أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اطلاق النار على الحافلة السورية ..رسائل متعددة .؟ ... خليل صارم

حادثة إطلاق النار على حافلة الركاب السورية قرب دير عمار وسقوط ضحية وعدد من الجرحى ليست من فراغ وليست حادثة فردية كما حاول البعض تصويره ولكنها تحمل رسالة أو عدة رسائل .
فهي جاءت فور انتهاء زيارة الحريري لسوريا وكما قال السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري .. أنها تعتبر إطلاق نار على الزيارة . هذا مؤكد .. بنفس الوقت فإنها تأتي في سياق تعطيل عملية تبريد الساحة الداخلية اللبنانية لأن تبريدها يأتي في سياق الاستعداد للتصدي لعدوان إسرائيلي جديد يجري التحضير له قد يبدأ في غزة ويمتد إلى لبنان وفي حالة هدوء الساحة اللبنانية ستكون فاعلية الرد على أي عدوان أعلى بكثير مما هو متوقع .
إذا كان السيد سعد الحريري قد استفاق على الهوة التي كان يجري دفعه اليها من خلال دفع لبنان والمنطقة اليها وأن موقفه كان خاطئا ً على اعتبار أن من اغتال والده هم الصهاينة والذين دلت عليهم إشارات كثيرة أولها شهود الكذب والزور وتواطؤ ميليتس وانحراف تحقيقاته التي تم إثباتها وصار هو بالذات ملاحقا ًقانونيا ً بسببها. ثم تسريبات غربية كثيرة . وبالتالي فإن موقفه السابق كان انجرارا ً مع الانقلاب الإسرائيلي الذي كان مفتاحه عملية اغتيال والده . وأيضا ً بالتالي اعترافا ً منه أن القرار 1559كان الفخ والطعم .
أقول إذا كان سعد الحريري قد تنبه ولو متأخرا ً إلى حجم المؤامرة معنى ذلك أن حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية تقول له وتحذره من أنه ممنوع عليه العودة إلى الخط الصحيح وإلا ..؟
هل وعى السيد سعد الحريري أن بعض حلفائه وأن المجموعة التي يقودها مخترقة تماما ً من قبل المخابرات الصهيونية .. هذه الحادثة وبدلا ً من انتظار حادثة أخطر وأضخم بكثير عليها أن تدفع به لمراجعة حساباته كلها وإعادة النظر بوضع أشخاص بعينهم وحجم علاقاتهم الخطرة والمشبوهة سيما وأن أفعالهم في الفترة السابقة كانت مدروسة ومخطط لها ومنسجمة تماما ً مع قوى خارجية مرتبطة بشكل أو بآخر عن علم أوجهل عن اختراق مخابراتي أو بارتباط مباشر .
هناك قوى كانت تعيش على الخلاف والفوضى التي درت عليهم الكثير من الأرباح باسم الطائفية والمذهبية التي كانوا ينهقون بها لم يعد هناك من حاجة لهم بعد تسوية الخلاف السوري السعودي أو تبريده وحسن إدارته التي قادت به إلى التلاقي والاتفاق .هذه القوى تضررت كما هو واضح وتوقف عنها ضخ المال الذي كانت تحصل عليه بمزاعم مختلفة .. وهذه الآن تصب جهودها في مصلحة الجهود الصهيونية وهي مستعدة أن تذهب أبعد من ذلك وإلى حد إعلان تحالفها مع الصهاينة
" لم ننسى تسليم ثكنة بنت جبيل للصهاينة خلال حرب تموز ومن وقف خلفها وبررها " هو أحد المشتبه بهم الآن .. ولم ننسى من حاول إثارة الفتنة المسلحة في شمال لبنان بعد بشكل ملح ومتكرر .
يبقى على الحكومة السورية ألا تقبل أية تبريرات ذلك أن عددا ً من العمال السوريين وعائلاتهم كانوا ضحية كل ماحصل وأن واجبها معاقبة القتلة كائنا ً من كانوا .. هنا تتوقف السياسة ويرفض أي تبرير . وكل نقطة دم بريئة تساوي كل قطعان الكلاب الشاردة والثعالب وعليهم أن يدفعوا الثمن حتى ولو اضطرت إلى ملاحقتهم حتى غرف نومهم ويجب أن يكونوا معروفين بالأسماء واحدا ً واحدا ً وأنه لا منجاة لهم من العقاب والقاتل يقتل مهما كانت المبررات والأسباب .. هنا وفيما يخص الضحايا البريئة ..لا سياسة .
__________________

[email protected]

(102)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي