«إقبال على الحطب في درعا»، «إقبال على مدافئ الحطب وسخانات الكهرباء»، «إقبال على (الجفت) في إدلب».. كلها عناوين تزينت بها الصحف والمواقع المحلية خلال الفترة الماضية إلى جانب عناوين مثل: «فوضى توزيع الدعم مستمرة»، و«حكاية إبريق الدعم!!»، وغيرها الكثير الكثير.. إن المتتبع لما تبثّه الصحف المحلية وغيرها حول موضوع «بدل التدفئة» وما يتشعب عنه من موضوعات أخرى، بات لا يستبعد أبداً أن يعاود الفحم الحجري نفخ دخانه في سماء المدن السورية قريباً، ولاسيما أن الخروج إلى الحراج لاحتطاب أشجارها هذه الأيام يعدّ أسهل لمعظم المواطنين من الخروج إلى مراكز توزيع الدعم لاقتناص «شيك» يخولهم المشاركة في رحلة البحث عن جهة تصرفه دون «كسر خاطر» حامله.
يمكن اليوم التقاط الكثير من المؤشرات الأولية التي تدلّ على عزوف السوريين عن المازوت حيث بات من المتوقع جداً تغييرهم لأساليب الحصول على الدفء من وقود صعب المنال لمعظمهم، وربما يتم هذا التبدل السلوكي خلال فترة زمنية قصيرة جداً قد يستغربها حتى الساعون إلى تقليص «الهدر» في الخزينة العامة وتوفير مليارات الدعم البيضاء لأيام العجز السوداء، لا قدّر الله..
نعم، هناك احتمال كبير نسبياً بأن تتغير عادات السوريين في تدفئة أجسادهم التي اعتادت البرد منذ نيسان 2008، ولكن من يستطيع التبشير بأن هذه العادات ستتغير إلى الأفضل في ظل مشكلات إنتاج الطاقة الكهربائية وضيق الغطاء الحراجي (الممكن احتطابه) في البلد؟ وإذا افترضنا أن تغيير عادات التدفئة لن يكون ضاراً لكونه سيقلل من هدر الطاقة غير المتجددة، فما الذي يمكن توقعه والإيمان به بالنسبة للعادات الزراعية، والصناعية، والمواصلاتية المعتمدة على المازوت ذاته؟ وهل فكّر أحد بالبدائل؟
الواقع.. «ما بعد المازوت»! ... وسيم الدهان
الوطن
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية