أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من يحكم الضفه الغربيه السلطه الوطنيه أم المخابرات الأمريكيه.... وائل المهدي

قالت صحيفة غارديان البريطانية في عددها الصادر الجمعة إن "عناصر الأمن الفلسطيني الذين يحتجزون أنصار حركة حماس وسط مزاعم بالتعذيب في الضفة الغربية يعملون عن كثب مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية"., وأضافت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع قبل أقل من عام قراراً بحظر التعذيب خلال استجواب المعتقلين في أي سجن أمريكي، لكن الدلائل تشير إلى أن جهاز مخابرات الولايات المتحدة تتعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية التي تواصل استخدام التعذيب الذي وثقت على نطاق واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان.وأوضحت أن العلاقة بين المخابرات والأمن الوقائي مع وكاله المخابرات الأمريكيه وثيقه
وقال مسئول غربي رفيع للصحيفة إن وكاله المخابرات الأمريكيه تعد جهازي الوقائي والمخابرات كملكية تابعة لها"، فيما أشار مصدر دبلوماسي إلى أن النفوذ الأمريكية على تلك الأجهزة كبير جداً، ومن الممكن اعتباره "ذراعاً متقدمة في الحرب على الإرهاب".
وذكرت أن معظم المحتجزين الذين تعرضوا للتعذيب في الضفة كانوا من أنصار حماس، التي فازت في الانتخابات التشريعية عام 2006، والتي نعتت بأنها "منظمة إرهابية" من قبل السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح، وكذلك من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي .وكانت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" ومنظمة "هيومان رايتس ووتش" ومؤسسة "الحق" ومنظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية من بين المنظمات التي وثقت أو قدمت الشكاوى بشأن المعاملة السيئة للمعتقلين من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة , وبينت أن أكثر أساليب التعذيب استخداماً هو "الشبح" الذي يكون خلاله المعتقل مقيداً ويجبر على الجلوس في أوضاع مؤلمة لأوقات طويلة، كما أن هناك تقارير تحدثت عن استخدام الحرمان من النوم فيما كان يحتجز عدد كبير في زنازين ضيقة لحرمانهم من الراحة.
وقالت الصحيفة إنه وفقاً للمسئولين في السلطة الفلسطينية فإن هناك ما بين 400 - 500 معتقلاً من أنصار حماس لدى جهازي المخابرات الفلسطينية والأمن الوقائي , وأضافت أن بعض أصناف سوء المعاملة المستخدمة كانت خطيرة جداً لدرجة أن ثلاثة معتقلين توفوا خلال احتجازهم هذا العام، كان آخرهم هيثم عمرو (33) عاماً من الخليل.
وكالة المخابرات المركزية لم تنف التعاون مع جهازي المخابرات والوقائي في الضفة الغربية، لكنها رفضت الإفصاح عن الأساليب المستخدمة لانتزاع المعلومات خلال استجواب أنصار حركة حماس، ونفت أنها تغض الطرف عن الانتهاكات.
وقالت إن الكثير من الفلسطينيين يحملون الجنرال دايتون مسئولية الانتهاكات الشديدة التي يتعرض لها أنصار حماس في الضفة، على الرغم أن من أن نشاطه لا يمتد إلى أي من جهازي المخابرات الفلسطينية أو الأمن الوقائي , .وأوردت نقلاً عن مصادر في فريق عمل الجنرال الأمريكي إنه تم تحذير دايتون وفريقه من قبل مسئولي وكالة المخابرات المركزية بعدم محاولة التدخل في عمل الأمن الوقائي وجهاز المخابرات، خاصة في ظل مخاوفهم من ممارسات غير قانونية تجاه المعتقلين.
إن المعلومات التي أوردتها صحيفه الغارديان ليست بجديده فهمي مطروحه منذ فتره في الإعلام وبين المثقفين وأصحاب الشأن الفلسطيني والعربي وكذلك إختراق وعمل لأجهزه المخابرات لبريطانيه وبعض الدول العربيه وكل عملها ونشاطها يصب في بوتقه واحده ولهدف واحد وهو إستئصال وضرب المقاومه في الضفه الغربيه وإختراق الفصائل الفلسطينيه والمستهدف هو حركه حماس والجهاد.
ومن المؤكد عن كيفيه إستخدام المخابرات الأمريكية للثقافة والمثقفين من خلال عملها في منظمات أهلية ومراكز أبحاث ليس جديدًا ويعود إلى عدة عقود ماضية،, وذلك ما كشفته مسؤولة المخابرات الأمريكية فرانسيس ستونور ساوندرز في كتابها "المخابرات في سوق الثقافة- من يدفع للمزمرين؟"، عن مسؤولية المخابرات في تأسيس منظمة الثقافة الحرة. وترى الكاتبة ان المنظمات الأهلية في الشرق الأوسط هي مصدر المعلومات الرئيسي للمخابرات الأمريكية في المنطقة، وهذا يشمل باحثين ومثقفين تمّ تجنيدهم من قبلها.
ومما لا شك فيه بأن المؤسسات الأهليه الفلسطينيه والكثير منها أصبح عملها مفضوحا وواضحا حيث يستخدم قسم كبير من هذه المنظمات في خدمة الرؤى الاستراتيجية لأمريكا وحلفائها، من أجل تمرير مشاريعها السياسية وإجراء تغييرات بنيوية على المجتمع الفلسطيني.
وفيما يخص مشاركه وإختراق بريطانيا للضفه الغربيه فذلك من خلال وجود بعض ضباطها وخبرائها الأمنيين لتدريب والإشراف علي الأجهزه الأمنيه في الضفه الغربيه وصياغه العقيده الأمنيه للأجهزه الفلسطينيه وإبعادها عن الثوابت الوطنيه وهذا ما يفسّر مشاركة الجنرال البريطاني المتقاعد جون ديفيريل في صياغة الملحق الأمني لوثيقة جنيف. وديفريل هذا تفرغ للعمل في فلسطين بعد خدمة ست سنوات في الشرق الأوسط، وهو صديق الجنرال دايتون الذي عمل معه في البحث عن سلاح الدمار الشامل في العراق
.وقد تحدث الجنرال كيث دايتون المنسق الأمني الأمريكي في محاضرة ألقاها في 7-5-2009 حول فكرة السلام من خلال الأمن وجاء فيها أن أمريكا وكندا والمملكة المتحدة يعملان سوية على هذه المهمة، بالإضافة إلى ما يسمى بناء القوات الفلسطينية.

يقول الجنرال دايتون: "المجموعة الإنكليزية ـ ثمانية أفراد ـ تسكن في رام الله. ومن يعرف منكم شيئاً عن المهام في أعالي البحار، يعلم أن الولايات المتحدة لا تفهم أن العيش مع الناس الذين تعمل معهم أمر ثمين. أما الكنديون الذين يتجاوز عددهم ثمانية عشرة، فهم منظمون في فريق يدعى محاربو الطريق. ويتنقلون يومياً في مختلف أنحاء الضفة الغربية، يزورون قادة أمنيين فلسطينيين، يطلعون على الأوضاع المحلية، ويعملون مع فلسطينيين ويتحرون الأمزجة على أرض الواقع. يوفر الكنديون للفريق مترجمين محترفين، وهم كنديون من أصول عربية وعلى صلة مباشرة مع السكان. الكنديون والبريطانيون هم عيوننا وآذاننا "
وفي ضوء كل التطورات والحقائق التي تكشف يوما بعد يوم من إختراقات أمنيه وسياسيه في الضفه الغربيه ومدي فاعليتها ومدي إرتباط السلطه الفلسطينيه بتلك الأجهزه والدول وخصوصا الولايات المتحده الأمريكيه يتضح بأن الحاكم الفعلي علي أرض الواقع للضفه الغربيه هي الولايات المتحده الأمريكيه والهدف واضح ومعلن منذ فتره وهو توفير الأمن للكيان الصهيوني بالرغم من التوغل الإستيطاني وإلتهام الأراضي والإنتهاكات الصهيونيه الخطيره , والسلطه الفلسطينيه ما هي إلا أنها جهاز لمساعده المخابرات الأمريكيه والصهيونيه في تحقيق ذلك الهدف والمحافظه عليه من خلال تغير ممنهج للثقافه الفلسطينيه النابعه من ثوابته الوطنيه والمحفزه علي مقاومه المحتل والنضال بكافه الإشكال حتي إستعاده تحرير كل فلسطين وإستعاده الحقوق المسلوبه والعمل لذلك يتم من محاور شتي وبأساليب مختلفه من خلال مؤسسات أمنيه ومدنيه وثقافه وذلك أصبح ومكشوفا للقاصي والداني عن مدي توغل المؤسسات الأجنبيه المدعومه أمريكيا وصهيونيا وغربيا بكافه أنواع الدعم من أموال وبرامج وخطط مسبقه والعمل يجري منذ سنوات عديده ولكن الحقائق تنكشف رويدا رويدا ولا شك بأن بعض الأهداف قد تحققت علي المستوي الأمني وأيضا علي مستوي الثقافي فتم تحجيم والقضاء علي المقاومه في الضفه الغربيه من خلال ملاحقه الفصائل المقاومه وتجريدها من السلاح وقلمت أظافرها وتم التغير في البنيه الفكريه لثقافه المواطن الفلسطيني وجعله يفضل الحال كما هو عليه ويستحسن العيش في ظل احتلال فقديما كان المواطن الفلسطيني لا يفكر في كيفيه العيش وحياته اليوميه بقدر تفكيره في النضال المسلح وومارسته وكيفيه تحرير أرضه ولكن اليوم تغير الواقع والتفكير.
ولكن يتبادر للذهن دائما سؤال يدمي القلب وهو أين حركه فتح وقياداتها من ذلك كله وأين منظمه التحرير الفلسطينيه وأين الشعبيه والديمقراطيه من كل تلك التطورات وأخص تلك الفصائل دون غيرها لأنها هي المتواجده فعليا في الضفه الغربيه وهي التي تمثل منظمه التحرير الفلسطينيه والتي قدمت الدماء لسنوات طويله في سبيل الثوره والتحرير , هل كما يقال بأن تلك الحركات والفصائل قد ماتت في الضفه الغربيه وإنتهت فعليا ولم يعد لها قرار ولم يتبقي منها سوي بعض المكاتب والمؤسسات الغير عامله ومجموعه أفراد مجرد ديكور وتجميل للمشهد الفلسطيني وهل تحولت مؤسسه السلطه الفلسطينيه بكل أجهزتها وقيادتها الفتحاويه لمجموعه تعمل لحساب الصهاينه والأمريكان ., لو رجعنا زمنيا لعقدين أو أكثر فكيف سوف يكون تصنيف وتسميه السلطه الوطنيه الفلسطينيه وفتح والمنظمه من خلال المفاهيم التي تعلمناها من ثوابتنا العربيه والقوميه والإسلاميه , فكان معروفا بأن أي سلطه أو حركه أو منظمه تعمل لحساب الصهاينه والأمريكان سواء بطريقه مباشره أو غير مباشره فيكون تهمتها ونعتها بأنها سلطه عميله وخائنه ,فهل ذلك الوصف قائم ومازال يستخدم في وصف السلطه الوطنيه وحركه فتح والمنظمه بتلك الصفات كالعماله والخيانه أم أن المفاهيم تغيرت الأن وتبدلت والعماله والخيانه أصبحت إتفاقيات ومعاهدات والتزام بالشرعيه الدوله وشروط الرباعيه فصارت الخيانه والعماله أمرا مستساغا ومشروعا ولا غبار عليه وفي نهايه المطاف نسال من يحكم الضفه الغربيه هل السلطه الوطنيه الفلسطينيه أم المخابرات الأمريكيه والبديهي من تلك الحقائق بأن لا فرق فهما وجهان لعمله واحده وتلك العمله والعماله هي التي تحكم الضفه الغربيه .


[email protected]

(93)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي