ثم تأخذ ولديك الاثنين وتمضي بهما! وأضاف أن الشيخ محمد استجاب وأحضر ولده يمان، وبعد ساعة تحقيق، قال (حميدة) للشيخ: تأخّر الوقت ولم ننتهِ بعد، اذهب للنوم لتستعدّ لصلاة الفجر، وأنا سأرسل ولديك للبيت! وعاد الشيخ إلى منزله ليعرف في اليوم التالي أن ابنيه "أسامة" و"يمان" قتلا على يد "حميدة".

وبدوره قال الإعلامي "محمد أمير ناشر النعم" لـ"زمان الوصل" إن "حميدة" كان يتقرب من النظام عموماً ومن "حافظ الأسد" خصوصاً بالتنكيل بأبناء مدينته، بل وبأقرب أقربائه. ومنهم ابن خالة ناشر النعم "نادر حميدة" الذي كان -كما يقول- مثل الزهرة وقضيب البان لم يتجاوز العشرين من عمره عندما اعتقله ابن عمه "عمر حميدة" وسلمه لسجن تدمر، حيث تم إعدامه هناك ظلماً وعدواناً، ليبرهن على ولائه للحزب والقائد.

ولم تسلم النساء من إجرام "حميدة" ومنهن "مديحة" التي قام بقص طرف لسانها وعراها من ملابسها وعلقها على السقف من يديها المكبلتين خلف ظهرها.

وروت المعتقلة السابقة "هبة الدباغ" في كتابها "خمس دقائق وحسب":  وكان عمر حميدة– رئيس فرع أمن الدولة في حلب- يضربها على بطنها (ن) وينادي كالممسوس على الجنين ويقول له : انزل.. واشهد اللهم أني بعثيّ..".

وفي صفحة أخرى تقول المعتقلة التي أمضت 9 سنوات في السجن كرهينة بدل أخيها :"لقد قصت علينا (مديحة) أن عمر حميدة عرّاها في البداية من ملابسها وعلقها إلى السقف من يديها المكبلتين خلف ظهرها، ومضى يعذبها على هذه الحالة ويسمعها أقذع الشتائم وأبشع العبارات، ثم أمر بإحضار أخيها الأصغر وعرضها عليه بهذه الحالة وسأله: هل عرفتها؟ قال الولد بصدق: لا . . من هذه ! أجاب "حميدة" بتشفٍ: أختك مديحة، فأغمي على الولد فوراً ولم يعد يحس بشيء، وأعادوه إلى البيت وهو لا يزال في غيبوبته..

واستمرت حفلة التعذيب ساعات عديدة وقام "حميدة" بقص طرف من لسانها بالمقص، واعتدى عناصر الفرع عليها أمام زوجها قبل أن يرسلوه إلى تدمر فيقتل لاحقاً في المجزرة الكبيرة...".

وتقول "الدباغ" في صفحة أخرى عن سجينة أخرى: ".. وجاء دور عمر حميدة، فأجلسها على الكرسيّ وقد كبل أيديها وأرجلها من الخلف ببعضهم البعض وجعل يطفىء أعقاب السجائر في أعفّ منطقة ببدنها ....".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(453)    هل أعجبتك المقالة (517)

مازن المصطفى

2021-01-23

ولاتحسبن الله غافلا عم يعمل الظالمون اعمل ماشئت فانك مجزي به وعندالله تجتمع الخصوم.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي